الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رأي وحوار عن المثقف العراقي … الدور والمسؤولية والخطاب (٣)

محمد ناجي
(Muhammed Naji)

2020 / 10 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


واجه العراق ويواجه اليوم أزمات وتحديات خطيرة سياسية/اجتماعية/اقتصادية/ثقافية ، تهدد حتى وجوده ، وفي كل هذا لاشك أن للمثقف دور وعليه مسؤولية ، فهو المنتج للفكر والأدب والفن والعلوم والرأي أيضا ، وليس عبثا أن يسمى (ضمير الأمة - صانع الرأي) . ولتجاوز الدخول في موضوع تعدد وتغيّر (تعريف المثقف) ، لذا نوجه السؤال انطلاقا من تعريفك وفهمك للمثقف ودوره ،

١ هل ترى أن المثقف العراقي اليوم بمستوى دوره ومسؤوليته ؟
٢ بعيدا عن تأطير الابداع ، هل ترى ضرورة لوجود خطاب ثقافي عراقي عام في ظل فوضى المواقف والمفاهيم المشوهة ؟

المشاركة عامة ومفتوحة .


فيحاء السامرائي - كاتبة

بدءاً، ينبغي أن نتساءل عن أي مثقف نتحدث وعن أي دور وأي تغيير ؟ من يعنينا حالياً هو المثقف العراقي ، الذي تشعبت توصيفاته كونه أما عضوي متفاعل تنويري ، أو مرتزق رهين مال وجاه وسلطة ، أو تقليدي نمطي لايستوعب متغيرات العصر ، فتنعكس تلك الصفات على دوره في عملية التغيير فأما الاستنهاض ، او الاجهاض أو الجمود .
ومن الجدير بالنظر أخذ ظروف البلد ، سياسية واقتصادية واجتماعية ، بنظر الاعتبار على مدى فترات زمنية من غياب حرية وقمع وتجهيل وإفقار مجتمعي ممنهج ومقصود ، مما جعل مفهوم الثقافة ملتبساً ، وصار المثقف أما تابعاً يفكر بالمنفعة أو صامتاً لايفكر الا بحماية نفسه . وتشهد على ذلك الحقبة البعثية الصدّامية وما أنتجته من ثقافة مشوهة وتهميش وتدجين وتصفية وتسقيط للمثقف ، وما تبعها بعد التغيير السياسي من فوضى وتقديس الرمز الطائفي ، الذي غالباً ما يكون عصيّاً على التصالح مع القيم الانسانية الحداثوية والعلمانية الواسعة ، وجعله بوصلة الولاء الوحيدة ، فالفكرة والنظرية والمشروع الثقافي غير كافية وحدها ، لزاما مرافقتها لحاضنة ومناخ يتيحان لها الانتعاش كي تتحول إلى قوة مادية (رعاية سلطة+ حريات+ ديمقراطيات+ تفاعل مجتمعي= تغيير) .
دور المثقف :
تنظيري تبصيري استشرافي توعوي تنويري استنهاضي توضيحي تحليلي ، فهو لسان الحقيقة وضميرها ، ينتج المعرفة ، التي هي بمثابة سلطة يستخدمها ليحدد الخلل ويؤسس لرؤية البناء والتشييد ، لكن كيف يُتاح له ذلك بوجود عراقيل ومثبطات ؟

معوقات تحول دون التغيير ومقومات النهوض :
* الحاجة إلى عدالة وديمقراطية وحرية ، وخلق حاضنة (تبييئية) للفعل الثقافي وعدم السير بالضد من ثقافة العصر وعجلة التطور .
* العلم هو المجال الوحيد للانطلاق ، أما الدين والمذهب والمقدس ، فهي عوامل تكرّس التخلف وتعيق التغيير . أين قلاع الادب والفن والعلم من المشهد الثقافي اليوم ؟ لماذا استبدلت السينما ودور المسارح بالحسينيات ومراقد الاولياء الصالحين؟
* توالي الانكسارات و الانهزامات في مجرى الانعطافات السياسية التي مرت وتمر بها بلادنا وتأثير المناخ العربي والعالمي عليها ( الحركة القومية وفشل مشروع الوحدة ، وما وصلت اليه القضية الفلسطينية ونكوص عملية التحرير الطويلة ، وانهيار النظام الاشتراكي وانحسار اليسار والأفكار الاشتراكية) ، مما ساهم في تلبك المثقف وتشوش رؤاه وفقدان إيمانه وإحباط اندفاعاته باعتباره مالكاً لدرجة عالية من الحس و الرهافة .
* يتميز العراق بلعنة الجغرافية وفرادة الشخصية العراقية الخلافية وأكوام من التراكمات بمجال العنف والتقلبات السياسية والتدخلات الخارجية الماهرة في خلق الازمات واستهداف الموارد البشرية بتطويعها وإغوائها وحرف توجهاتها النهضوية .
* شيوع مفهوم اللاجدوى عند شريحة المثقفين وطغيان اليأس والتفكير أما بالاعتكاف او الهجرة .
* التغيير ، كهدف ، هو نفسه مجهول ومخيف ، بينما الاستقرار رغم جموده وتخلفه يبث الطمأنينة والراحة ويضعف الطموح والتطور .
* شيوع وغلبة ما يُعرف بثقافة الوجبات السريعة ، وهي ثقافة تلتقط السهل والهابط وتتماشى مع متطلبات حياتية يومية تسطيحية ضحلة ، كالأغاني السائدة والمؤلفات الرخيصة وتناول الخفيف والسخرية غير الهادفة ، التي لا تتطلب التفكير العميق ، كما وتعتمد على البصري والمبتذل .
* انشغال المثقف ببناء المجد الشخصي ، فيسرف البعض بالتركيز على المنجز الفردي ويدور في فلك الذات والنرجسية والبحث عن الفرادة والصراع والتنافس مع أقرانه والاستعراض النخبوي ، حتى ان مفردة المثقف فقدت رونقها اليوم وكادت ان تكون سبّة أو صفة معيبة ملازمة لنزعات أنوية ضيقة ، نائية عن الجماهير والقيام بدور مسؤول في التغيير.
لكن كيف يستعيد المثقف دوره في استنهاض المجتمع وما هي مستلزمات التغيير ؟
* البدء بتغيير واصلاح نفسه والتخلص قدر الامكان من الأفكار الضيقة و المناهضة للتغيير ، كالطائفية والغيبية والمفاهيم المجتمعية الجامدة وكذلك الأمراض الذاتية كالازدواجية وتعظيم الذات والاستعلاء على الآخرين ، ويبدأ بعد ذلك بالدائرة الضيقة حوله من أهل وأصدقاء ليغدو قدوة تشكّل خميرة تغيير مجتمعية ، وتغدو الكلمة مؤثرة ، كما القصيدة والاغنية واللوحة والمدونة والسبورة .
* الإنخراط في حلقات بحث وورش ثقافية جمعية لتصحيح المسارات الثقافية والعلمية تكون مكرّسة للاستثمار في الإنسان وعدم الركون إلى الفردية ، فالعمل الجماعي ، رغم عدم تجانس الشريحة وتنافرها ، سيمضي بهم نحو نتائج مبهرة ويعلو من شأن ممكنات التصويب الثقافي دون تنافس مهني وصراعات . ولو يبدأ تجمع الطاقات الثقافية بهدف واحد كمقارعة الفساد، وتتكاثف الجهود لأجل التنوير وتغيير تلك الآفة في المجتمع والسلطة ، ضمن خطة وبرنامج واضحين ، ونهوض كتلة واحدة بتعددية رؤى وهدف واحد وبمشاركة المثقف والسياسي والعالِم​ والصناعي ، لتحول الإنتاج الفردي إلى جمعي بفعّالية أكبر .
* استيعاب الثورة الرقمية والاهتمام بتقنية المعلومات والعالم السيبراني الذي هو مفتاح العصر الراهن ، وممارسة هذا الدور في التأثير عبر كافة القنوات الشبكية ، وإيجاد المكان الصحيح في حقول الميديا الصحيحة التي تهيمن على مفاصل الحياة اليوم ، والتي كثر فيها أشباه المثقفين والادعياء .
* في محطات التنوير العراقية والعربية برز دور المثقف اليساري والليبرالي والشيوعي ، غير أن التمسك الديماغوجي بالايديولوجيا أثر بشكل سلبي على عملية التغيير ، فالتعصب ومحاربة الرأي الآخر المختلف وتسقيطه هي من المعوقات الجدية ، ورغم ريادة الحزب الشيوعي في التغيير وسلامة مبادئه ، إلا أن المنخرطين تحت لوائه يمجّدون قياداتهم ويبررون أخطاء عديدة مارسوها ، فالأدلجة معيقة للتفكير السليم الهادف للتغيير .
* اتخاذ موقف تقدمي من المرأة ودعم مساهماتها وتطوير قدراتها لا بالشعارات والكلمات فقط .
* الاشتغال على مفهوم المواطنة العراقية بعد أن ساء فهمها واستخدامها ، فالمواطن الذي يحب وطنه وناسه ، يكون متقبلاً لدعوة التغيير من أجل الأرض الذي يقطنها وناسها ، مع ضرورة التوعية السليمة بشعار (نريد وطن) الواسع وغير مفهوم .

لكن ماذا لو لم يؤمن المثقف بدوره في التغيير ، زاعماً انه ليس من الضرورة ان تكون للمثقف رسالة ما ؟
يبرر البعض بأن مساهماته الثقافية تنحصر في الرؤية الجمالية التي يستمتع بها خالقها وحده ولا يعير للناس أهمية ، سواء وصلتهم رسالته الجمالية أم لا ، وذلك هذا الرأي يتطلب وجود حالة من نكران الذات ، والتوعية ​بأهمية التأثير المتبادل بين المنتج والمتلقي المستفيد ، وربما لجهد توعوي من المثقف الثوري تجاه المثقف من هذا النوع المزاجي .
والسؤال الذي يخطر ببالي هو لماذا كان إرث المثقف في الماضي أكثر تأثيرا وحضورا مما ينتجه مثقف هذا الزمن ، بدليل أننا لليوم نستشهد بأعمالهم وكلماتهم وآرائهم ؟ وحتى رجال الدين سابقاً تصدروا مشهد التغيير على عكس ما يجري اليوم من تلوث فكري وتخلف ، فهل تكفي الدعوة لتطبيق العلمانية كمنهج ، الى الحد من تسلط العقيدة الدينية وتحكم الدين بالسياسة في ظل غياب الحرية لاجل التغيير المطلوب؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقالة رائعة عن المثقف ودوره في عراقنا المحنه والم
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2020 / 10 / 24 - 22:50 )
والماءسي -ان الكاتبه النبيهة فيحاء السامرائي تناقش من منطلقات ثقافية واجتماسياسية مواصفات المثقف في العراق الحالي خاصة ولان البعض من خيرة مثقفينا المتنورين يسلك طريق التنظير التجريدي وكاءنه يريد ان يصيح والله انا حا1ضر في الميدان-تحياتي الحاره للكاتبة الرائعه


2 - امتناني وتحياتي
فيحاء السامرائي ( 2020 / 10 / 24 - 23:46 )
رغم اننا لا يمكن أن نعمم حالة التنظير المجرد غير المسؤول على كافة المثقفين العراقيين لكنها للأسف صفة طغت على معظمهم فضلاً على الازدواجية والذكورية والتعقيد


3 - الاصولية والسلفية عدوتا الثقافة
منير كريم ( 2020 / 10 / 25 - 06:00 )
تحية لكم
شكرا للكاتبة المحترمة فقد شخصتي اهم النقاط في الموضوع
بعد افول الايديولوجية القومية والماركسية لم يبق الا الاصولية والسلفية من اعداء للثقافة الحرة
هل يجرؤ المثقف العراقي على نشر العلمانية والحرية والدفاع عنهما ؟
اعتقد لم نصل للان لهذا المستوى
الثقافة اكبر بكثير من السياسة والثقافة لاتخضع للمساومات كما هي الحال مع السياسة
مع فائق الاحترام والتقدير


4 - رواد التغيير
فيحاء السامرائي ( 2020 / 10 / 25 - 19:37 )
تحياتي واحترامي استاذ منير، برأيك ان شريحة المثقفين غير قادرة اليوم على الاضطلاع بعملية التغيير، باعتبار ان مثقفينا لم يصلوا الى مرحلة -نشر العلمانية والحرية والدفاع عنهما- حسناً من المؤهل برأيك اليوم؟


5 - لا يمكن نقض هرمية ماسلو!
طلال الربيعي ( 2020 / 10 / 25 - 20:28 )
تتحدثون للآسف عن المثقف العراقي وكأن هنالك صيغة واحدة شمولية شاملة نمطية عن ما يسمى -المثقف العراقي- الذي بدوره يجب أن يخضع لمحاكمة كافكوية لإثبات جدارته في عيون أعضاء المحكمة التي هي محكمة اعتباطية لا مصداقية لها وتقنن البشر وتكبح إبداعاتهم بموجب مقاييس مسطرية تعظّم -أنا- من يستخدمها وترفعه الى مرتبة مرجعية فكرية لا لشيئ سوى انه-ا استخدم-ت سلاح ارهابي, سلاح المسطرة, على الأقل الى الآن.
وسلاح المسطرة لا يُرفع من اجل نقد وهدم وتقويض فاشية العملية السياسية التي تفعل كأطروحة نقيض وهدامة لكل ثقافة حرة وأبداع أصيل. لا كلام عنها حتى بالهمس! لماذا؟
انه كمن يدس السم في العسل ووضع العربة أمام الحصان.
اين هي البنية التحتية او الحاضنة السياسية لأشاعة الثقافة ودعمها في العراق؟ أين هي المسارح؟ أين هي صناعة السينما؟ أين هي الصالات المسرحية التي اغلقت اغلبها؟ أين هي المكتبات العامة الثابتة والمتجولة في كل أنحاء العراق؟ أين هي معارض الرسوم وكَاليريات النحت؟ أين هي عروض الغناء والرقص؟
يتبع


6 - لا يمكن نقض هرمية ماسلو!
طلال الربيعي ( 2020 / 10 / 25 - 20:29 )

أين هي حرية البحث والأبداع الفكري بوجود المحرمات الدينية التي تسلط كسيف ديموقليس على من يحاول تحدي المحرمات او التشكيك فيها؟
آنكم للأسف تتكلمون عن أحلام وتعريفات مجردة مقطوعة الصلة بالواقع السياسي-الاجتماعي -الاقتصادي الى حد بعيد, وتتغاضون عن تطورات واقع مدمر, مثل تصاعد حتى نسبة الأمية الأبجدية بشكل مروع, وترك الأطفال للمدارس بسبب الفقر والحروب والبطالة. الكثير من الناس لا يجدون حتى لقمة الخبز او منزلا متواضعا يأويهم او علاجا لأمراض تفتك بهم. فلا يمكن لاحد نقض هرمية عالم النفس ماسلو في ضرورة تأمين الحاجات الأساسية أولا كشرط لتأمين الاحتياجات الروحية والثقافية.
-هرم ماسلو نظرية الاحتياجات الإنسانية لماسلو-
https://sites.google.com/site/ysfsatouri/home/hrm-maslw-nzryte-alahtyajat-alansanyte-lmaslw


7 - المثقفون الليبراليون هم المؤهلون
منير كريم ( 2020 / 10 / 25 - 20:46 )
تحية واحتراما
شكرا على ردك
المثقفون في العراق خاصة بعد 14 تموز 1958 تسيطر عليهم العصبيات الايديولوجية والدينية ويغلبون السياسة على الثقافة والوعي
المثقفون الليبراليون هم المؤهلون لتغيير الثقافة والوعي الاجتماعي الا ان هذه الطبقة من المثقفين مازالت ضعيفة ومحاربة من القوى الايديولوجية والدينية
كل الانظمة الديمقراطية في العالم تستند الى طبقة ثقافية ليبرالية واسعة وهذه الاخيرة تعبر عن الطبقة الوسطى
شكرا


8 - عين الصواب
فيحاء السامرائي ( 2020 / 10 / 26 - 09:19 )
الاستاذ طلال الربيعي، تحرر الناس من التبعية المذهبية والدينية والوصاية الآيديولوجية المتحجرة يمكن أن تفتح باب التغيير، لا تغيير يرتجى، كما ذكرت،، من مجتمع يفتقر الى حاضنة لأفكار حرة وثورية، تؤسس لوعي تراكمي وخميرة مناسبة وعلى المدى البعيد، فرسالة المثقف تتتجلى في هذه المهمة وليس باستخدام عصا سحرية أو اللجوء الى يوتوبيا مغلقة


9 - ليبراليون؟
فيحاء السامرائي ( 2020 / 10 / 26 - 09:40 )
الاستاذ منير كريم، أعتقد ان بين مثقفي الحقبة التي ذكرت هم أيضاً خليط من ليراليين وملتزمين سياسياً ومتنورين دينيين ، وأفهم من ذلك انك تعني بان على المثقف ان يمتلك فكراً حراً غير خاضع لوصاية حزب سياسي او سلطة دينية، يبلور وعياً مجتمعياً متجرداً من إرث منحاز، وممهداً لتغييرات مطلوبة، لكن -شريحة- المثقفين ليست متجانسة بما يكفي حتى لو كانت تضم الليبراليون الذين ينادون بمبادئ تقدمية كحرية التعبير والمجتمع الديمقراطي والحكومة العلمانية


10 - الاساسيات
منير كريم ( 2020 / 10 / 26 - 14:18 )
الاستاذة فيحاء
الاساسيات
اولا العلمانية : دولة محايدة دينيا والدين شان شخصي
ثانيا الحريات : الحريات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والفردية
ثالثا : لائحة حقوق الانسان
هل المتدين المستنير او الايديولوجي المخفف يقبل هذه الاساسيات؟ لا اعلم
لو كان عندنا ثقافة وراي عام يدافع عن هذه الاساسيات فنحن بخير والا كما تربن نخرج من مستنقع لنسقط في مستنقع اخر تارة باسم الصراع الطبقي وتارة باسم القومية وتارة اخرى باسم الدين ونبقى هكذا بلا افق
تحياتي وتقديري

اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع