الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاثير الهجران الزوجي على الاولاد

صبيحة شبر

2006 / 7 / 11
حقوق الاطفال والشبيبة


يقدم كل من الرجل والمراة على الارتباط فيما بينهما بوشائج متينة ، ينظمها الدين والمجتمع ، تعرف بقوانين مؤسسة الزواج ، ينجبان الأولاد ، ويتعاونان فيما بينهما لإنجاح التجربة ، وإمداد الحياة بأفراد أصحاء أسوياء ، يقومون بدورهم لخدمة المجتمع ، وبناء الإنسان السعيد الناجح , ولكن كثيرا ما تعترض الزوجين ، مصاعب كثيرة ، تنشأ من الاختلاف ، الموجود بين الشخصين ، بسبب نوعية البيئة والثقافة ، ودرجة التدين ، والاستعداد الشخصي الموجود بكل من الرجل والمراة ، لإزالة أسباب الاختلاف وحل المشاكل ، بينهما بالطرق الودية ، التي تحافظ على العائلة مترابطة من عناء التشتت ، ولكننا نرى أحيانا ان جميع المحاولات المبذولة لإدامة الحياة الزوجية ، تفشل ، لان العنصر الأساسي لتواصل الحياة بينهما لم يعد موجودا ، وهو العاطفة ، أي شعور المودة والألفة الذي يربط بين الزوجين
يلجأ الزوجان الى تنظيم العلاقة بينهما بعد الانفصال ، بشكل لا يضر الأطفال ، يبقى الأولاد حسب الاتفاق مع احد الزوجين ، الأب أحيانا ، وأحيانا الأم ، وكلاهما يقومان بواجبه نحو الأطفال الذين يبقون محافظين على شعور أنهم محبوبون من كلا الأبوين ، الأب وإلأم على السواء ، حتى وان قل الاهتمام بالأطفال ، بشكل واضح عما كان عليه ،ايام كانا معا يتعاونان ، من اجل توفير الرعاية والحب للابناء
ولكننا نلاحظ في بعض أنواع الارتباط بين كل من الرجل والمراة ، انه حين يحصل الانفصال ، يسافر الرجل الى بلد بعيد ، ولا يعود يبالي بأولاده ، ولا يسال عنهم ، ولا يستفسر عن أمورهم ، مما يسبب الآلام الكبيرة للأطفال وينشئون حاقدين على المجتمع ، يشعرون بالنقص ، وان اباءهم قد تخلوا عنهم ، دون سبب ، وان مجرد الاختلاف بين الأم والأب يجعل الأب يهرب الى بلد آخر ، تاركا أعباء التربية على عاتق الأم ، التي مهما بلغت قوتها ، على مصارعة الأهوال ، فإنها لا تستطيع لوحدها ، ان تقوم بدور الأم والأب معا ، الطفل بحاجة الى الاثنين معا ، الى حبهما معا ، والى عطفهما ورعايتهما المشتركة ، وقد يتسامح الطفل في كل الأمور ، الا ان يتخلى عنه احد والديه ، ويجعله محروما من حبه ورعايته ، ولا اعني العناية المالية فقط ، يستطيع الطفل ان يحصل عليها بواسطة احد الأقرباء ، ان كانت الأم لوحدها لا تستطيع ان تمده بها ، ماذا تفعل الابنة الصغيرة حين يتحدث جميع من هم معها عن سعادة الأسرة والتحامها ، وهي تجد ان أباها بعيد ،، لا يكلف نفسه مشقة السؤال ،، عنها حتى في الأعياد والمناسبات الدينية التي امرنا الله بصلة الرحم ، لابد انها ستكون معقدة ،تحقد على الرجال ، لان أباها رجل لم يعرف واجبات الابوة ، ولم يقم بتوفير الحنان اللازم لابنته المسكينة ، ماذا يمكن للطفل ان يفعل حين يبلغ مبلغ الرجال ، ويجد نفسه بعيدا عن الوالد ، قامت الأم لوحدها بتربيته وإعداده ، الا يحقد على المجتمع برمته ، وعلى الرجال والنساء معا
مخاطر تفكك الحياة الزوجية لا تقتصر على هذه النتائج ، فلأب المفارق للزوجة يحرص على ذكر سلبيات الزوجة أمام الطفل ، ويجبره على ذكر أمه بسوء متناسيا ما أمر به ديننا الحنيف من الإحسان الى الأم وإكرامها
والأم أيضا ، ولان زوجها هجرها ، ولم يقم بواجبه نحوها ، تقوم بتلقين الطفل الحكايات التي تسيء الى أبيه ، وتذكر أمام طفلها ، ان أباه لم يحبه وقد تخلى عنه ، وإنها قد قامت هي بالدورين معا ، ونست نفسها من اجله ، فيشعر الطفل انه مكروه ، أبوه لم يحبه وتخلى عنه ، وهو قد ظلم أمه وجعلها تنسى حياتها من اجله ، وفي كلا الأمرين الطفل بريء تماما ، من إحساسه بالذنب
ان كل من الرجل والمراة يجب ان يتحملا مسؤوليتهما في تربية الأطفال ، وان ينسيا انفسهما من اجل توفير الأمان النفسي للطفل ، فليس من المناسب ان كل واحد منهما وفي سبيل مصلحته الذاتية ينسى واجبه الأسمى والأكبر وهو تربية الأطفال تربية سليمة معافاة من الأمراض النفسية التي تبقى ملازمة للطفل حتى في كبره ولا يستطيع إنقاذ نفسه من براثنها ، يكفينا أمراضا مختلفة في مجتمعاتنا ، لنحرص على الا تزيدها أمراضا أخرى اشد فتكا وخطورة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان.. مبادرات لتوفير مياه الشرب لمخيمات النازحين في بورت


.. بتهمة ا?نه يحيى السنوار.. محرر فلسطيني يروي تعذيب الاحتلال ل




.. ما هو الوضع الإنساني في مناطق الاشتباكات بالسودان؟


.. الرئاسة التركية: نجري متابعة للأجواء السلبية ضد اللاجئين الس




.. الدكتور محمد أبو سلمية: هناك تعذيب شبه يومي في السجون الإسرا