الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنف في العراق

صادق جبار حسين

2020 / 10 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


منذ تأسيس الحكومة العراقية وحتى تسلط رجال الدين الشيعة او ما يسميهم العراقين بربع الله على الحكم في العراق ، شهد العراق ازدياد معدلات العنف في المجتمع
فلم يشهد المجتمع العراقي من قبل انحدار كالذي نشهده الان في جميع النواحي الاجتماعية ، فقد ازدادت المشاكل الأخلاقية والاجتماعية في المجتمع الذي عرف عنه انه مجتمع محافظ ، يمتاز بقوة العلاقات الاجتماعية والاسرية لكن ازدادت في السنوات الاخيره المشاكل الاجتماعية كالزيادة حالات الطلاق وحالات الانتحار والخيانه الزوجيه والشذوذ بين فئات المجتمع المختلفه سواء بين طبقات المثقفين والاغنياء او طبقات الأميين والفقراء ، الامر الذي لا يمكن ان نعزوه الى الفقر والبطالة فحسب •
فعلى الرغم من الانقلابات الدموية التي أعقبت سقوط الملكية وحروب البعث والحصار الاقتصادي الذي فرض على العراق والذي انهك جميع فئات المجتمع ، لكن المجتمع العراقي بالرغم من كل ذلك بقي محافظ على اواصره وروابطه الاجتماعية ولم يشهد مثل هكذا انحدار كبير وشيوع للجريمة والعنف الاسري مثل هذا الشكل ، فلم يشهد هذا المجتمع تخلي الأبناء عن آبائهم ورميهم في الشارع او قتل النساء الى ازواجهن او قتل الأمهات الى اطفالهن وزيادة رهيبه في حالات الطلاق بالاضافة الى الانتحار الذي كان نادر في العراق ، وزيادة حالات الاغتصاب والتحرش وغيرها الكثير من المشاكل الاجتماعية ، والتي وان كانت موجودة في المجتمع العراقي من قبل لكن ليس بهذا المستوى و شيوع القسوه والعنف •
مثل هذه الجرائم التي ان حدثت في مجتمعات أخرى لكانت موضع دراسة وبحث من قبل علماء الاجتماع وعلماء النفس والجريمة ورجال القانون •
الأمر الذي دفع الأمم المتحدة وصندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بتقديم طلب الى البرلمان العراقي للإسراع بإصدار قانون للحد من العنف الأسري
وقد اخذت بوادر هذا التحول الاجتماعي بعد احتلال العراق وسقوط بغداد عام 2003 على يد القوات الامريكية وتولي الأحزاب الشيعية ورجال الدين الشيعة الحكم في العراق الذي اصبح بفضلهم تابع الى ايران ، فقد اخذت الأوضاع بالانحدار نحو الهاويه وتدهورت جميع مرافق الدولة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والتعليمية ولم يبقى قطاع او مؤسسة لم تطالها يد الفساد والتخريب المبرمج من قبل المحسوبين على العراق من رجالات الصدفه الذين وصلوا الى سدة الحكم بفضل أمريكا التي سلمت العراق فريسه سهله الى ايران من اجل أغراض سياسيه متبادلة ، كما اظهرتها مراسلات وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ، فاخذت ايران تدير العراق من خلال عملائها من الخونه وقادة المليشيات ، الذين نهبوا خيرات البلاد وعاثوا فساد وقتل وتخريب في العراق فأزدادت حوادث الاغتيالات والجرائم المنظمه والعنف بسبب الانفلات وغياب القانون وتفشي المخدرات في جميع محافظات الوسط والجنوب •
كل ذلك ضمن مخطط إيراني الغرض منه الانتقام من هذا الشعب وضياعه وتفتيته ، عن طريق تخريب المجتمع بالمخدرات والدعارة والجهل والاميه لكي يبقى تحت سيطرتها وسطوتها فعملت على دس الأفكار الطائفية بين فئات المجتمع إضافة الى اغراقها البلاد بالمخدرات التي اجتاحت جميع مدن الوسط والجنوب التي أصبحت مرتع للعصابات والمليشيات التابعة لها فاخذت معدلات العنف والجريمة والسرقات والخطف تزداد يوم بعد يوم حتى أصبحت ظاهرة عادية ، في ظل غياب شبه تام للقانون وزيادة نفوذ شيوخ العشائر وسطوتهم حتى أصبحت اجهزه الدولة الأمنية تخشى الوقوف امامهم و مواجهتهم •
ان من اهم أسباب زيادة معدلات العنف بكافة انواعه في العراق يعود بالدرجة الأولى الى انعدام السيادة وخضوع العراق التام الى ايران ، التي عملت جاهده على تدميره من خلال عملائها من الطائفين والجهله الذين زرعتهم في هرم السلطه العراقية ، الذين يعملون على تحقيق اجنداتها في تخريب العراق على كافة الأصعدة وتفكيك المجتمع العراقي ، فوضعت عملائها الذين ينقادون بأوامرها بغض النظر عن مؤهلاتهم العلميه والثقافية في مناصب الدولة الحساسه ، فاصبح امر عاديا مشاهده خريج ابتدائية برتبة مهمه في الجيش او مدير عام او حتى وزير ، بالإضافة الى شغل ارباب السوابق من المجرمين والمنحرفين الأجهزة الأمنية من جيش وشرطه ، فعمت الفوضى والمحسوبية والرشوة وانتشرت البطالة بين صفوف الشعب وتدهورت جميع مؤسسات الدولة وقطاعاتها الخدمية بسبب الفساد المالي والأخلاقي للمسؤولين واتباعهم ، الامر الذي زاد من معانات المواطن البسيط ، الذي لا ينتمي الى حزب او جهة ما او مليشيات ، فاصبح بين مطرقه الفقر وسطوه الصوص والمجرمين الذين صادروا حقه في العيش الكريم والحرية •
الامر الذي أدى الى الانتشار الميليشيات المسلحه وتعدد الجهات المسلحة التي أصبحت سطوتها اقوى من جميع موسسات الدولة ، والتي اخذت تبطش بالشعب والمواطن الذي يقف امام توجهاتها او يعارضها ، فصودرت الحريات وكممت الافواه وانتهكت المحرمات ، وخير مثال على ذلك ما حدث للمتظاهرين الذين خرجوا مطالبين بحقوقهم المنهوبه حيث تعرضوا للخطف والقتل والتعذيب من قبل تلك المليشيات وعلى راسها ما يسمى بسرايا السلام •
فاصبح الفرد العراقي يعاني الامرين في بلده الذي اصبح حلمه الهرب منه ، فهو من جهة يعاني من البطالة والغلاء والغش والفساد الادراي وتفسخ القيم الاجتماعية وسطوة العشيرة وفرضها لعاداتها واعرافها الباليه التي تحاول فرضها على المجتمع ، ومن جهة أخرى يعاني من غياب القانون وسطوه ونفوذ الميليشيات التي تعمل في تهريب السلاح والمخدرات وعمليات السطو و الخطف والابتزاز والاغتيالات والمتاجرة بالبشر وأعضائهم من خلال اختطافهم والمساومة عليهم بالأموال ، كل هذه مجتمعة وضعت على كاهل المواطن البسيط الذي يحاول جاهد ان يعيش بسلام في هذا البلد •
اضافة الى التغيرات السريعة التي طرأت على المجتمع العراقي عقب الغزو الأمريكي وما تلاه من انفتاح مفاجئ وغير مدروس لاستعمال وسائل التواصل والقنوات الفضائية التي كان لها دور كبير و مؤثر خصوصا على جيل الشباب والمراهقين وما ادخلته من مفاهيم وعادات لم تكن معروفه للشعب ، وما رافقه ذلك من تدهور التعليم وازدياد الأميه وترك العديد من الطلاب للمدارس وانخراطهم في الاعمال المختلفه او التحاقهم بالمليشيات المسلحه التي تحاول ضمهم اليها بالمغريات الماديه وغيرها و ازدياد البطالة والفقر ، فعلى الرغم من الثروة النفطية الهائلة والثروات الأخرى في العراق ، فإن شخصًا واحدًا من بين كل خمسة أشخاص لا يزال يعيش تحت خط الفقر، حيث تشير البحوث إلى أن الفقر هو الوقود المحرك للعنف بكافه انواعه ، وانتشار ظاهرة التلوث البصري بما يحيط به من مظاهر العنف والخراب والتلوث البيئي المنتشرة في جميع مدن البلد ، وانتشار الأمراض النفسية والاضطرابات السلوكية والاجتماعية كل هذه العوامل جعلت من الفرد العراقي قنبلة موقوته ينفجر تحت اقل ضغط يقع عليه •








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل - حماس: أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق


.. فرنسا: لا هواتف قبل سن الـ11 ولا أجهزة ذكية قبل الـ13.. ما ر




.. مقترح فرنسي لإيجاد تسوية بين إسرائيل ولبنان لتهدئة التوتر


.. بلينكن اقترح على إسرائيل «حلولاً أفضل» لتجنب هجوم رفح.. ما ا




.. تصاعد مخاوف سكان قطاع غزة من عملية اجتياح رفح قبل أي هدنة