الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما وراء لعبة الحكم في فرنسا من إعادة نشر الرسوم المسيئة لنبي الإسلام

ابراهيم حجازين

2020 / 10 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


كرمت المستشارة الألمانية صاحب الرسوم المسيئة عام 2010 عشية مرحلة ما أطلق عليها "الربيع العربي" وفي الحقيقة كانت عملية اختطاف مخططة لحراك شعبي عربي بانت ارهاصاته واضحة في مقدمات وتحركات شعبية مرعبة للاسياد في الغرب وكشفت ان الشعوب العربية لم تعد تقبل باستمرار العيش بالطريقة القديمة وترفض التبعية وقمع الأنظمة وفشل التنمية وتدهور الأوضاع المعيشية للنسبة الأكبر من السكان مع نمو الفساد وتربع الفاسدين على القمم، إلى حانب غياب إستراتيجية تضمن الأمن القومي العربي والوطني بكل جوانبه، لذا كان لا بد من اشعال الغضب وتحريك وجدان الجماهير لتفقد القدرة على رؤية ما يخطط له وزجها في تنفيذ ما خطط له لتصبح أدوات لمشروع خطير تبين فيما بعد انه يستهدف نشر التعصب وتمزيق المنطقة العربية طائفيا ومذهبيا وإثنيا. وكسب أكثرية السكان في الغرب لصالح دعم المشروع الذي طبقته دول الغرب بالتعاون مع أدواتها العربيات ودول إقليمية أخرى التي وفرت الدعم المالي والتدريب والتسليح لمجموعات وقعت تحت تأثير التلاعب بعواطفهم الدينية إضافة إلى واقع الشعوب الإقتصادي الحقوقي ودفع مرتزقة مهيئين على طريقة فرق الموت التي سبق للولايات المتحدة ان استخدمتها في امريكا اللاتينية، وبدلا من الانخراط في نضال للتغير وقعت الجماهير العربية في فخ محكم تبينت نتائجه الآن حيث وقعت الادوات المحلية على " التطبيع " مع الكيان الصهيوني دون ان يرف لهم جفن لا بل وجعلوا من الشعب الفلسطيني سبب الأزمة وليس كيان الاحتلال المغتصب.
يخطر هذا ببال المتابعين لسياسة الغرب وطريقة إثارة الجماهير ودفعها نحو خطوات غير مدروسة، ونحن معتادون ونعرف ان حكام الدول الاستعمارية يضحون يابنائهم في سبيل تحقيق مصالح الفئات الرأسمالية الحاكمة ويستخدمونهم وقود لآلة تضخيم الأرباح، فهل كان المعلم الفرنسي ضحية من ضحاياهم.
نشرت الرسوم المسيئة التي تفتقد للقيم الأخلاقية واحترام حقوق وضمائر الإنسان كما تفتقد لأي قيمة فنية حسب رأي معظم نقاد الفن عشية تنظيم حملة شعبية في الدنمارك تضامنا مع الشعب الفلسطيني وكان مقدر لها ان تنتشر في باقي اوروبا، لكن ما ترتب على الرسوم المنتشرة من ردود غير مدروسة ومتسرعة شكل ردود فعل عند الشعب الدنماركي اوقف حملة التضامن المخططة وتحقق بذلك الهدف من الرسوم.
إذن كان من بين ما هدفت إليه الرسوم ونشرها إثارة ردود الأفعال تلك للإساءة لصورة العرب والمسلمين في أوساط الرأي العام الأوروبي ولتبرير الحرب التي تشنها الولايات المتحدة على العراق وأفغانستان وتلك التي تقوم بها "إسرائيل". لقد كانت حملة واضحة الأهداف تتمحور أساسا في العمل على اضعاف روح التضامن مع القضايا العربية.
وجاء استقبال ميركل للمافون الرسام الدنماركي لتحقق الخطوة في حرف الحراك الشعبي وتوجيهه بما يخدم أجندة تمزيق المنطقة وإلقاؤها خاضعة لهيمنة الوكيل الصهيوني المعتمد، فهل ستختلف الأهداف من وراء ما ارتكبه الأحمق ماكرون في هذه الفترة يا ترى؟
زرقاء اليمامة كانت لتؤكد أن هناك وراء كل ذلك خطوة قادمة، في ظل الأوضاع الإقليمية وفي كل دولة عربية تحت مجهر الاعداء لجرهأ إلى دائرة الهيمنة وعباءة الاحتلال.
لا بد من صياغة موقف هادئ في المنطقة تقوم به عقول ذكية محنكة وباردة يضع الأساس المناسب للجاليات العربية والإسلامية في الدول الغربية للعمل بفعالية ودون انفعالات للتعامل مع هذه القضية بالذات ومع ما يمكن أن يطرأ في المستقبل القريب من أحداث او تكرار شبيه لأن آلية الدعاية المضادة للقضايا العربية مستمرة لا تهدأ ولا تنام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يا استاذ ابراهيم انت رجل محترم مو عيب تدافع عن الا
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2020 / 10 / 25 - 01:44 )
تدافع عن الارهاب والارهابيين قتلة الانسان واي انسان المعلم في بلد ثورة الحريه التي حررت البشريه من الاقطاع المجرم العفن الذي يخيم على بلداننا-اليس عيبا ياسي ابراهيم انك حتى بكلمه لاتدين القاتل لا في فرنسا ولا في بلادك الاردن الذي قتل زميلك المثقف الوطني والانساني الشهيد ناهض حتر -عيب يارجل كان عليك ان تسكت ليقال انه خايف على ان تتكلم وبهذه الصوره المقرفة والمخزيه مدافعا باستماته عن دين-ورسول-الدواعش اعداءنا واعداء البشريه-اتصورك وانت تحتفظ ببيرق من رايات داعش السوداء في بيتك تخرج به للشارع حينما تسمع ان دواعش الاردن يريدون اغتيال جميع المتنورين في الاردن ليعتبرك داعش انك منهم فتنقذ حياتك المستعبدة من قبل داعش التوحش والارهاب


2 - الأيديولوجية الاسلامية مشروع عنفي دموي ضد الحضارة
صباح شقير ( 2020 / 10 / 25 - 05:20 )
تحياتي أستاذ ابراهيم حجازين المحترم

وتقديري لموقف الأستاذ الدكتور صادق الكحلاوي

أرجو قراءة مقال الأستاذ زاهر رفاعية

هو الدّين بيقول ايه؟
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=696477
المنشور حاليا

المسلمون يعضّوا يد دول الغرب التي استضافتهم بكرم
لما امتلأت بطونهم وضمنوا حياة مستقرة أخذوا يتعمّدوا تحدّي النظام العلماني ويتجاهلوا قوانينه لِفرض قوانينهم وعاداتهم
فإذا لم يستجب الغرب لتطبيقها كونها(تتعارض تماما)مع نظامه العلماني ولا مكان لها في عصر العلم والحريات(وهم يعلمون ذلك عن يقين) قال العنصريون أهل خير أمة: الغرب عنصري!
ومقدّسهم يحفل بآيات وفقه طويل عريض في التمييز الاجتماعي وزواج الصغيرات وختان الإناث والعنصرية والعبودية التي لم يحاربها الاسلام بل حافظ عليها خشية معارضتها للقرآن
كما حصل في السعودية التي لم تلغيها إلا تحت ضغط المجتمع الغربي الدولي في بداية الستينات من القرن الماضي
لم يحرمها الله ولو شاء لأنزل آية قاطعة كما حرم الخمر أو الجنس خارج الزواج أو في حديث للنبي

بثقافة الترهيب وتكفير المخالف دخل المسلمون مجتمعات لا تمتّ الى عقليتهم البدائية بصلة
فأخذوا يثيرون الشغب


3 - الي السيد حجازين كاتب المقال
محمد البدري ( 2020 / 10 / 25 - 08:27 )
ترتيب الافكار والدوافع للطرف الاوروبي وكذلك للطرف العربي الاسلامي ضرورة حتي لا تختلط الامور كما هي مختلطة في هذا المقال.


4 - الرسوم الكريمة والرسول المسيء
الرفيق صلعم الصلعماوي ( 2020 / 10 / 25 - 15:09 )
أساء المدعو رسولاً . أساء كثيراً بحروبه الوحشية , والاغارة علي القبائل والنهب والسلب والقتل وسبي النساء واغتصابهن والاتجار فيهن . ووالغدر خيانة العهد بعد توقيعه صلح الحديبية
نعم أساء الرسول كثيراً .. و أحسنت الرسوم الكاريكاتورية

اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24