الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذكرى الأولى لانتفاضة تشرين الأول 2019 م

صادق محمد عبدالكريم الدبش

2020 / 10 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


الذكرى الأولى لانتفاضة تشرين الأول 2019 م !..
اليوم الخامس والعشرون لانتفاضة تشرين الأول المجيدة ..
مرور عام على ذكريات أليمة حزينة وجرائم يندى لها الجبين وتقشعر لها الأبدان وتتسمر العقول ، أمام ما حدث من أهوال وجرائم وما سقط من ضحايا بريئة .
قامت حكومة الدكتور عادل عبد المهدي والقوات الأمنية والمجاميع المسلحة والتابعين لأحزاب السلطة بكل تلك الجرائم .
هذه الحكومة التي خرجت من رحم الإسلام السياسي الشيعي والمتحالفين معه من السنة والكرد ، فقد قامت بأبشع إرهاب وقمع وقتل مورس ضد الشباب والشابات من المتظاهرين السلميين العزل ، وسقط نتيجة هذا النهج البربري أكثر من سبعمائة شهيد وأكثر ثلاثون ألف مصاب وجريح ومخطوف ومعتقل ، ومن تمت تصفيتهم جسديا وتغييبهم ، ولليوم لم نعثر لهؤلاء على أي أثر .
إحياء هذه الذكرى الأليمة لها ما لها من أثر في نفوس كل الخيرين ، وخاصة على عوائل الشهداء والمصابين ، وما دفعوه من أثمان باهظة في النفس والنفيس ، لليوم لم يتم إنصافهم ، ولم ينفذ أي من المطالب المشروعة والحقوق الواجب تنفيذها من قبل ( الدولة وحكومتها ! ) .
كما بينا بأن تلك الحقوق والمطالب يعلمها الجميع والحكومة على وجه التحديد ومنها على سبيل المثال لا الحصر :
الكشف عن قتلت المتظاهرين وتقديمهم إلى العدالة لينالوا جزائهم العادل ، وإنصاف عوائل الشهداء ماديا ومعنويا ، واعتبار الشهداء ضحايا الإرهاب هم شهداء الشعب والوطن ، وإنصاف المصابين وعلاجهم على نفقة ( الدولة ) وتعويضهم بما يتناسب مع الضرر الذي لحق بهم ، واطلاق سراح المعتقلين والمختطفين والمغيبين ، والكشف عن الذين قاموا بتلك الجرائم أفرادا وجماعات .
حصر السلاح بيد الدولة دون غيرها ، وإعادة بناء المؤسسة الأمنية والعسكرية وعلى أساس الوطنية الجامعة ، وأن تكون مستقلة ومهنية وبعيدة عن السياسة والطبقة السياسية والدينية كونها تمثل إرادة جميع العراقيين بمختلف أعراقهم وطوائفهم وأديانهم ومناطقهم .
حل جميع الفصائل المسلحة والميليشيات الطائفية والحشد الشعبي ، وعصابات الجريمة المنظمة والسلاح والمخدرات والمتاجرين بالبشر وبالأعضاء البشرية ، من أجل إحلال السلام والأمن والتعايش والمساواة بين العراقيين ودون تمييز .
محاربة الفساد والكشف عن الفاسدين الكبار منهم والصغار واسترجاع الأموال المنهوبة إلى خزينة ( الدولة ) وبشكل شفاف وعبر وسائل الإعلام المختلفة ليطلع عليها الرأي العام العراقي والدولي .
العمل فورا على إعادة بناء الهيئات المستقلة ، وعلى أساس المهنية والنزاهة وأن تكون مستقلة بحق ، وليس على أساس المحاصصة والتبعية للأحزاب الحاكمة وتحت أي ذريعة ، كما يحدث منذ سنوات وحتى اليوم والإبقاء على النهج نفسه ، ليكرس هيمنة نفس القوى والأحزاب الطائفية والعرقية المهيمنة والتي تتنكر لفلسفة دولة المواطنة ، الدولة الديمقراطية وقبول الأخر .
قانون الانتخابات الذي شرعه مجلس النواب ( هذا المجلس الغير شرعي ، الذي جاء عبر الانتخابات المزورة ) هذا المجلس ليس له أي شرعية أبدا ، والمفوضية الغير مستقلة جاءت بالمحاصصة وتقاسم المناصب فيما بينهم ، ليس فقط الهيئة وإنما الهيكل الهرمي للمفوضية قامت على أساس المحاصصة وتقاسم المراكز بين القوى المتنفذة الفاسدة .
على ممثلية الأمم المتحدة العاملة في العراق ، أن لا تكون شاهد زور وتشارك في فساد هذه المنظومة الفاسدة والجاهلة والغير أـمينة على مصالح العراق وشعبه ولا تحرص على وحدته واستقلاله ونمائه .
عليهم أن يراعوا مصالح شعبنا وتمكينه من صنع حاضره ومستقبله بإرادته الحرة والديمقراطية ، من خلال انتخابات حرة وشفافة وبإشراف دولي ، شريطة أن تنفذ ما بيناه ووضحناه وغيره .
الانتخابات ليست الهدف بذاته ، ولكنها وسيلة من وسائل الديمقراطية وبناء الدولة الديمقراطية ولتحقيق العدالة والمساواة والإرادة الحرة للفرد والمجتمع .
ولتحقيق هذه العدالة والمساواة وحرية الاختيار ، لابد من تحقيق ما بيناه وغيره ، ودون ذلك فلا جدوى من تلك الانتخابات ، لأن نتائجها ستكون معروفة سلفا ، وتفرز نتائج بعيدة كل البعد عن مصالح الناس ، ولا تشيع الأمن والاستقرار ولا تحقق أي من تلك الأهداف أعلاه .
كل ما بيناه وغيره قد بحت به أصوات الملايين من الناس ، وقدموا الدماء الزكية في سبيل تحقيق تلك الأهداف ، والمطالبة بوطن يعيشون فيه بأمان ورخاء وبكرامة ، ويعيش هذا الوطن في عقولهم وقلوبهم ويحموه بأحداق العيون كحب الأم لوليدها ، لا كما هو العراق اليوم وطن لا ينتج إلا الموت والجوع والجهل والدمار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والأخلاقي .
حكومة السيد الكاظمي كما هي الحكومات التي سبقتها ، خرجت من رحم الإسلام السياسي ، فضلا على أن السيد الكاظمي كان قبل ذلك يشغل مدير المخابرات العامة ، ويعرف كل صغيرة وكبيرة ، ويعرف الفاسدون والطائفيون والعنصريون ومن ينتهج المحاصصة والتمييز ، ويعرف حيتان الفساد ، ويعرف قتلة المتظاهرين !..
وإن كان يجهل كل ذلك ، فأعتقد أنه غير جدير لا بمنصبه الجديد ولا القديم ، وإن كان يعرف كل تلك الحقائق فهي الطامة الكبرى [ ونكون قد سلمنا البزون شحمة !.. وقلنا لها احرصي عليها !! ]؟...
مضى على تكليف السيد الكاظمي أكثر من ستة أشهر ولم ينفذ أي من تلك الوعود ، باستثناء اللهم ربي ( الوعود .. نعم فيض من الوعود .. ولا شيء سواها ) ويبدوا أنه يتبع نهج من سبقوه من الذين أتو على ما تبقى من العراق !.. وعلى طريقة ( أوعدك بالوعد وأسكيك يا كمون ! ) ..و اكذب .. ثم اكذب .. ثم اكذب .. حتى يصدقك الناس !!..
أعتقد بأن السيد الكاظمي يقوم مخلصا طائعا أم مرغما أخاك لا بطل !!.. على إرضاء من جاءوا به من الإسلام السياسي ومن يسير خلفهم ، والدليل على ما أقول ، هذا الرجل يبقى يدور حول نفسه ويستمع إلى أنين وصراخ البؤساء والفقراء والأيتام والثكالى ، لكنه في أخر المطاف ينفذ ما يريده الفاسدون المتنفذين الحمقى عبدت الطاغوت المتخلفين .
أخيرا نقول وليسمع الجميع [ من مع .. ومن ضد ! ] حبل الكذب قصير جدا .. ولا جدوى منه أبدا ، وبقاء الحال من المحال !..
هذا النهج جربه أسلافكم ، وربما ما زال هناك من يعتقد بأن المناورات واللعب على الحبال والتعايش مع الثعابين والضباع ومع الحرباء أمر يسير !.. ولا يدرك بأنها لعبة مميتة وقذرة وغير شريفة ، ولن تنفعكم في شيء ، والأيام والأشهر القادمة سوف تكشف عن الكثير من الأسرار وما جرى ويجري خلف الكواليس ، وسيفتضح أمركم أكثر وربما ستكون القاضية!.. والستار ما زال حي يرزق !..
أتوجه إلى الانتفاضة الباسلة والمنتفضين والمنتفضات الأشاوس ، أنتم فخر شعبنا وأمله المرجى ، بعزيمتكم وبصبركم وبوعيكم وبوحدتكم وبوحدة أهدافكم ، سيخرج العراق من هذا الجب العميق ومن هذا المستنقع الأسن وسينتصر بكم وستنتصرون فيه .
لا تنتظروا من هذا النظام وأحزابه الفاسدة أي شيء ، فإنه لن يحقق لكم أي من أهدافكم شيء أبدا ولا تثقوا به ، فقد جربتموهم من 2011 م وحتى الساعة ، ولن تحصلوا على شيء غير الفقر والفاقة والتمزق والجهل والدمار والموت .
نجاتكم باستمرار التظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات المتواصلة ، ضيقوا الخناق على هذه القوى الفاسدة والظالمة المستبدة العنصرية ، ولا تدعوهم يتمكنون منكم بشق وحدتكم واختراق صفوفكم ، وأن لا تكون احتجاجاتكم موسمية ، بل مستمرة وواسعة وأن لا تقتصر على ساحة بعينها ، بل كل الساحات والشوارع والأزقة هي مسرحكم الذي تقفون فيه ، وحرضوا الناس على الوقوف إلى جانبكم ، فبقاء التظاهرات نخبوية لا يمكن الوصول لتحقيق أهدافكم ، يجب أن تتحول المظاهرات إلى فعل جماهيري عارم يزلزل الأرض تحت أقدام خونة الشعب وسارقي نعمته وأمنه ورخائه واستقلاله .
المجد لشهداء ثورة تشرين العظيمة والعار والخزي لقتلتهم المجرمين .
الفخر للمتسمرين في سوح الشرف والفداء والشفاء العاجل للجرحى والمصابين .
الحرية للمعتقلين والمختطفين ، ونطالب بالإفراج عنهم فورا ، والكشف عن الجهات التي قامت بعمليات الخطف والاعتقال وإحالتهم إلى القضاء لينالوا جزائهم العادل .
لتخرس أصوات بعض القنوات الفضائية المنافقة الصفراء المعادية لانتفاضة الشعب الباسلة ، التي تتحاشى تغطية سير التظاهرات أو حتى ذكرها ، و التنكر لتلك التضحيات الكبيرة لهؤلاء الجبارين الأوفياء لشعبهم وللعراق ، لقد انكشف زيفكم وبانت حقيقتكم ، سيلعنكم شعبنا وقواه الخيرة والعالم ، وسيذكر بأحرف من نور كل من وقف مع شعبنا في محنته وما عاش من مرارة وبؤس وحرمان .
عاش العراق حر ديمقراطي علماني مستقل ، يعيش أبنائه وبناته بكرامة وعز وسلام ورخاء .
25/10/20 م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإنفاق العسكري العالمي يصل لأعلى مستوياته! | الأخبار


.. لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م




.. ألفارو غونزاليس يعبر عن انبهاره بالأمان بعد استعادته لمحفظته


.. إجراءات إسرائيلية استعدادا لاجتياح رفح رغم التحذيرات




.. توسيع العقوبات الأوروبية على إيران