الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السهل الممتنِع

سليمان جبران

2020 / 10 / 24
الادب والفن


سليمان جبران: "السهل الممتنِع" ؟!

في الفترة الأخيرة طلّقتُ الأبحاث الكبيرة. لم تعدْ هذه في مقدوري صحيّا، فلماذا لا أتسلّى بمقالات قصيرة، تكون في أحيان كثيرة نقلا موسّعا ومعمّقا للنقاشات الصداقيّة لا أكثر. أعود إلى البيت أحيانا من جلسات فكريّة، مع بعض الأصدقاء، فأترجم، متوسّعا مفصّلا، النقاشات في تلك الجلسات الفكريّة. لم يعدْ في مقدوري، كما أسلفتُ، كتابة الأبحاث الأدبيّة والفكريّة الطويلة، فلا أقلّ من مقالات صحفيّة موسّعة لتلك الجلسات الفكريّة مع أالأصدقاء العصريّين!
في سهرة أصدقاء، مثل هذه أعلاه، بادرني أحد المشاركين بسؤال قصير، لا تتّسع القعدة هناك للإجابة عنه مفصّلا. أحد الأصدقاء المشاركين في القعدة أجابه قبل أن أردّ عليه، أنا المسئول، شارحا نهجي، مدافعا عنه طبعا: هل تظنّ كتابة مثل هذا المقال سهلة؟ ألم تسمع بما يسمّونه السهل الممتنع؟
شاركتُ في النقاش طبعا، وشرحْتُ موقفي بتوسّع، وهأنا أعرصه هنا في هذه المقالة، موسّعا مفصّلا، فيطّلع عليه كلّ القرّاء طبعا.
لا بدّ لي أوّلا من التنويه أنّ الأسلوب المكتوب هنا ليس هوالنقاش ذاته الذي دار بيننا يومها. فنحن نكتب هنا على الورق "ترجمة" ما دار من نقاش في السهرة. في مقالة سابقه نوّهتُ بشجاعة الشاعر المصري الطيّب الذكر أحمد فؤاد نجم. كتب نجم باللهجة القاهريّة حتّى مقدّملت مجموعاته الشعريّة.إلّا أنّ لهجتنا ليست اللهجة المصريّة، نكتبها فيفهمها ويقبلها القرّاء في كلّ الدول العربيّة.
اللغة العصريّة، في نظري، هي أقرب ما يكون إلى لغتنا المحكيّة. في المقالات القصيرة بوجه خاصّ. هذا لا يعني طبعا أنْ يكون الأسلوب ركيكا كما في الحديث الشفهي اليومي. ألم يكتب الرحابنة أرقى الشعر باللهجة اللبنانيّة؟ أردتُ القول إنّ الكلام يجب أنْ يكون سهلا سائغا في معجمه، لا في صياغاته وأسلوبه المجازي طبعا.
في لغتنا المحكيّة مئات بل آلاف المفردات الفصيحة، تجنّبها السابقون لأنّها مشتركة للمحكيّة والفصيحة لا أكثر. مازلتُ أذكر كيف كنّا نغشى من الضحك حين يغضب علينا معلّم الرياضيّات، الذي لم يتقن عامّيّتنا تماما، فيبادرنا بصوت غاضب: زعران، حَوَش.. وكبرنا فاكتشفنا أنّ "الحوش" التي أضحكتنا، قاموسيّة لا غبار عليها. ونحن في كتاباتنا اليوم من واجبنا بعث هذه الموءودات ما أمكن!
المسألة الأخرى المظلومة في الكتابة عادة، هي عدم مراعاتنا قدر المستطاع علامات الترقيم العربيّة وتوحيدها. فلا نكتب الفاصلة، مثلا، كما هي في العبريّة، لأنّنا لم نسأل ذوي الاختصاص. يكفينا من علامات الترقيم معرفة النقطة والفاصلة وعلامة الاقتباس، والهلالين.. وإذا لم نتقنها فعلينا الرجوع إلى كتب النحو الحديثة. بذلك نساهم في استخدام علامات الترقيم وتوحيدها ما أمكن.
قبل كتابة المقالة، مهما كان نوعها، لا بدّ لنا من وضع مخطّطها أوّلا، في "رءوس أقلام" نستهدي بها في تقسيم مقالتنا إلى فقرات. لا يمكن للمقالة أنْ تتطاول في فقرة واحدة من أوّلها إلى آخرها، ولا يجوز أنْ تتكرّر الفكرة ذاتها في الفقرات المتتالية، كما نجد أحيانا حتّى عند كبار الكتّاب.
بعد انتهائنا من كتابة المقالة، لابدّ لنا طبعا من قراءتها ثانية، لإصلاح ما وقع فيها سهوا من أخطاء إملائية أو نحويّة أو غيرها. بل يُفضّل قراءتها أكثر من مرّة إذا استطعنا. "في الإعادة إفادة" طبعا.
بعد قراءة المقالة غير مرّة، يفضّل حتّى عرضها على صديق موثوق لنسمع ملاحظاته أيضا. بل نأخذ بها إذا وجدناها صائبة. جلّ من لا ينسى!
بعد هذه المراحل جميعا، يمكننا نشرها طبعا، ليطّلع عليها غيرنا من القرّاء أيضا. طموح كلّ مقالة تُكتب أنْ يقرأها أكبر عدد ممكن . لا تصدّقوا القائلين إنّهم يكتبون لأنفسهم، ولا يهمّهم أنْ يقرأها الآخرون!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا