الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زوجتى زرقاوية !!

مجدى خطاب

2006 / 7 / 11
كتابات ساخرة


بلاغ إلى كل من يهمه الأمر! بلاغ إلى كل من يهمه آمن العالم كله ، بلاغ إلى النائب العام ، وإلى الرئيس بوش الأبن فى امريكا ، وتابعه قفه اقصد تونى بلير فى بريطانيا ، بلاغ إلى مباحث أمن الدولة فى كل مكان ،بلاغ إلى القوات الدولية بالأمم المتحدة ، وإلى المخابرات الأمريكية والبريطانية والروسية حتى مخابرات بنجلاديش ! زوجتى أصبحت إرهابية ! نعم أصبحت إرهابية ! وتملك الحقيقة المطلقة ، دوجما ، طول النهار تتغنى بالقرآن ورغم ذلك فهى محبة للسيطرة ، نكدية ، شكاية ، مكابرة ، سليطة اللسان ، كذابة ، جاهلة ، صوتها عالى ومتبجح ، ولم يفلح القرآن فى تهذيب كل تلك الصفات ، وأصبحت تحرم وتحلل فى التليفون لشقيقاتها وصديقاتها أمور حياتهن ، وعندما يحضر عامل صيانة البوتاجاز وينجح فى إصلاحه تقول : سبحان الله كله بإذنه ، لقد دعيت الله ان يحضر عامل عنده ضمير ، وتنظر للعامل الاصلع تماما نتيجة المرض ، وتقول له عمرة مباركة ومقبولة إنشاء الله ، سبحانك ! زوجتى اصبحت واعظة ومدروشة ، طول النهار فى البيت إذاعة القرآن الكريم شغالة حتى على دروس النحو المقررة على المدارس الأزهرية ! وطول النهار تتجول فى البيت وهى تقول سبحانك سبحانك ، سبحانك ، حاولت اعرف اسباب الدروشة الفجائية ، نعم هى محجبة ، ولكنها تدروشت أخيرا ، يمكن يكون بسبب المناهج التعليمية التى تربت عليها فى الصغر ، وظهرت علاماتها فى الكبر ، مناهج تشجع التزمت والمغالاة والتمسك بقشور الدين ، يمكن يكون السبب سفرها عدة سنوات إلى السعودية بلد الأمن والأمان الزائف التى تصدر الغلو والتكفير الدينى إلى كل بقاع الأرض ؟! اذن امريكا عندها حق فى فرض وصايتها على مناهج تعليمنا خاصة الدينى حماية لمصالحها ، يمكن بسبب القهر السياسى والاجتماعى والاقتصادى الذى تعيش فيه زوجتى ! ابدا فهى تعيش فى ظل حكومة أحمد نظيف ، وقبلة عاطف عبيد وقبله الجنزورى ، وماعرفش مين كان قبله كلهم اسماءهم واحدة وسياسياتهم واحدة ماشاء الله البلد بخير والسعودية وأموالها الوهابية مسيطرة على كل شىء فى البلد ، والسمن والصابون فى اعلانات التليفزيون كثير والخير والأمن يعم الوطن كله ، يجوز يكون الحاج متولى هو السبب ، وتسبق هى وتظهر لى العين الحمراء كما يقولون ، حتى لا اسير فى خطى الحاج متولى مساهمة منى فى حل عنوسة فتيات مصر ! يمكن بسبب الفيديو كليب الجديد لمولانا الشيخ خالد عمرو ولا عمرو خالد ذات الصوت المسرسع والذى جعل نساء ورجال مصر تنشغل تماما عن أمور السياسة وما يحدث فى البلد . وزوجتي مدمنة شيوخ الفضائيات ، مثل القرضاوى ، والجندى ، زغلول النجار ، وجدى غنيم ، عمر عبد الكافى وغيرهم طابور طويل من دعاة الخرافة ، لدرجة أصبح بينهم من هو متخصص فى الإعجاز العلمى فى القرآن ، وآخر متخصص فى الشباب ، وثالث متخصص فى توبة الفنانات ! لدرجة ان المصريين اصبحوا مستعدين ان يلتفوا حول اى واحد بيتكلم عن الدين حتى لو كان شعبان عبد الرحيم ! وأن الجنيه فى النازل والريال السعودى فى الطالع من رحلات العمرة والحج التى أسرف فيها المصريين لدرجة الغباء ! حاولت إقناعها ان الموضوع تجارة وسياسة ، وهؤلاء الشيوخ مرضى عنهم سياسيا لإلهاء الناس ، وعمرو خالد مثلا يلقى موعظته فى مسرح مستأجر والدخول بالمشروبات مثل اى قهوة ! ابدا زوجتى مصممة ان هؤلاء الشيوخ ناشرى الخرافة هم الذين سيصلحون العالم ، ولا تعرف أنهم السبب الحقيقى فى مصائب العالم خاصة فى منطقة العربان .
زوجتى تطالبنى بالزكاة ، وانا اصلا محتاج زكاة ! فانا مدرس غالبان ، المرتب لا يكفى اول اسبوع ، ومنتظر القانون الجديد الذى سيظهر بعد ولاية أحمد نظيف العاشرة إنشاء الله ، ولا أتعاطى الدروس الخصوصية ، ليس لى مذكرات تباع بعشرات الاف من الجنيهات ، ولا أبيع الإمتحانات ، وماشى جنب الحيطة ، لا اعرف وزير التعليم ! وليس لى علاقات حتى اصبح وزيرا ، ولست خريج الجامعات الإمريكية ، اكتب فى صحف المعارضة !
ويأتى العيد الكبير ، ويصبح خروف العيد مشكلة ، وتكاد زوجتى تتهمنى بالكفر علشان الخروف ، فمن رأى حفاظا على البيئة ووفقا لتعليمات نادية مكرم عبيد ( لا أتذكر اسم وزير البيئة الجديد )ان نتصدق بثمن الخروف إذا توفر ، ورأي زوجتى لابد من الدم والدم والدم ! وأحاول هذا العام أن اقنعها بان الزرقاوى والهلباوى والزفتاوى و اسامة بن لادن جازاهم الله كل خير كان سببا فى إسالة الكثير والكثير من دماء المسلمين وغير المسلمين هذا العام ، ويكفى هذا دما ولا داعى للخروف ! خاصة بعد بيان الحكومة الذى سيجعل اللحم يختفى تماما من البيوت المصرية !
زوجتى قبل عمرو خالد كانت معجبة جدا بالشيخ الشعراوى والدكتور مصطفى محمود ، وخاصة برنامجه العلم والإيمان الذى توقف لا أعرف لماذا ؟ ومقاله الطويل فى الأهرام كل يوم السبت الذى لايمس فيه اى فساد داخل الوطن بل همه كله الهجوم على الغرب والأتحاد السوفيتى سابقا وروسيا واسرائيل ، اما امريكا فلها نصيب الأسد فى هجومة فى كل مقال ، ورغم ذلك فالأفلام التى كان يعرضها فى برنامجه الشبه دينى افلاما علمية غربية تماما انتجها الكفار ، ويكون رده المتوقع انها افلام علمية والعلم ليس له وطن ، ولا اعرف ما الذى منعنا نحن المسلمين عن العلم؟! ومقالاته كلها تقول ان العالم كله يتآمر علينا ، (اقصد المسلمين ، فزوجتى تعتبرنى علمانيا يساريا كافرا ) وكأننا مهمين جدا للعالم ، وننسى ان غالبية مشاكلنا نابعة من الداخل من الفساد السياسى والأجتماعى والاقتصادى والثقافى خاصة الفساد الفكرى والدينى ، طبعا الكلام فى هذا يفسد معادلة الكاتب ، ومعادلة عمرو خالد والشيوخ أمثاله ، فالموضوع كله تجارة . متى نتوقف عن اللعب بالدين متى نركز جهود حقيقية للعمل المنتج بدل هذا الأستثمار فى الدجل تحت عنوان العلم والأيمان والإعجاز العلمى .وهنا بالمناسبة انا مجرد مواطن مصرى ، لديه رغبة شديدة لتغيير وطنه إلى الافضل والاحسن ، مجرد مواطن غيور على وطنه ، ويريد تحفيزه على كسر منظومة القهر السياسى والاجتماعى والثقافى التى يعيش فيها ، مواطن ليس امامه غير الصراخ حتى يسمعه ولاة الأمور ! والعجيب اننى لا اعرف ماركس ولا لينين .
زوجتى تتهمنى أننى لا أواظب على الصلاة فى المسجد ، ولا اصحو فجرا لصلاة الفجر ، حتى اكون قدوة لأبنى ، مع العلم اننى لا اسرق أو ازنى او حتى اكذب ، ولا حتى ادخن ، ولم اقترض بالملايين واهرب بها ، لم أنجح فى إنتخابات مجلس الشعب ، أنا انسان مسالم جدا احاول تأدية عملى على اكمل وجه ، وفى كل مرة اضغط على نفسى وعقلى وادخل المسجد شاكرا الله على نعمة الحياة التى سوف يسألنا عنها وعن أعمالنا فى المحافظة عليها ، وأجلس أسمع الأمام لعله يمسح صدرى برحمة الله ، وقتها يرتفع ضغطى وينفجر عقلى لأن الأمام مثل غيره من الوعاظ اخذ يلف ويدور فى الكلام ملخصة أن كل شىء حرام ماعدا ما عدا ما تفعله السعودية ، ويفعله المجاهدون فهو حلال حفظهم الله فى كل مكان . لقد قتلت السعودية عقل وقلب مصر !؟
وعندما دخلت مع زوجتى إحدى فروع البنك الأهلى المصرى لصرف مرتبى الهزيل ، ولاحظت انه بدل الموسيقى التى اعتادت أن تسمعها فى فرع البنك تملأ المكان ، سمعت القرآن الكريم بصوت قارئ سعودى ، فاستبشرت خيرا ، وقالت بصوتا عال الله ، الله ! وسألت أنا بدورى موظفين البنك هل هناك حالة وفاة فى البنك ، فكانت الإجابة عجيبة أن مدير الفرع راجع من عمرة جديد ، وانه بعد فترة من الأيام سوف يذيع الموسيقى الجادة وبعدها بفترة الموسيقى الخفيفة إلى أن يأتى ميعاد العمرة الجديد وهكذا ، آه إذا عرف الشيخ يوسف البدرى طريقة تفكيرى ، اكيد سوف يرفع علي قضية حسبة لتفريق بينى وبين زوجتى ، وقتها سترفض زوجتى لأنها لن تجد مغفل مثلى تمارس عليه تمارين الشيخ عمرو خالد وبقية الشيوخ حفظهم الله . وهنا ليس أمامنا غير الدعاء مع الشيخ خالد ان يساعد الله مصر ولا تصبح مثل الصومال ويحكمها المحاكم الشرعية الأخوانية . ويمكن الشيخ بوش الأبن ، يقرأ مقالى ويقرر الهجوم على تورا تورا الموجودة فى منزلى اقصد مطبخ بيتنا الذى تلازمة زوجتى ! حتى يستأصل الإرهاب من جذوره قبل ان تتحول زوجتى إلى بنت لادن جديدة ، أو خليفة للزرقاوى وتبدأ فى ذبحى وهى تهلل الله واكبر ، ويذاع الشريط فى قناة الجزيرة حفظها الله للمجاهدين أمثال زوجتى !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت


.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً




.. سكرين شوت | إنتاج العربية| الذكاء الاصطناعي يهدد التراث المو


.. في عيد ميلاد عادل إمام الـ 84 فيلم -زهايمر- يعود إلى دور الس




.. مفاجآت في محاكمة ترمب بقضية شراء صمت الممثلة السابقة ستورمي