الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جرائم ضد النساء والأطفال.. حيث ترتفع وتيرة العنف والقتل وتنحدر قيمة الإنسان

كفاح زعتري

2023 / 3 / 7
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي 2024 - أوضاع المرأة في الحروب والصراعات وكيفية حمايتها، والتحديات التي تواجهها


تكرر بين حين آخر جرائم مروعة يرتكبها الآباء بحق أبنائهم، آخرها ولن تكون الأخيرة، الأم التي رمت بطفليها في نهر دجلة، انتقاماً من والدهم الذي طلقها وحصل على قرار قضائي بحضانتهم، وفق ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي، ووفق ما نُقل عن قوات الأمن في المنطقة التي ألقت القبض على المرأة وقيل أنها اعترفت بعد التحقيق معها بالجريمة.

بعد أول ظهور للخبر، ضجت به مواقع التواصل الاجتماعي، أغلبها تطالب بأقصى العقوبة بحق الأم المجرمة التي تجردت من عاطفتها وانسانيتها وقتلت أطفالها. بلا شك لا يمكن تبرير قتل أو تعذيب طفل من قبل أياً كان، فكيف إن كان أحد الوالدين هو من قام بذلك. بالنسبة لي ردي المباشر كان “أكيد مانا طبيعية” فعل كهذا لا ينسجم مع المشاعر الطبيعية للإنسان السوي.

بعيداً عن العواطف أو التعاطف مع الفيديو الذي يُظهر الأب يبكي طفليه، أو مع إدانة المرأة والحكم عليها؛ لا أستطيع تخيل شخص طبيعي متوازن يفعلها. المؤسف والمخيف هو تكرار هذا النوع من الجرائم، قبل هذه الحادثة كانت حادثة أطفال كربلاء الذين أحرقهم والدهم، والأب السوري الذي قِيل أنه قتل بناته الثلاث وانتحر، وغيرها.

أغلب التعليقات تطالب بإعدام الفاعل، رجال الدين يطالبون بالقصاص وإعدام الفاعل، يتحدثون عن قلوب خلت من الرحمة وعن أهل أنانيين ومرضى نفسيين، أطباء نفسيين يرفضون اتخاذ ادعاء المرض النفسي مبرراً للجريمة؛ وأنا أسأل بدوري: هل القصاص والإعدام يحمي الأطفال من انتهاكات تستغل طفولتهم وضعفهم والأمان المفترض لدى الأهل. أغلب تلك الجرائم تحصل في مناطق نزاعات مسلحة وحروب، حيث ترتفع وتيرة العنف والقتل وتنحدر قيمة الإنسان، يصبح مشهد القتل والدم والموت حدثاً عادياً ومألوفاً وتتلبد المشاعر، ويتراجع الوعي والتفكير، ويمكن للإنسان العادي أن يقتل، كوسيلة لحل مشكلة أو الاعتراض على تصرف.

ازدادت هنا حالات الانتحار، وقتل العائلة ثم الانتحار، الأمر الذي يعكس حالة اكتئاب شديد ويأس. أيضاً بسبب الضائقة الاقتصادية والمشاكل المستعصية التي خلفتها سني الحرب الطويلة.

أول مرة نفُّذت جريمة رجم امرأة في ريف حلب عندما كانت جبهة النصرة هي المسيطرة على المنطقة، كان من يسمى “شيخاً” نطق حكم الشرع بالرجم، لأجل تطهيرها من الدنس الذي أوقعت نفسها به، فتستطيع أن تقابل بارئها وهي طاهرة. لقدر افترضوا حكماً إليهياً ونفذوه وكأنهم وكلاء الرحمن على الأرض. الصورة الثانية الفظيعة كانت مشاركة أهل القرية بفعل الرجم، كباراً وصغار نساءً ورجال. فعلاً انتقلت حالة التوحش إلى المجتمع ككل. العنف يولد العنف، مع غياب العدل والأمان وعدم وجود قانون عادل ونظام قضائي أهلاً للثقة، ومع استحكام الاضطهاد والجوع والظلم، مرة باسم الولي أو الحاكم ومرة باسم سلطة الأمر الواقع وأخرى باسم الشرع، تحول الناس من الحالة المدنية إلى الحالة البدائية، ليقوم بحل مشاكله بنفسه وبالطريقة الأسهل القابلة للتحقق.

سوف تستمر وتتكرر المآسي طالما بقي الواقع على ما هو عليه، كما لا يوجد حل سريع. فالتراكمات والجروح النفسية التي تتركها الحروب، ربما تستمر أجيالاً ما لم توجد إرادة دولية ووطنية مخلصة لحل جذر المشكلة ومعالجة آثارها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أحدث طريقة للخلاص من النساء ابتكرتها ايران
صلاح الدين محسن ( 2023 / 3 / 7 - 19:44 )
تسميم مدارس البنات ( البنات بالذات دون الولاد ! ) ليس حادثاً عارضاً في مدرسة باحدي المحافظات الايرانية . بل حدث في19 مدينة
منقول : وأظهرت تسجيلات فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي، حالات اختناق في 19 مدينة على الأقل، وحشوداً للأهالي، وصراخاً وبكاءً في المدارس وبعض المراكز الصحية. كما أظهرت الفيديوهات نقل عشرات الطالبات إلى المستشفيات بعد إصابتهن بحالة تسمم. وأقرت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» بنقل عشرات الفتيات من مدارسهن إلى المستشفيات في محافظات همدان (غرب) وزنجان وأذربيجان الغربية (شمال غرب) وفارس (جنوب) وألبرز (شمال).
وهكذا يرتاحوا من النساء , ويخلَصوا منهن !! ويريحوا النساء من الكراهية والعدوانية الدينية العجيبة
عن سبب كل تلك الكراهية العجيبة للنساء , يُسأل - عمر أفندي بن الخطاب - , و - محمد بيك أشرف الخلق - اللذان قبلا أن يكون جزاء النساء عن ولادة وارضاع وتربية الرجال : نصف ميراث ونصف شهادة - ناقصات عقل ودين - , وأنهن ينقضن الوضؤ كما الحمار والكلب الأسود
شكراً للكاتبة
تحياتي

اخر الافلام

.. نتنياهو: فكرة وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة غير مطروحة ق


.. استقبال حجاج بيت الله الحرام في مكة المكرمة




.. أسرى غزة يقتلون في سجون الاحتلال وانتهاكات غير مسبوقة بحقهم


.. سرايا القدس تبث مشاهد لإعداد وتجهيز قذائف صاروخية




.. الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد يترشح لانتخابات الرئ