الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس هكذا يتم الدفاع عن الإسلام وحمايته

إبراهيم ابراش

2020 / 10 / 26
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


مع استنكارنا الشديد لإعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم وتصريحات صادرة عن الرئيس الفرنسي ماكرون استفزت بعض المسلمين، إلا أن بعض الجماعات والحكومات الإسلامية في مواقفها الأخيرة تجاه فرنسا والتي وصلت للمطالبة بمقاطعة البضائع الفرنسية لا تنطلق كلها من منطلق الغيرة على الإسلام ونصرة للرسول الكريم، بل كانت مواقف مسيسة تندرج في سياق تحقيق مصالح وأهداف سياسية خاصة بجماعات ودول إسلامية للهروب من أزماتهم الداخلية وتكريس صورة أو اعتقاد بأنهم الأكثر غيرة على الإسلام والمسلمين أو أنهم عنوان الخلافة الإسلامية.
لا شك أن كتب التاريخ كما الذاكرة الحية للعرب والمسلمين ما زالت تحتفظ بتاريخ استعماري غير مشرف لفرنسا في الجزائر وعديد الدول العربية والأفريقية، ودورها في العدوان الثلاثي على مصر وفي دعم الكيان الصهيوني حيث بنت إسرائيل أول مفاعل نووي عام 1957 بمساعدة فرنسا الخ، ولكن فرنسا هذه بتاريخها المُشار إليه والتي يهاجمونها اليوم هي التي قامت فيها الثورة الفرنسية التي نادت بالحرية والمساواة والعدالة، وهي التي قال عنها الشيخ محمد عبده عندما عاد لمصر بعد حضوره مؤتمرا في باريس عام ١٨٨١: “ذهبت للغرب فوجدت إسلاماً ولم أجد مسلمين ولما عدت للشرق وجدت مسلمين ولكنني لم أجد إسلاماً". وهي فرنسا والغرب الذي يحج إليهما طلاب العلم والعمل والحياة الكريمة من المسلمين وغير المسلمين، وفيها وفيه أهم العقول والخبراء والمبدعون العرب والمسلمون أو منهما تخرج هؤلاء.
هؤلاء الذين ثاروا وهاجوا وماجوا لنشر رسوم مسيئة للرسول الأكرم لم نشاهد أو نسمع عن غضبهم فيما المسلمون يهانون ويجوعون ويُقتَلون في بورما وفي أكثر من بلد من بلدان العالم، ولم نسمع أو نشاهد غضبهم والصهاينة يدنسون المسجد الأقصى ويجعلون من القدس عاصمة لهم، ولم يغضبوا ويثوروا وعشرات المساجد يتم تدميرها وتدنيسها على يد جماعات إسلاموية وبتم قصفها من جيوش دول إسلامية، بل إن هؤلاء الغاضبين من نشر الرسوم المسيئة للرسول الأعظم هم أنفسهم يشاركون أمريكا والغرب في قتل المسلمين وتدمير أوطانهم في سوريا وليبيا والعراق واليمن.
كثير من المسلمين ومن هذه الجماعات الإسلاموية الغاضبة هربوا من ديار المسلمين ولجأوا إلى ديار فرنسا وديار الغرب النصرانية حيث وجدوا الأمن والأمان وحرية ممارسة شعائرهم ونشاطهم الديني بل والسياسي. كما أن تركيا الأكثر ردة فعل على الموقف الفرنسي هي عضو في حلف الأطلسي ومن أكثر الدول الداعمة والممولة للفوضى والخراب في سوريا والعراق وليبيا، ولو لم تكن خلافات سياسية بين تركيا وفرنسا حول النفط والغاز والنفوذ في شرق المتوسط ما كانت اتخذت هذا الموقف تجاه فرنسا.
إن ما يسيء للإسلام والمسلمين ليس رسوماً مسيئة للرسول لأن الرسول أكبر واعظم من أن تسيء له رسوم أي كان صاحبها، والإسلام لن يتأثر بتصريحات وقوانين تضعها الدول الأجنبية حماية لأمن واستقرار بلدانهم حتى وإن رأى فيها المسلمون حداً من حرية ممارستهم لشعائرهم الدينية، الإساءة الحقيقية للإسلام والمسلمين مصدرها المسلمون أنفسهم وما يمارسونه في بلدانهم ضد بعضهم البعض، وتقارير المنظمات الحقوقية الدولية شاهد على ذلك بالإضافة إلى سجلات المعتقلات والسجون وقوائم القتلى والمخطوفين غير المصرح بهم، ولا داع للهروب من الواقع ومن الأسباب الحقيقية لسوء أحوال المسلمين والسمعة السيئة التي تلاحقهم من خلال افتعال صدامات مع فرنسا أو غيرها.
للأسف فإن هذه الهوجة حول الرسوم المسيئة للرسول وطريقة تعاطي بعض المسلمين معها تؤدي لنتائج لغير صالح الإسلام والمسلمين وتنشر صورة سلبية عن الإسلام ورسالته السامية كدين عمل وإعمار للأرض لإعلاء شأن المسلمين ليكونوا خير الأمم في انجازاتهم واحترامهم لكرامة الإنسان وفي سماحته وتقبله للآخر، كما أنها تحوله إلى دين شكلاني يهتم بالمظاهر ويتم الحكم على المسلم من خلال لباسه وشكله الخارجي وانفعالاته العاطفية وليس من خلال عمله وما يقدمه من أجل إعلاء شأن الإسلام والمسلمين.
ليس هذا القول دفاعاً عن فرنسا ولكنه دفاع عن الإسلام الحقيقي ودعوة لتحكيم العقل في علاقة المسلمين بغيرهم من الدول وأصحاب الديانات ورفض لأن يتنطع البعض لينصِّب نفسه مدافعاً عن الإسلام الذي استمر راسخاً وينتشر عبر القارات طوال أكثر من ألف وأربعمائة عام.
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القرآن : يرشدُ المؤمنين
john habil ( 2020 / 10 / 26 - 21:12 )

وعلى رأسهم أردوغان وعمران خان وجماعة الإخوان
وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ-;- قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65)
📷-;-📷-;- هل قتل الرسول الكافران الذين استهزؤا ب(.الشطر الثاني من الآية .. ) وهم (( وديعة )بن ثابت و مخشن بن حميلا ..( كلا ))📷-;-📷-;-
رسولكم الكريم لم يفعل هذا 📷-;-📷-;-
أما الدواعش و التكفيريين هم قَتَلَه.............و هم من يقطع الرؤوس

وكل من يبرر لهم بحجة إيذاء الرسول فهو متطرف


2 - من هو المسؤول ؟
john habil ( 2020 / 10 / 26 - 21:17 )
هنا وعلى موقع الحوار المتمدن ومنذ أكثر من عشرة سنين كتبنا ولا زلنا نقول ونكتب إن الترات المصنوع والمزيف في عهد العباسيين وما يسمونه عصر الترجمة نالوا من سمعة الرسول الكريم
أولاً :
أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، ..، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم
1- الحديث يتناقض مع القرآن
وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ-;- أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ-;- يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99)
2- الحديث (( حاشا للرسول ) يحعله قاطع طريق يسفك دماء الناس ويسلبُهم أموالهم
ثانياً:
جئتكم بالذبح .... هذا كلام ( جزٌار ) قصٌاب وليس كلام أنبياء مبشرين
ثالثاً:
جعل رزقي تحت ظلال رمحي .... هو النبي (( لا سمح الله )) مرتزق أو محارب روماتي يتعاش من سنان رمحه؟؟
يطوفُ بين نسائه ال (11) بدورة واحدة وغسلٍ واحد وله قوة اربعين رجلاً
والغرب قرأ هذا الكلام وصوروه برسومات فمن هو المسؤول ؟


3 - معركة خاسرة
علي الجاف ( 2020 / 10 / 26 - 21:49 )
المسلمون يعيشون حالة هيستيرية نتيجة خواء فكرهم وتشتتهم وتمزيقهم من قبل الاسلام السياسى الذى هو لغير صالح المسلمين، انهم يخوضون حربا خاسرة ماذا عساهم يفعلون بفرنسا؟ انهم لا يستطيعون قتل جندى اسرائيلى قريب من مرماهم هل يذهبون الى فرنسا لاحتلاله ثارا لهذه الرسوم المنشورة؟ ثم هل ان هذه الصور هى حقا لمحمد رسول الاسلام حتى نجها اهانة له؟ فى اوروبا وخاصة فرنسا هناك حرية ابداء الراى و حرية الاعتقاد والخ.. انهم يعبرون عن ارائهم فى كل شىء فلماذا يمنع المسلمون هذا ولماذا يجدونه اهانة؟ اليس باستطاعتهم ان يعبروا هم عن ارائهم فيما يعتقدونه بالرد عليهم باسليب اكثر مدنية؟


4 - غباء ام مؤامرة
ابراهيم الثلجي ( 2020 / 10 / 27 - 12:29 )
هو لم يكن نقد للاسلام
بل شتيمه للرسول واصل المشكلة ان المسلمون رضوا بالتعايش مع فئات لا زالت لا تعترف برسالته وبالتالي تستخف بعقول اتباع الاسلام وكانهم يسجدون لاوثان او رسومات ملونة على جدران المعابد حيث لا تجد لهولاء الا كل الاحترام والتبجيل على خرافات يسمونها تراث ديني
ماكرون لو سمع فقط لنصيحة مفتي مصر بان لدية احصائية ان نصف مسلمو اوروبا دواعش كان الامر ممكن استيعابه
انما ياتي شخص غير طبيعي بيولوجيا شاب مقترن من عجوز وفاشل في حل قضايا ملحة لبلده يشتم الرسل فلا احترام له على المستوى الثقافي قبل الديني
وما نخشاه ان يتهرب من مشاكله بما يسمى خطة ماكرون لحل المشكلة الفلسطينية فيكون قد تعلم من البرهان وشلة الخليج الرجعي
يا ايت الموضوع بقي حرية راي انما هو هروب سوقي وبازاري من مواجهة الكورونا والازمات الاقتصادية تبعا لها
فالله اساسا يامرنا ويتحدى الطغاة من خلال قوله اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه
خيارات عقلية مفتوحة للحوار والاقناع فلماذا قطع سبل الحوار باشتم والسب والقذف ومن الاليزيه
اتمنى ان يكون احمقا وليست مؤامرة لاشعال صراع حضاري كما فعلها بوش الابن وترامب الاحمق

اخر الافلام

.. تشاد: فوز رئيس المجلس العسكري محمد ديبي إتنو بالانتخابات الر


.. قطاع غزة: محادثات الهدنة تنتهي دون اتفاق بين إسرائيل وحركة




.. مظاهرة في سوريا تساند الشعب الفلسطيني في مقاومته ضد إسرائيل


.. أم فلسطينية تودع بمرارة ابنها الذي استشهد جراء قصف إسرائيلي




.. مظاهرة أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية بتل أبيب للمطالبة بصفقة