الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السراب اليوم

الشربيني المهندس

2020 / 10 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


تابعنا هذا المشهد المسرحي الإحتفالي بحديقة البيت الأبيض ..في حضور تمثيل دبلوماسي عربي ودولي كبير .. دعمت الاتفاق دول مثل السعودية وعمان ومصر .. واعترضت عليه تركيا .. ولها علاقا ت دبلوماسية وإفتصادية وإستخباراتيه .. وكانت اول الدول الإسلامية إعترافا بإسرائيل .. بعد الإعلان عن قيام دولتها ...ونددت به إيران ..وذلك بتوقيع دولة الإمارات العربية ومملكة البحرين .. لإتفاقيات تطبيع مع دولة إسرائيل .. برعاية أمريكية .وتوقيع دولة الإمارات ومملكة البحرين صك الاعتراف بدولة إسرائيل وإقامة علاقات طبيعية معها دون أى مبرر سياسى أو أخلاقى يذكر، تكون أهداف العدوان الذى شنته إسرائيل على مصر والدول العربية بمعاونة الولايات المتحدة، وبإشراف شخصى مباشر من الرئيس الأمريكى ليندون جونسون فى ٥ يونيو ١٩٦٧، قد قاربت على التحقق بالكامل بعد خمسين عاما من اختفاء أول زعيم عربى كشف حقيقة الخطر الصهيونى وحاول قدر المستطاع أن يقف فى وجهه بل ودفع حياته ثمنا لوضوح رؤيته وإصراره على المقاومه .. نعم سوف يبدأ شهر عسل مع أهل الخليج يلتف فيه ذيل الأفعى بنعومة ومودة حول أعناقهم. لكى تبدأ إسرائيل فى فرض هيمنتها الكاملة عليهم، وقد بدأت بعض الإشارات ترشح حول مد خطوط أنابيب البترول ما بين الخليج وموانئ إسرائيل تمهيدا لإنشاء خطوط توصيل بديلة لقناة السويس ....مما يفوق رؤيتنا لصفقة القرن الشهيرة ..
هذا مما جاء في مقال (صلاح أبو الفضل الطبيب النفسي المقيم بالمملكة المتحدة بجريدة الشروق المصرية الخميس 22 اكتوبر 2020)
واتفق معه في أن الذين احتجوا بمعاهدة السلام المصرية مع إسرائيل لتبرير هرولتهم نحوها لم يفهموا أن رفض معظم المصريين للتطبيع كان التعبير الأصيل عن الموقف الفعلى تجاه المؤامرة الصهيونية على المنطقة وانتظارا لحدوث سلام حقيقى..
وسيكتشف كثير من العرب أن إضعاف مصر مع تصاعد الدور الاسرائيلي بالمنطقة بجانب الدور الايراني والتركي بل وربما الاثثيوبي أو تجاهل دورها سيكون له ثمن أقسى بكثير مما حدث لهم حتى الآن..
.. التموضع "الجغرافي " لدول الخليج .. لم تكن يوما في صراع مباشر مع الكيان الصهيوني .. مثل دول المواجهة المباشرة .. ولكن قد يكون لموقعها " الجيوسياسي " رأي آخر ..يفرضه صراع تخوضه دول الخليج .. في مواجهة تمدد إيراني / تركي .. يكاد يطبق عليها .. من الجنوب في اليمن .. ومن الشمال الشرقي في سوريا والعراق .. ومن الشمال الغربي في لبنان .. يمثله " حزب الله " المدعوم إيرانيا .. أحالني العنوان الي رواية أديبنا الكبير نجيب محفوظ (السراب) وهي عن النفس البشرية وكوابيس الواقع وتجاهل التخطيط الخارجي وآخره صفقة القرن الأمريكية .. وربما هذا ما قاله الرئيس الراحل انور السادان ان الجزء الاكبر من هذه العلاقة بين العرب والصهيونبة جانب نفسي وقرر كسره بزيارة الكنيست ..
ومنذ زيارة السادات فى عام ٧٧ وما تلاها من تراجعات بدأت إسرائيل فى جنى ثمار النصر التى نضجت وضاعفت من قوتها الاقتصادية والعسكرية والسياسية على حساب الطرف العربى الذى قنع بوعود لم تتحقق بالسلام ونهاية الحروب. اقتحمت قارة إفريقيا التى كانت حراما عليها فى عهد عبدالناصر وحصدت الاعترافات والعلاقات الوثيقة مع معظم دول العالم الثالث وخلقت تحالفات وثيقة مع الهند وتركيا وأنشأت قاعدة صناعة إلكترونية بالغة التقدم بينما أغرقتنا فى أفكار الرى بالتنقيط وزراعة الفواكه بدلا من القطن المصري الشهير
وهنا في الرواية تتناول أحداثاً عاطفية مؤلمة بطلها كمال شاب عاش ضحية الحنان الخانق الشاذ الذي اغرقته به امه بعد انفصالها عن والده وعجز عن الزواج لسلبيته ولم يستطع ممارسته لأسباب نفسية متعلقة بتاريخه، وهو نربية وأفضى بسره إلى طبيب لم يعرف الشاب عن قرابته من زوجته فاستغل الطبيب ما أفضى به إليه، وتوالت الأحداث لتنتهي إلى فوضى من الخسارة والألم وهنا قد تمثل امريكا دور الطبيب النفسي وتمارس السيطرة والتخويف بخلق العفريت او ابو رجل مسلوخة وتمثله اسرائيل التي تحاول لعب الدور لصالحلها مع حلمها القديم وهكذا العرب يعيشون مع الكابوس حالة شيزوفرونيا بين التراث والواقع والاحساس بالدونية تجاه العلم والغرب المتقدم وسوء الحظ بظهور الثروات التي يطمع فيها الغرب المستعمر..
غداة ذلك اليوم المشئوم من تاريخ مصر والأمة العربية يوم النكسة وما ادراك ما النكسة استطاعت القوة الإسرائيلية بضربة واحدة أن تحتل كل أرض فلسطين وأجزاء من مصر وسوريا ولبنان واستطاعت أن توجه ضربة قاضية للنهضة المصرية التى جعلت من مصر رائدة لكل حركات التحرر فى العالم ومنارة إفريقية تهدى شعوب القارة السمراء، وأحدثت شرخا قاتلا لفكرة القومية العربية، إذ تكشف فيما بعد أن أطرافا عربية كانت قد تعاطفت وربما شجعت على هذه الجريمة خوفا من تيار التقدم الذى كان يهب من مصر. فصاغت بذلك مصير هذا الحلم الذى أصبح مستحيل التحقيق بالولاء المتجدد لأجندة الغرب والصهيونية.
سبق ان كتب الاستاذ منير العكش عن الحرب الاسرائيلية العربية جوهرها ثقافي وهو لن ينتهى، فهذا جزء من طبيعة الاستيطان الاستعمارى الذى يهدف للقضاء على أهل البلد الأصليين مثلما فعل الأمريكيون بإبادة أهل أمريكا الأصليين
فد يبدو الفارق الرفض الشعبي للتطبيع ووممارسات اسرائيل في ضم الأرض وتهجير الانسان الفلسطيني .. ويأتي ظهور الشعوب في شكل القطيع كعنصر هام لتحقيق النجاح الثقافي بعد العسكري والعلمي والاقتصادي .. واذا كان من حق السلطة تنفيذ ما تراه (القرارات السيادية ) فلا افهم معني الهرولة فالمسألة بين مصر واسرائيل برعاية امريكية استغرقت عمر السادات الرئاسي في ظل انتصار عسكري جزئي بعد النكسة المدمرة واما تطبيع الخليج فلا معني للهرولة والتسليم بون مقابل ولديهم فرصة التمهل وربما يخسر ترامب والاستفادة من قراءة التجربة المصرية ونتائجها بل والتطبيع الجزئي مع النفس الطويل ودولة واحدة تكفي لكن يبدو ان هناك في الغيوم شئ ما يختلف عن استغلال حالة السودان ومسألة نهر النيل ومعركة المياة قضية المستقبل ولننتظر كعادتنا كميدان لضرب النار فالغيوم حبلي بالاحداث
‎ولا شك عندي أن هذه المعاناة لازمت محفوظ ذاته بعد كتابة تلك الرواية .. حتما طاله شىء من بؤسها وسوادويتها القاتمة التي فاقت أشنع كوابيس البشر سوادا .. تكون او لا تكون تلك هي المأساة .. فهل هو السراب العربي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين أنستغرام والواقع.. هل براغ التشيكية باهرة الجمال حقا؟ |


.. ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34388 منذ بدء الحرب




.. الحوثيون يهددون باستهداف كل المصالح الأميركية في المنطقة


.. انطلاق الاجتماع التشاوري العربي في الرياض لبحث تطورات حرب غز




.. مسيرة بالعاصمة اليونانية تضامنا مع غزة ودعما للطلبة في الجام