الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا يا إيمانويل ماكرون، ما هكذا تُورد الإبل!!

محمود سعيد كعوش

2020 / 10 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


لا يا إيمانويل ماكرون، ما هكذا تورد الإبل!!!!!!

1) الرسوم المسيئة للرسول (ص) وحملة البذاءات ضد المسلمين في الغرب
صاعق تفجير لا حرية رأي وتعبير
2) تشارلي إبدو وهواجس 11 أيلول/سبتمبر 2001
بعد عقد ونصف على نشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم "ص" في الدنمارك:
نذر حرب عالمية ضد الإسلام والمسلمين بدعوى مكافحة الإرهاب!!

1) الرسوم المسيئة للرسول الكريم (ص)
صاعق تفجير لا حرية رأي وتعبير
نشر الرسوم المسيئة للرسول (ص).. صاعق تفجير لا حرية رأي وتعبير
ما حدث في الدانمرك هو جزء من حملة صهيونية متواصلة ضد الإسلام والمسلمين
الأسباب الحقيقية للإساءة
بما أن الوقائع اليومية تؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية هي زعيمة الغرب بلا منازع وهي من يرسم سياسات بلدانه ويتدخل في كل كبيرة وصغيرة من شؤونها الداخلية والخارجية، أرى أن من الضروري أن أُذَكِرْ عند صدور أي إساءة أو بذاءة من هذا البلد الغربي أو ذاك ضد الدين الإسلامي أو المسلمين أو خير البرية محمد بن عبد الله (ص) بأن السياسة الأمريكية التي أصبحت بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 رهينة رؤية صهاينة "تيار المحافظين الجدد" هي موضع شك وريبة من قبل خصوم الولايات المتحدة، وهي المسؤولة قبل غيرها عن هذه الإساءة أو تلك البذاءة.
وعلى خلفية هذه الحقيقة يمكن النظر إلى ما صدر في الدانمرك وبلدان غربية أخرى من إساءات وبذاءات استهدفت الإسلام والمسلمين ونبيهم الكريم (ص)، كان أبلغها نشر رسوم الكاريكاتور المسيئة للنبي الكريم (ص) في الدنمارك في 30 أيلول/سبتمبر عام 2005 وأعادة نشرها في 12 شباط/فبراير عام 2008.
هذه السياسة ما برحت منذ ذلك التاريخ إلى اليوم تقدم الأدلة والقرائن التي تؤكد مضي الولايات المتحدة في ممارسة نهجها الفاشي والتصرف مع البلدان والشعوب التي لا تدور في فلكها، وبالأخص الإسلامية والعربية منها، بمنطق القوة ودبلوماسية البوارج والقاذفات الصاروخية، انطلاقاً من نزعة العدوان التي تطبع تطلعاتها الاستعمارية الهادفة لفرض نفوذها وهيمنتها العسكرية والسياسية والاقتصادية وحتى الثقافية عليها، واستجابة لمنطق رؤسائها المتمثل بشعار "من ليس معنا فهو ضدنا"، الذي كان أول من رفعه الرئيس الأسبق جورج بوش الابن عشية تلك الهجمات، التي كانت موقع إدانة العالم كله، بما في ذلك العالم الإسلامي والوطن العربي.
فالولايات المتحدة وفي مسعى حثيث ودائم منها لبلورة هذه السياسة الرعناء لا تتورع عن سُلوك شتى الطرق والسبل الملتوية واستعمال كل الوسائل الفتاكة والأساليب الدنيئة المبنية على قوة البطش والإجرام والمغلفة بالنفاق والخداع والكذب والتدليس والتضليل والتشويه وقلب الحقائق وازدواجية المعايير.
وهي من أجل ذلك لا تتردد في سوق الاتهامات وكيل الاساءات والبذاءات والقيام بالاعتداءات، بشكل مباشر أو بالواسطة عبر كبار وصغار حلفائها وعملائها في بلدان الغرب، ومن بين تلك البلدان الدنمارك، التي غالباً ما تعتلي السلطة فيها حكومات محافظة أو يمينية أو ليبرالية تدين بالولاء الكامل لإدارات "المحافظين الجدد" في واشنطن، وتصطف خلفها في حروبها المتواصلة ضد ما اصطلح على تسميته "الإرهاب العالمي"، التي استعرت نيرانها بشكل خطير ومدمر مع بدء الولاية الرئاسية الأولى لجورج بوش الابن، إثر حدوث جريمة 11 أيلول/سبتمبر 2001.
المصطلحات الزئبقية والعالم الحر
وهكذا اعتدنا أن نراها تسخر خليطاً من المصطلحات الزئبقية الزائفة التي تشرف على فبركتها مطابخ الدعاية الصهيونية التي يُمسك بتلابيبها "المحافظون الجدد"، الذين لا يهمهم أي شيء غير خدمة مصالح الكيان الصهيوني اللقيط في تل أبيب والمسيحية اليمينية المتطرفة، حتى لو اقتضى ذلك توجيه كل أنواع الاتهامات والاساءات والبذاءات الكريهة والمُدانة للإسلام والمسلمين ولأكرم خلق الله محمد بن عبد الله (ص)، بشكل مباشر أو بالواسطة.
والولايات المتحدة تسعى لأن تكون حملة الاتهامات والاساءات والبذاءات المتواصلة بمثابة "صاعق تفجير" تشعله من وقت لآخر بدعوى "حرية الرأي والتعبير" السائدة في "العالم الحر" ليظل سيفاً مسلطاً فوق رقاب المسلمين والعرب، تؤلب بواسطته الرأي العالم العالمي وبالأخص الغربي وبأخص الخصوص الأوروبي ضدهم وقت ما تشاء ووقت ما تتطلب مصالحها ومصالح الكيان الصهيوني ذلك.
ولا شك أن الرسوم المسيئة للإسلام والمسلمين ورسولهم الكريم (ص)، التي نشرتها صحيفة "يولاند بوستن" عام 2005 وأعادت نشر واحدة منها بالتزامن مع نشرها في 16 صحيفة ووسيلة إعلام دنماركية وغربية أخرى عام 2007 تحت سمع وبصر الحكومة الدنماركية والحكومات الغربية الأخرى، قد جاءت في هذا السياق.
حسابات وأهداف استراتيجية مدروسة
ولقطع الشك باليقين وإثبات أن الإساءات الغربية المتكررة للرسول الكريم (ص)، التي تندرج في إطارها جريمة نشر الرسوم الكاريكاتورية في الدنمارك عام 2005 وتكرار نشرها عام 2008 ودعوات بعض القادة الغربيين من أمثال وزير الداخلية الألماني الأسبق "فولفغانغ شويبل" إلى تعميمها في كل الصحف ووسائل الإعلام الأوروبية والغربية وإعادة نشرها مجدداً في فرنسا وتبني الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمضمونها ‘لى أساس أنها "حرية تعبير وإبداع"، ليست عملية ارتجالية فردية بنت لحظتها ولا شكلاً من أشكال "حرية الرأي والتعبير" المزعومة وإنما هي حملة صهيونية متواصلة تسير وفق خطة ومنهجية جهنمية محكمة الحلقات أريد من ورائها خدمة حسابات وأهداف استراتيجية محددة ومدروسة، لا بد من تناول هذه القضية بكثير من الشفافية والموضوعية المستندتين إلى غيض من فيض الحقائق والأدلة المتوفرة والتي هي بالأصل غربية المصادر، لوضع النقاط على الحروف وتبيان دور "اللهو الخفي" الصهيوني في هذه الحملة.
من المفيد أن أبدأ بالإشارة إلى أن كل من يجتاز الطريق الممتد بين مدينة "أرهوس" ثاني أكبر المدن الدنماركية وبلدة "سكانابورغ" في شبه جزيرة "يولاند" التي تصل الدنمارك بألمانيا أو يتصفح صحيفة "يولاند بوستن" أو يزور موقعها الإلكتروني على الشبكة العنكبوتية يمكنه مشاهدة النجمة السداسية التي تمثل رمزاً رئيسياً وهاماً للصهاينة واليهود وهي تتصدر واجهة مبنى الجريدة وأعلى صفحتها الورقية الأولى وصفحتها الإلكترونية الرئيسية، وهو "تقليد" حرص الصهاينة واليهود المتشددون على التمسك به وإظهاره بشكل دائم وواضح في كل مكان يعيشون ويتواجدون فيه وفي كل موقع ينشطون من خلاله، على جميع الأصعدة والمستويات الإعلامية والثقافية والاقتصادية والرياضية والدينية والدنيوية.
علاقة فلمنغ روز ودانيال بايبس
وكما عُرِفَّ منذ تفجر الأزمة الأولى للرسوم المسيئة للرسول الكريم (ص) في 30 أيلول/سبتمبر 2005 فإن المحرر الثقافي في صحيفة "يولاند بوستن" اليهودي الأوكراني الأصل الذي نشط تحت اسم "فلمنغ روز" وعمل رسام الكاريكاتور "كورت وسترغورد" بإمرته كان ولم يزل على علاقة وثيقة بحكام تل أبيب وصهاينة "تيار المحافظين الجدد" في الولايات المتحدة الذين يقفون وراء الحملة الضارية على الإسلام والمسلمين ونبيهم الكريم محمد المعصوم (ص) وعلى العروبة والعرب ويؤيدون الكيان الصهيوني ويدعمون التوجهات الاستعمارية الأمريكية الجديدة، التي عبرت عن نفسها بشكل عدواني وسافر بعد تفكك الاتحاد السوفييتي السابق وتلاشي نفوذه العالمي واستئثار الولايات المتحدة بالنظام العالمي أحادي القطبية، والتي تجسدت عملياً في احتلال أفغانستان والعراق وترويض "أنظمة الاعتدال العربي" ومحاولة فرض الذل والوصاية على غالبية البلدان العربية.
وعُرِفَّ عن "فلمنغ روز" "المشكوك بصحة اسمه" صداقته الحميمة والخاصة جداً مع الأكاديمي والكاتب والباحث الأمريكي الشهير "دانيال بايبس"، أحد أكبر غلاة الصهاينة في التيار سالف الذكر، والذي كان قد عمل مديراً سابقاً لمعهد السياسة الخارجية الأمريكية وكان يعمل وقت نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للإسلام والمسلمين ورسولهم محمد (ص) عضواً أساسياً ونافذاً في مجلس إدارة "معهد الولايات المتحدة للسلام" إلى جانب إدارته "لمنتدى الشرق الأوسط" في واشنطن، الذي عادة ما يخدم سياسات الإدارات الأمريكية الخارجية، وعلى وجه الخصوص ما يتعلق منها بمنطقة الشرق الأوسط وما يُسمى زوراً وبهتاناً "الحرب على الإرهاب"!!
ويُشار في هذا الصدد إلى أن "منتدى الشرق الأوسط" كان قد بدأ العمل في عام 1990 كمؤسسة حكومية قبل أن يتحول في عام 1994 إلى مؤسسة خاصة يسيطر عليها "المحافظون الجدد" الموالون لتل أبيب بلا حدود أو تحفظ والذين توجه عملهم "لجنة العلاقات العامة الأميركية - الإسرائيلية"، المعروفة اختصاراً باسم "إيباك".
وكان "روز" قد سافر في تشرين الأول/أكتوبر 2004 إلى الولايات المتحدة حيث اجتمع هناك بعدد من "المحافظين الجدد" على رأسهم ملهمه وصديقه "دانيال بايبس"، وحسبما جاء في مقالة لبايبس حملت عنوان "رسوم الكرتون الدنماركية وأنا" فإن لقاءه مع "روز" جرى في مكتبه في فيلادلفيا في الخامس والعشرين من ذات الشهر، قبل أن يعود روز إلى الدنمارك وينشر في التاسع والعشرين منه مقالة في صحيفة "يولاند بوستن" تحت عنوان "خطر الإسلاموية" أفرط فيها بمدح "بايبس" وأفكاره وتصوراته عن الدين الإسلامي والمسلمين.
"بايبس" أحد أبرز عقول الحملة الظالمة
ولفت الانتباه والاستهجان في تلك المقالة تركيز "روز" على ما أسماه "الحاجة لحشد أوروبا وتعبئتها في إطار حرب الحضارات ضد العالم الإسلامي"، وقوله أن "بايبس مندهش جداً لأنه لا يجد إدراكاً واسعاً في أوروبا لحقيقة الخطر الذي يمثله الإسلام"!!
و"بايبس" كان أحد أبرز قادة الحملة الظالمة والمغرضة التي شُنَّتْ ضد الإسلام والمسلمين والعروبة والعرب في العالم وضد الأمريكيين من أصول إسلامية وعربية داخل الولايات المتحدة، وكان زعيم حملة الإرهاب والترهيب وكم الأفواه التي مورست ولم تزل تمارس بشراسة وبشكل متواصل ضد الأكاديميين وأساتذة الجامعات الأمريكية الذين يجاهرون بمناهضتهم للكيان الصهيوني ويقومون بانتقاد الممارسات العنصرية لقادته وجيشه، وضد الذين يظهرون تعاطفاً مع الفلسطينيين وتأييداً لقضيتهم العادلة.
ولا شك أن مؤلفاته السياسية والبحثية والتحليلية من أمثال "الإسلام الجهادي يصل أميركا" و"الجنود العبيد والإسلام" و"في الطريق إلى الرب" و"الطغاة الودودون" و"تخلف سوريا عن السلام" و"دليل المستعرب للعامية المصرية" تنطق بكنه شخصيته الكريهة وتعكس حجم حقده على الإسلام والعروبة ومدى عدائه وكراهيته للمسلمين والعرب!!
ومن فرط تطرفه وانحيازه السافر للكيان الصهيوني كان "بايبس" ولم يزل يرى "إن الطريق إلى السلام في منطقة الشرق الأوسط لا يتأتى إلا من خلال الهيمنة العسكرية الكاملة لهذا الكيان على منطقة الشرق الأوسط برمتها، وأن الإسلام دين إرهاب ويمثل خطراً داهما على العالم"، وكان ولم يزل يروج للمعزوفات الفكرية التلمودية الصهيونية والعنصرية البغيضة التي "أكل الدهر عليها وشرب" ولم تعد تنطلي حتى على صغار العقول، والتي أصبحت مثار جدل واستهجان كبيرين من قبل بعض اليهود المتنورين من أمثال البريطاني "جون روز" مؤلف كتاب "أساطير الصهيونية"، أحد أبرز الكتب إثارة للجدل بين الصهاينة واليهود المتطرفين.
وكثير من الكتاب والباحثين والمعلقين والمحللين والصحافيين الغربيين، وبالأخص الأمريكيين والدنماركيين المعتدلين والموضوعيين منهم، يجزمون بأن "لبايبس" ومن ورائه صهاينة "تيار المحافظين الجدد" في الولايات المتحدة بمن فيهم صقور إدارة الرئيس بوش الابن طبعاً يداً طويلة ومباشرةً في الترتيب لنشر الرسوم في صحيفة "يولاند بوستن" الدنماركية في 30 أيلول/سبتمبر 2005 وإعادة نشرها في 12 شباط/فبراير عام 2008 بالتزامن مع نشرها في 16 صحيفة ووسيلة إعلام دنماركية وأوروبية أخرى، وذلك من خلال المحرر الثقافي للجريدة سيئة الذكر "فلمنغ روز" ورسام الكاريكاتور "كورت وسترغورد" صاحب الرسم الوحيد الذي أعيد نشره في الدنمارك عام 2008، وهو واحد من 12 رسماً كانت الصحيفة الآثمة قد قامت بنشرهم في المرة الأولى عام 2005.
وتأكد لهؤلاء الكتاب والباحثين أن هدف "بايبس" و"المحافظين الجدد" من وراء نشر الرسوم في الدنمارك وبعض البلدان الغربية الأخرى عام 2005 وإعادة نشرها في الدنمارك وبلدان أوروبية من بينها النرويج وفرنسا وإنكلترا عام 2008 وتكرار نشرها مجدداً في المزيد من البلدان الأوروبية في الأعوام التي تلت، كان ينحصر بتأجيج العداء الأوروبي للإسلام والمسلمين ونبيهم الكريم (ص) وللعرب والعروبة، خدمة للصهيونية وكيانها العنصري في تل أبيب، الذي قام على حساب أرض فلسطين المباركة وعلى حساب تشتيت شعبها البطل، لإدراكهم بأن المسلمين بشكل عام والعرب بشكل خاص سيحتجون على الإساءة لرسولهم الكريم (ص) وسيعبرون عن ذلك بوسائل مختلفة لن يروق بعضها للأوروبيين، والغربيين في الإطار الأعم.
ودلل على ذلك ما قاله وكتبه كل من "روز" و"بايبس" بعد نشر الرسوم في المرة الأولى عام 2005، والإطار الذي وضعا فيه هذه المسألة الدقيقة والحساسة من خلال مقالاتهما المغرضة.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، قال "روز" في إحدى مقالاته التي خصصها للدفاع عن جريمة نشر الرسوم المسيئة ومحاولة تبريرها "إن هذه حرب ثقافية بين الغرب والإسلام، وفي داخل العالم الإسلامي نفسه، إن المسألة تتعلق بالاندماج، وفيما إذا كان دين الإسلام يتوافق مع المجتمع العلماني المعاصر؟"!!
وعلى سبيل المثال لا الحصر أيضاً، قال معلمه "بايبس"، الذي اشتهر بمقالاته المفرطة في العداء للإسلام والعروبة والتي اعتاد على نشرها بين الحين والآخر في كبريات الصحف والمجلات الأمريكية اليمينية المعروفة بتطرفها ونزعتها الصهيونية، في واحدة من تلك المقالات حملت عنوان "الرسوم والإمبريالية الإسلامية" وجاءت في سياق مسلسل مقالات كتبها حول الرسوم المسيئة لنبي الرحمة (ص) "إن القضية الرئيسية في معركة الرسوم هي: هل سينبري الغرب للدفاع عن قيمه ومبادئه بما في ذلك حرية التعبير، أم أنه سيترك المسلمين يفرضون عليه أنماط حياتهم الخاصة؟ لا مساومة على ذلك، وعلى الغربيين أن يستعيدوا حضارتهم وينعموا بحريتهم الكاملة، بما في ذلك حقهم في توجيه الإهانة والإساءة لمن يريد النيل من قيمهم ومبادئهم كائناً من كان!!".
"الأخوان روث ستين" وكتاب "قنبلة في العمامة"
وفي رأي لي نشرته في 6 أيار/مايو 2006 تحت عنوان "وشهد شاهدان من أهله!!" وتناولت من خلاله بالمعالجة والتحليل كتاب الأخوين الدنماركيين "كلاوس وميغل روث ستين" الذي أصدراه في كوبنهاغن حول الأزمة الأولى للرسوم المسيئة بعد بضعة شهور من تفجرها وأسمياه "قنبلة في العمامة"، تطرقت إلى ما ذهب إليه الأخوان "روث ستين" في كتابهما من أمور أكدت العلاقة الشيطانية بين الصهيونية وما جرى في الدنمارك، وانتقل منها إلى بلدان أوروبية وغربية أخرى.
فقد أرجع الأخوان "روث ستين" سبب تصاعد أزمة الرسوم إلى جهل كبير عند أقطاب السياسة الغربيين بمن فيهم الدنماركيين بالدين الإسلامي الحنيف "لأنهم لا ينظرون إليه إلا كدين يُصدر الإرهاب، ولأن تعصبهم لقيمهم على حساب قيم الآخرين وإغماض عيونهم وصم آذانهم عن رؤية وسماع الحقيقة لقيمهم جعلاهم يضربون عرض الحائط بقيم الثقافات الأخرى، وعلى وجه الخصوص قيم الثقافة الإسلامية"، وحملا السياسيين الدنماركيين في الموالاة والمعارضة المسؤولية المباشرة لتفجر الأزمة وتفاقم الأوضاع بين المسلمين والدنمارك ومن خلفها العالم الغربي "لأنهم مالوا في تعاملهم مع أزمة الرسوم إلى العنصرية أكثر من ميلهم إلى إيجاد حل يُخرج الدنمارك من أزمتها، ولأنهم استغلوا الأزمة لجني مكاسب سياسية ذاتية وتحقيق مآرب وأهداف شخصية، من خلال بث الأكاذيب المختلفة وتضليلهم الرأي المحلي".
ونعت "كلاوس وميغل روث ستين" في كتابهما السياسيين الدنماركيين بنعوت وأوصاف مختلفة وقاسية، مثل "أبطال الحروب في العالم"، وذلك بسبب "قصر نظرهم وتبنيهم الأعمى والأحمق لسياسات المحافظين الجدد في الولايات المتحدة ودعمهم السافر لها في حربيها العدوانيتين على أفغانستان والعراق"، ورأيا "أن جنوح الدنمارك نحو اليمين كان ثمرة ضغوط مكثفة مارستها الأحزاب اليمينية واليمينية المتطرفة المتناغمة مع تيار المحافظين الجدد بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001، الأمر الذي عكس نفسه سلباً على علاقات الدنمارك بالبلدان الإسلامية والعربية".
جهل الغرب بالإسلام
وفيما انقسم الدنماركيون إبان أزمة الرسوم الأولى "عام 2005" وأزمتها الثانية عام 2008، إلى معسكرين أحدهما لم يكترث لما جري والآخر أيد نشر الرسوم المسيئة باعتبار أنها كانت تمثل "شكلاً من أشكال حرية الرأي والتعبير"، اعتبر الأخوان "روث ستين" مسألة الرسوم "مقصودة وثمة من وقف وراء رسمها ونشرها بهدف كسر شوكة المسلمين وإيذائهم، انتقاماً للضربات الموجعة التي وجهتها بعض الجماعات المتطرفة المحسوبة زوراً وبهتاناً على الإسلام لبعض العواصم والمدن الغربية الكبيرة مثل واشنطن ونيويورك ولندن وباريس. فتلك الضربات أشعلت موجة غضب وسخط على الإسلام في نفوس الغربيين ما لبثت أن تفاقمت وتمددت إلى أن أصابت عدواها الدنماركيين، ولم يعد بإمكان الغرب المتحضر التفريق بين حرية الرأي والتعبير وحرية العقيدة".
الأخوان الدنمركيان رأيا أن جهل الغرب بمن فيه الدنمارك بالإسلام وإيمان المسلمين بالله الواحد الأحد واعتزازهم بدينهم ونبيهم الكريم (ص) خلق فيه حالة من الذعر استغلتها بعض وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الصهيونية العالمية لتضليل الناس بأكاذيب عن الإسلام واتهامه اعتباطاً بالإرهاب، متعمدة وضع ستارة سوداء على الوجه الرائع لهذا الدين بكل ما حمله من تسامح ومساواة وعفو عند المقدرة، وهذا ما دعاهما إلى التساؤل عن الوجهة التي يقود صناع القرار في الدنمارك مواطنيهم إليها "بعد أن زرعوا الكراهية والحقد على الإسلام في نفوسهم، في الوقت الذي يتبجحون فيه بأن الدستور يكفل حرية الرأي والتعبير للجميع، وأن الحرية تكفل لجميع الناس حق اعتناق الدين الذي يريدون وحق الدفاع عنه".
هذه العلاقة المريبة والمشينة بين الصهيونية ممثلة بحكام الكيان الغاصب في تل أبيب و"تيار المحافظين الجدد" في الولايات المتحدة وجريمة النشر المتكرر للرسوم المسيئة للرسول العربي "ص" في الدنمارك وبلدان غربية أخرى من بينها بلدان أوروبية عديدة، والتي أكدها كتاب وباحثون ومعلقون ومحللون وصحافيون غربيون من بينهم "كلاوس وميغل روث ستين" وأمثالهما وهم كُثر، هي التي ألحت على ضمير الكاتب والصحافي الأمريكي صاحب الدراية الكبيرة بشؤون الإسلام والمسلمين "كريستوفر بولين" وجعلته يتساءل بسخرية لاذعة بعد استعراضه للعلاقة الممجوجة بين "فلمنغ روز" و"دانيال بايبس" عن مغزى ما فعله الأول، وعما إذا كان مسيحياً صهيونياً يقود حملة صليبية - دنماركية ضد الإسلام، أو أنه كان ملحداً لا يكن احتراماً لمعتقدات المسلمين أو يهودياً مخلصاً يلوح بالجنسية الدنماركية ويشارك في حملة صهيونية ضد المسلمين والعرب، ليخلص إلى القول: "رأيي أن الاحتمال الأخير هو الصحيح، لأن "روز" يهودي يقود حملة صهيونية، وعلاقته بملهمه "بايبس" تؤكد أن نشر الرسوم جاء لحسابات وأهداف استراتيجية صهيونية بحتة".
و"كريستوفر بولين" الكاتب في "أميركان فري برس" أكد في مقالة أرسلها لموقع "مركز الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث" أن علاقة فلمنغ روز مع صهاينة "تيار المحافظين الجدد" في الولايات المتحدة هي علاقة مؤكدة وثابتة. وأشار "بولين" في مقالته إلى مقابلة سبق لصحيفة "نيويورك تايمز" أن أجرتها مع "روز" وأجاب فيها على سؤال حول عدم نشره رسماً كاريكاتورياً لرئيس حكومة الكيان الصهيوني الأسبق الإرهابي المقبور "آرئيل شارون" وهو يقبض على أنفاس طفل فلسطيني بالقول :"إن فعل ذلك يُعد عملاً عنصرياً". وأضاف أن "روز" امتنع عن الإجابة على سؤال وُجه إليه من قبل "أميركان فري برس" حول سبب دفاعه عن "شارون" الذي كان متهماً بجرائم حرب وإساءات متكررة للرسول الكريم محمد بن عبد الله (ص).
إلا رسول الرحمة (ص)
ما ذهب إليه كتاب وباحثون ومعلقون ومحللون وصحافيون غربيون منهم "كلاوس وميغل روث ستين" و"كريستوفر بولين" أكده علماء ومفكرون وباحثون مسلمون ومسيحيون تداعوا لمناقشة جريمة تكرار نشر الرسوم المسيئة في الدنمارك في ندوة حاشدة نظمها في عام 2008 في العاصمة الأردنية عمان "مركز الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث" المشار إليه سابقاً بالتعاون مع "شبكة إسلامنا" وحملت عنوان (إلا رسول الرحمة).
لقد أجمع هؤلاء في بيانهم الختامي على "أن ما قامت به الصحف الدنماركية بقصد الإساءة إلى الرسول الكريم (ص) قد تجاوز كل القيم والخطوط الحمراء في احترام الرموز الدينية، ولا يمت بصلة إلى حرية الرأي والتعبير، بل هو انتهاك صارخ وصريح لتلك الحرية"، ونبهوا من أن التطرف المتمثل بالإصرار على الإساءة للنبي (ص) "ينتج عنه تطرف مضاد يقود لمستقبل دموي في العلاقة بين الأمم والشعوب"، وأن "تكرار سبعة عشر صحيفة ووسيلة إعلام دانماركية نشر تلك الرسوم أخرج القضية من إطار الحالات المحدودة والفردية ليحولها إلى ظاهرة تستوجب التعامل معها بشكل جدي".
وخلصوا في البيان إلى أنهم "اطلعوا على حقائق ومعلومات وأدلة دامغة تثبت تورط أتباع الفكر المتطرف للمسيحيين المتصهينين في الوقوف وراء تلك الإساءات بغية إشعال الصراع الحضاري والديني بين أتباع الديانتين الإسلامية والمسيحية"، موضحين بأن "العديد من زعماء الحزب الجمهوري الأمريكي يتزعمون ويغذون هذه العقيدة المتطرفة لإذكاء العداء بين الإسلام والمسيحية من خلال هذه الانتهاكات وردود الفعل التي تتبعها".
أيادي الشر الصهيوني
لا تفكروا طويلاً بعد الآن أيها المسلمون والعرب، ولا تهنوا أو تتهاونوا لا كثيراً ولا قليلاً!! وقفوا وتنبهوا، وفتشوا دائماً عن أيادي الشر الصهيوني في كل ما يجري ويُحيق بالمسلمين والعرب من مخاطر وشرور في الأوطان وخارجها لتحذروها وتتعاملوا معها بكل وعي وذكاء.
نعم إن ما حدث في الدنمارك وتتسرب إلى بلدان أوروبية وغربية أخرى جاء في سياق حملة صهيونية جهنمية متواصلة ضد الإسلام والمسلمين ونبي الرحمة (ص) وقفت وراءها مطابخ "المحافظين الجدد" في الولايات المتحدة بإيعاز من حكام الكيان الغاصب في تل أبيب ونفذت فصولها الأدوات المأجورة المنتشرة في عالم الغرب، بما فيه الدنمارك طبعاً.

2) تشارلي إبدو وهواجس 11 أيلول/سبتمبر 2001
بعد عقد ونصف على نشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم "ص" في الدنمارك:
نذر حرب عالمية ضد الإسلام والمسلمين بدعوى مكافحة الإرهاب!!
يُستدلَّ من المعلومات التي تتداولها وسائل الإعلام العالمية نقلاً عن المسؤولين في المجلة الفرنسية الأسبوعية الساخرة "تشارلي إبدو"، التي كانت في شهر كانون الثاني/يناير 2015 مسرحاً لهجوم دموي أودى بحياة 12 فرداً من رسامي الكاريكاتور فيها، أن هؤلاء المسؤولين يصرون على المضي قدماً في حملتهم المعادية للإسلام والمسلمين، من خلال مواصلة نشر البذاءات والإساءات ضد نبيهم الكريم محمد بن عبد الله "ص" ورموزهم الدينية.
ومن المعروف أن المجلة المذكورة كانت قد بلغت في عدائها للإسلام حد إلصاق تهمة "الإرهاب" بالمسلمين، إلى جانب نشرها رسوماً كاريكاتورية مسيئة لنبي الرحمة "ص" تصدرت غلافها وصفحاتها الأولى في فترات سابقة كثيرة. وسبق للمجلة أن قامت بفصل أحد رسامي الكاريكاتور العاملين فيها بتهمة معاداة اليهودية، مما أرخى ظلالاً حول أهداف وغايات الحملة التي شنها مسؤولوها، وأضاف مزيداً من التساؤلات والشكوك حول مواقف هؤلاء المسؤولين ومدى ارتباطهم بحكام تل أبيب واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة ورعاته من المحافظين الجدد المتصهينين !!
على خلفية الهجوم الدموي الذي تعرضت له مجلة "تشارلي إبدو" تحولت العاصمة الفرنسية منذ كانون الثاني/يناير 2015 إلى عاصمة العالم الجديدة التي "سترعى حرباً عالمية جديدة ضد الإسلام والمسلمين بمن فيهم العرب، بدعوى مكافحة الإرهاب والمنظمات الإرهابية". وقد أشرت إلى ذلك جملة من الشعارات الاستفزازية التي رفعها المشاركون في المسيرة المليونية التي شهدتها باريس ذلك اليوم استنكاراً للحادثة، والتي ترافقت مع رفع رسوم مسيئة للإسلام والمسلمين ورسولهم الكريم "ص" .
تلك الحادثة الدموية أعادت إلى الأذهان هواجس التفجيرات التي ضربت قلب الولايات المتحدة في 11 أيلول/سبتمبر 2001، والتي على خلفيتها تبنى الرئيس الأمريكي الأسبق الأهوج جورج بوش الابن شعاره الشهير "من ليس معنا هو ضدنا"، الذي حول واشنطن إلى عاصمة قادت حرباً عالمية ضروساً ضد الإسلام والمسلمين والعروبة والعرب بدعوى مكافحة الإرهاب، لم تتوقف تداعياتها وارتداداتها السلبية حتى الآن.
وكما هو معروف فإن تلك الحرب أدت إلى اجتياح واحتلال أفغانستان والعراق وتدميرهما بذرائع واهية فبركتها مطابخ المحافظين الجدد خدمة لتل أبيب والمخططات الاستعمارية الأميركية والتوسعية الاستيطانية الصهيونية !!
على خلفية حادثة "تشارلي إبدو" التي شهدتها باريس في 7 كانون الثاني/يناير 2015 حظيت صحيفة دنماركية وفنان سويدي بإجراءات حماية أمنية صارمة، مخافة استهدافهما لقيامهما بنشر رسوم مسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام قبل عشر سنوات وإعادة تكرار نشرها قبل ثماني سنوات، بذريعة "حرية الرأي والتعبير. ورفعت مجموعة "جي.بي. بوليتكينز هاوس" الإعلامية الدنماركية التي تمتلك صحيفة "يولاندس بوستن" مستوى الإجراءات الأمنية في الصحيفة والمنطقة المحيطة بها في مدينة "أرهوس" ثاني أكبر المدن الدنماركية بعد العاصمة كوبنهاجن، إثر حادثة إطلاق النار التي استهدفت مجلة "تشارلي إبدو".
وكانت الصحيفة الدنماركية المذكورة قد نشرت رسوماً سخرت فيها من النبي محمد عليه الصلاة والسلام عام 2005، ما أشعل وقتها فتيل موجة من الاحتجاجات في أنحاء العالم الإسلامي أودت بحياة 50 شخصاً على الأقل في العديد من بلدان العالم، وعادت وكررت نشر الرسوم عام 2008، بالتوافق مع نشرها في صحف ووسائل إعلام دنماركية وأوروبية أخرى.
وشددت الشرطة السويدية هي الأخرى الإجراءات الأمنية حول الفنان "لارس فيلكس"، الذي أثار الجدل عام 2008 لإعادة نشره رسوما مسيئة. وقال "فيلكس" الذي يحمل الجنسية السويدية من ستوكهولم :"لقد شددوا إجراءات الحماية حولي واتخذوا تدابير مختلفة" من دون أن يعطي المزيد من التفاصيل. وكان "فيلكس" الذي حظي بحماية محكمة من الشرطة السويدية في عام 2010 قد تلقى عددا كبيرا من التهديدات بالقتل. وفي أوائل عام 2014، حكم على امرأة أمريكية تدعى "جين الجهادية" بالسجن عشر سنوات بتهمة التخطيط لقتله.
وقال تقرير لجهاز المخابرات الدنماركي "بي.إي.تي" صدر بعد يومين من حادثة "تشارلي إيبدو" أن الدنمارك تواجه تهديداً كبيراً من "مواطنيها المسلمين المتطرفين العائدين من سورية والعراق"، وهما الدولتان اللتان ذهب إليهما دانماركيون للقتال مع جماعات إرهابية مثل "داعش" و "النصرة" و "القاعدة". وأضاف التقرير أن 16 شخصاً على الأقل ممن ذهبوا إلى سورية والعراق من الدنمارك قتلوا في المعارك، وأن نحو نصف عدد من سافروا إلى هناك عادوا إلى البلاد.
وقدر التقرير عدد الأفراد الذين سافروا من الدنمارك إلى منطقة الصراع، "بحوالي 110 أشخاص على الأقل، لكن العدد ربما كان أكبر"، إلى جانب عدد صغير من النساء سافرن إلى هناك أيضاً، موضحاً أن بعض الذين عادوا إلى الدنمارك، سافروا إلى تلك المناطق مرات عديدة. وتخوفت الدنمارك من احتمال قيام العائدين من سورية والعراق، بشن هجمات في الداخل.
وسبق للدنمارك أن أرسلت سبع مقاتلات من طراز أف-16 إلى العراق في إطار تحالف تقوده الولايات المتحدة، ونفذت ضربات جوية ضد تنظيم الدول الإسلامية "داعش"، مما أثار مخاوف من مواجهة أعمال انتقامية في الداخل.
نشير إلى أن حملة شرسة دارت في حينه عبر الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي ضد فيلم كرتوني إباحي هولندي عن زوجات الرسول "ص" وآل البيت رضوان الله عليهم، طالب فيها المغردون بضرورة الوقوف بقوة ضد الهجمة الجديدة على الإسلام ورموزهم الدينية ومقدساتهم.
وشدد المغردون على ضرورة وجود دور فاعل وإيجابي للجماهير في تلك الحملة بهدف معاقبة الهولنديين عبر مقاطعة بضائعهم ومنتجاتهم. وفي هذا الإطار قام المغردون بنشر أسماء المنتجات الهولندية المتداولة في الأسواق العربية.
وتبادل المغردون رسالة حفزوا فيها المتلقين على ضرورة التفاعل بتمريرها لأكبر عدد ممكن من القراء، لتحقيق أكبر قدر من الانتشار مع التوصية بمقاطعة البضائع الهولندية. وقالت الرسالة أن "هولندا ستبدأ ببث فيلم كرتوني إباحي عن آل بيت وزوجات سيدنا محمد "ص"، احتوى على مشاهد فاضحة ومشينة". وأوضحت أن التجار الهولنديين هددوا النائب البرلماني الذي سمح ببث الفيلم الكرتوني بالاحتكام إلى القضاء الهولندي في حال قاطع المسلمون منتجاتهم. وخلت الرسالة التي توالدت بصياغات مختلفة وخالية من أية إشارة أو تنويه لاسم الفيلم، أو أسماء العاملين فيه واسم مؤلفه واسم الشركة المنتجة واسم عضو البرلمان الهولندي الذي قالوا أنه سمح ببثه وتلقى تهديد التجار!
ولدى البحث عن معلومات إضافية تتعلق بالفيلم تبين أن الرسالة نفسها التي تبادلها المغردون على مواقع التواصل الاجتماعي تكرر نشرها على فترات متباعدة بعد عام 2009، وظهرت في فترات واختفت في فترات أخرى، ونشطت وسائل التواصل الاجتماعي في ترويجها والتحذير من إهمالها الذي يعرض مستلمها للعقوبة الإلهية في حال عدم المساهمة بنشرها.
أسئلة كثيرة طرحت نفسها في تلك الفترة:
هل حقاً أنه كان هناك فيلماً إباحياً أراد الهولنديون بثه؟ وهل كان نفس الفيلم الإباحي الذي لاحقته وسائل التواصل الاجتماعي ومنتديات الانترنت منذ العام 2009 ولم نره أو نتعرف حتى على اسمه أو أسماء أفراد طاقم العمل فيه؟ أم تراه من وحي الهواتف الذكية والأيادي والخيالات الذكية؟ وهل سترمي حادثة "تشارلي إيبدو" الفرنسية بظلالها السلبية على الإسلام والمسلمين والعرب، وربما العالم أجم، كما رمت هجمات 11 أيلول/سبتمبر عليهم وعلى العالم قبل وقوع تلك الحادثة بأربعة عشر عاماً؟
أسئلة وأسئلة لم تزل تنتظر الاجابات عليها!!

محمود كعوش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جواب الوالي
بارباروسا آكيم ( 2020 / 10 / 27 - 14:27 )
من بارباروسا عظيم الفرنج الى كعوش
السلام على من إتبع العقل
أما بعد..

فقد بلغني أن ثلة منكم قد خاطبت سيدنا ماكرون _ عليه السلام _
و هذا جوابنا
إن ماكرون لن يعرف كيف تورد الأبل لأنه لايوجد ابل في فرنسا و لله الحمد و المنة
أما بالنسبة لرسولك فليس لك أن تُلزمنا بما تلزم به نفسك

فأسعى سعيك و كد كيدك ، فوالله لن يغطي بدوي بصمجي باريس الحب و الجمال بجلبابه

و السلام على باريس


2 - تثبت الأديان والأيديولوجيات أن الإنسان حيوان مفترس
صباح شقير ( 2020 / 10 / 27 - 15:56 )
الأستاذ الفاضل محمود كعوش

من مقال اليوم للأستاذ مازن كم الماز

المجد للخسة و للحقارة , المجد للقطيع و للقتلة , المجد للعدم
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=696746

( كل من يريد أن يفرض علي شيئا ما , أن يحد من تفكيري , أن يقمع أي فكرة أو ممارسة أو قول يخصني بأي شكل من الأشكال , فهو عدوي و عليه أن يعرف أني لا استسلم بسهولة و أني أيضا أستطيع أن أذبح و أقاتل كما يجب دفاعا عن أصغر حق من حقوقي
إذا كنت تعتقد أنه من حقك ذبح الناس باسم نبيك و إلهه فاستعد للقتل أو للموت , لا تبكي إذا طُعِنتَ بنفس السيف الذي ترفعه في وجوهنا و لا تشتكي إذا لم تجد في الغابة التي تصنعها سوى الأعداء و القتلة
كل من يريد أن يفرض علي شيئا عليه أن يكون مستعدا لقطع رأسي و لأن أقوم أنا بالمقابل بقطع رأسه إن سبقته إلى ذلك
كلمة للدواعش الذي يسمون أنفسهم علمانيين أو ليبراليين إنكم مؤخرة لا طليعة قطيع ذا مهمة تاريخية خاصة جدا و هو تصحيح الخطأ الذي ارتكبته الطبيعة بإنتاج كائنات همجية مفترسة و منافقة و قطيعية كالبشر ....)

المجد لبلد الأنوار فرنسا
والرحمة والسلام على روح الأستاذ سامويل باتي
وشكرا

اخر الافلام

.. -عفوا أوروبا-.. سيارة الأحلام أصبحت صينية!! • فرانس 24


.. فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص




.. رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس


.. انقلاب سيارة وزير الأمن القومي إيتمار #بن_غفير في حادث مروري




.. مولدوفا: عين بوتين علينا بعد أوكرانيا. فهل تفتح روسيا جبهة أ