الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التطبيع السوداني الصهيوني خطير وكارثي

عدلي محمد احمد

2020 / 10 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


بكل تأكيد فان ترامب مع بناء سد النهضه الذي يحقق لحلفائه الخلايجه والصهاينه حلا استراتيجيا لازمة المياه العذبه في الداخل, من خلال الزراعه بمياه نيلنا علي الاراضي الاثيوبيه, رغم ان الاستفاده الصينيه علي قلب ترامب وعلي عقله, الا ان للضرورة احكام.
فترامب لا يعنيه الشعب المصري الذي يتعرض لهذه الكارثه المخيفه طالما ان حكامه قادرين علي قمع غضبه واحتجاجه وتمرير الكارثه, فهذه هي حدود الموقف الامريكي الاوروبي عامة.
ولكن ترامب كان يأمل الا يتشدد الاثيوبيين الي درجة التمرد علي مقترحات واشنطن التي جري التوصل اليها بعد عدة جلسات فيما يخص التفاوض مع حكم السيسي ,طالما ان هذه المقترحات تحافظ علي المصالح الاثيوبيه من الناحيه الفعليه فلا جدال في ان التشدد الاثيوبي حرم ترامب من توقيع اتفاق بين فرقاءسد النهضه تحت رعايته وهو ما كان يمكن ان يكون له عائدا انتخابيا يصعب اغفاله.
بل ان ما اوجع ترامب ان ما يتحقق الآن بالضبط مع عجز اثيوبيا عن استكمال ارتفاع يد النهضه, هو ما اقترحته واشنطن من تخزين اثيوبيا لل 9, 4مليار متر مكعب هذا العام وتأجيل تخزين ال 5, 13مليار الاضافيه التي تريدها اثيوبيا للبدء في توليد الكهرباء الي العام المائي المقبل .
ورغم ان ترامب يدرك ان حدة تصريحاته وحتي لو ضاعفها , لن تحرك شعره لدي حكم السيسي لمحاولة الاستفاده منها, فهو يدرك ان ترامب يتجمل وان المفاتيح بيد غيره .
الا ان هذه التصريحات تدعم بدرجه او باخري وجهة نظر هدم سد النهضه ,كما تساهم شاء ام ابي في احياء اهتمام المصريين بالكارثه والتنبيه لحدودها ومخاطرها القاتله خصوصا عندما يقول"سينتهي بهم الأمر بتفجير السد. وقد قلتها وأقولها بصوت عال وواضح - سيفجرون ذلك السد. وعليهم فعل شيء ما". , فهي تصريحات لا تقل عن تهديد امريكي لاثيوبيا بهدم سد النهضه بايادي مصريه.
وفي الحد الادني فهي تصريحات تغذي محاصرة موقف اثيوبيا في اي تفاوض بدرجه لا يمكن اغفالها, كما انها توجه رساله للصينيين ما زال لدينا تأثير ممكن علي حدود استفادتكم من الزراعه في اثيوبيا!, كما انها لا تخلو من فائده انتخابيه فعلي الاقل ها هو ترامب قد انتزع السودان من اي تأثير اثيوبي , والحقه بموقف "ديكتاتوره المفضل" الجاهز دوما لتحقيق رؤية ترامب والصهاينه.
علي ان الاهم من كل ما سبق هو مدي تعلق تصريحات ترامب بما قيل انه من شروط التطبيع مع حكم حمدوك والتي تعدت ال 47 شرطا ,والمتعلق بتوطين فلسطينيين في السودان ,حيث يحتاج ذلك الي المياه قبل الاراضي, الامر الذي ساهم في استعجال ترامب لتصريحاته المطالبه لاثيوبيا بضرورة تمريرها ما يكفي من المياه لذلك الهدف الصهيوني !!
ان هذا العنصر الاخير تحديدا هو مايفسر الحده العالية المستوي من ناحيه , و"عدم مراعاة" الموقف الاسرائيلي الحليف العتيد للنظام الاثيوبي فهو هنا مع هذه الحده واكثر منها خصوصا عندما لا تأتي علي لسانه.
وهو ما يمكن ان يقول بوضوح ان قصة الوزن المحوري لسيناء في صفقة القرن التي ما زالت مزمعه قد ولي في ظل البديل السوداني الاكثر امنا من وجهة نظر اهل الصفقه , حيث سيشكل اي وجود فلسطيني في سيناء علي الحدود مع فلسطين المحتله , قلقا دائما للصهاينه وخطرا محتملا في ظل احتنمالات مؤكده بتصاعد جديد للثوره الشعبيه في مصر
ولكن ما تسرب ايضا حول نقل الافريكوم ( القياده العسكريه الامريكيه الافريقيه)الي السودان يشير الي ما ابعد مدي في ما تراه امريكا والصهاينه في التطبيع الشامل مع السودان , باعتباره الدوله البحريه التي تتيح شواطئها علي البحر الاحمر توفير القواعد العسكريه والضمانات اللوجستيه الكامله الاستراتيجيه لخطة نقل النفط والغاز من الخليج الي اوروبا عبر ميناء عسقلان في فلسطين المحتله, علي حساب قناة السويس .
بل يمكن القول ان ما يمكن قراءته في موقف ترامب الزاعق بصوره تتخطي العوائد الانتخابيه التي فات موعدها, ان ترامب ومعه الصهاينه والخلايجه يقومون الآن بتحويل وجهه كامل نحو السودان علي حساب التركيز علي اثيوبيا, بما في ذلك الزراعه علي الاراضي السودانيه عوضا عن اثيوبيا, وهو مايفسر تصريح نتنياهو حول التطبيع الذي سيركز علي الزراعه بعد لوازمها طبعا من طيران وتجاره.
وهي قراءه تعني ان ترامب وحلفائه قد صاروا وفقا لهذه التوجهات الجديده ضد التصورات الاثيوبيه لسد النهضه, التي لن يسمح لها هذا المخطط الجديد الا بحجز اقل القليل لصالح اثيوبيا, فهذا المخطط قد اضاف فعليا اطماع اطرافه الي الاطماع الاثيوبيه في نهب النيل المصري , وتفريغ معظمه في السودان من خلال عدة سدود سودانيه, كانت السعوديه متوجهه لانشائها فعليا علي الاراضي السودانيه وبالتعاون مع حكم البشير المخلوع, بعد انتفاضة الاورمو في اثيوبيا والتي اقتحمت جماهيرها المزارع السعوديه كمزرعة العمودي وغيره.
وهو ما يضاعف من الاخطارالمحدقه بنيلنا, حيث لن يقتصر الخطر علي مياه نهر النيل الازرق , بل يمتد الي مياه النيل الابيض القادم من منطقة البحيرات الاستوائيه والذي يزوده نهر السوباط الاثيوبي بقرابة نصف مياهه (حوالي 12 مليار متر مكعب ) البالغه حوالي ثلث مياه النيل , واسخف ما في الامر ان يحاول ترامب التعميه عن ذلك عبر مغازلة غضب الشعب المصري ضد اثيوبيا, بل محاولة استثمار هذا الغضب في تحقيق مراده الامبريالي الصهيوني الخليجي عبر تهديد اثيوبيا بهذا الغضب المصري, وكأن المصريين سينتزعون النهر من براثن اثيوبيا ليواصل مروره التاريخي الي اسوان, ولا يتعرض للسطو من اجل هلوسات ترامب ونتنياهو والعسكر السوداني.
ومهما يكن من شئ , فان التطبيع مع السودان لا يأتي كمجرد اسعاف انتخابي لنتنياهو وترامب ,بقدر ما يأتي مكملا لمخطط استراتيجي امريكي صهيوني شامل دشنه التطبيع الاماراتي الاسود..
وكما شكل التطبيع الاماراتي خطرا فادحا لايقتصر علي توجيه ضربة كبيره للشعب الفلسطيني, بل دشن مخططا رهيبا لنقل لنفط والغاز الخليجي الي اوروبا عبر عسقلان , ومرورا بام الرشراش, فان التطبيع مع السودان لا يعني الا تكريس السودان الشقيق ضلعا مكملا في هذا المخطط , وخصوصا شقه الفلسطيني المتعلق بصفقة القرن ,وركيزه امريكيه استراتيجيه للوجود الامريكي بكامل اشكاله في القاره الام, وخصوصا شرقها.
وهو تطور يضع الطبقه المالكه الحاكمه في السودان امام تطور نوعي جديد في تبعيتها للغرب ويلحقها وعسكرها , شأن القاهره ودبي بمشاريع صهيونيه خطيره ساعيه بكل وضوح نحو "اسرائيل الكبري" الموعوده, ويضعها بحده لم يعرفها التاريخ في مواجهة شعبهاايضا شأنها شأن القاهره, حيث ستساهم وتشارك في توفير نهر النيل للمصالح الاستراتيجيه للصهيونيه الامريكيه, فالزراعه التي يتحدث عنها نتنياهو والتي سيتوسع فيها الخلايجه , هي زراعه حديثه مؤتمته مغلقه علي اصحابها , ستسعي من اجل الحصول علي اخصب الاراضي باقل الاسعار الممكنه,وايضا علي مياه السودانيين الفقراء ومياه المصريين ,بكل ما يعنيه ذلك من وضع الشعبين الشقيقين في مواجهة بعضهما , وبكل ما يتطلبه من نضال شعبي مصري سوداني واثيوبي ايضا ضد هذه التوجهات الاستعماريه الصهيونيه التي تأمل ان تدفن قضية تحرير فلسطين في هذا السياق المجنون الموحش.
انها زراعه لا علاقة للشعب السوداني بها , بل هو وبناءا علي خبرة انتفاضة الاورومو والتي لها كل الاعتبار بالطبع في ظل الثوره السودانيه الجاريه, لايقل عن اخطر اعداءها, فلسنا سوي امام مجالا لتوسع الطبقه الحاكمه السودانيه افقيا ورأسيا وعلي رأسها الجنرالات من اجل خدمة المشروع الامريكي الصهيوني الاخطر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التطبيع في مصلحة الجميع
بلبل ( 2020 / 10 / 24 - 21:43 )
التطبيع في مصلحة كل العرب وعلى راسهم السودان وكان من الافضل ان يكون مند زمان فالمسالة الفلسطينية لن تنتهي الى الابد لانهم هم انفسهم يريدونها ان تبقى على ما هي عليه والا لما كانت عبارة عن دولتين وعدة فصائل حتى قبل ان يتحرروا اما اذا تحرروا فستقوم الساعة بينهم على من يحكم وينحكم للسودان اراضي شاسعة ولليهود خبرة فلاحية كبيرة ستعود بالنفع على المنطقة باكملها كفانا من الكتابات على القضية الفلسطينية والتطبيع كفانا من التضبيع الذي يمارسه علينا الذين يقتاتون بكتاباتهم من وراء القضايا التطبيع في مصلحة الجميع


2 - التطبيع العلني أفضل من السري
الرفيق صلعم الصلعماوي ( 2020 / 10 / 25 - 20:46 )
من لم يطبعوا في العلن هم تطبيعيون سراً .. العيش في النور أفضل
جعفر النميري - ديكتاتور السودان المقبور - كان قد سمح بنقل يهود الفلاشا , من اثيوبيا لاسرائيل عبر الأجواء السودانية - سراً , وحصل علي الأجر بالطبع - .. !! أوليس التطبيع العلني أفضل !؟
هل توقف التطلبيع عند من طبعوا مؤخراً - وصار خطيئة !؟
أوليست مصر والأردن وياسر عرفات - قبل مماته - والسلطة الفلسطينية - الرئيس محمود عباس - مطبعين للعلاقات مع اسرائيل , منذ سنوات طويلة
!؟؟؟
وقيادات فلسطينية من هنا وهناك يذهبون للعلاج في اسرائيل .. فلماذا الزعيق والصراخ اذا ما طبّعت دويلات صغري - خليجية - أو دولة ساقطة وتحتاج لمن يأخذ بيدها بأية طريقة , كالسودان !؟
ألا تتعبوا من كثرة الصراخ علي فلسطين والفلسطينيين وعلاقتهم بأبناء عمهم العبرانيين ؟؟
انهم أبناء عم فدعوهم يحلوا مشاكلهم بمعرفتهم , فلم يضر الطرفين سوي تدخلات دعاة العروبة ودعاة الاسلام

اخر الافلام

.. بين أنستغرام والواقع.. هل براغ التشيكية باهرة الجمال حقا؟ |


.. ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34388 منذ بدء الحرب




.. الحوثيون يهددون باستهداف كل المصالح الأميركية في المنطقة


.. انطلاق الاجتماع التشاوري العربي في الرياض لبحث تطورات حرب غز




.. مسيرة بالعاصمة اليونانية تضامنا مع غزة ودعما للطلبة في الجام