الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دونالد ترامب او الطوفان؟

حميد زناز

2020 / 10 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


من البديهي أن الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الامريكية كانت دائما شأنا عالميا لا يخص المواطنين الامريكيين و إنما كل المواطنين في العالم لما لها من تأثير على حياة الانسان اينما كان. انتخابات قد تغير مصير دول و مناطق بكاملها في العالم.
وإن شهدت في كل مرة تنافسا شرسا بين مرشحي الحزبين الديمقراطي و الجمهوري، فيبدو أن الامور ستكون هذه المرة مغايرة و غير مسبوقة بل و خطيرة على مستقبل الكيان السياسي ذاته، ربما لم يعرفها بلد العم سام منذ النشأة. فالصراع بين جو بايدن و دولاند ترامب هو صراع وجود بين رؤيتين متناقضتين تماما لأمريكا و علاقتها بنفسها و بالعالم. و لئن كان المترشح جو بايدن منسجما نسبيا مع روح الدستور الامريكي و فلسفة التداول على الحكم ديمقراطيا ، فإن الامر مختلف بالنسبة للرئيس دولاند ترامب الذي ما انفك يصرح انه باق في البيت الابيض و أنه هو الذي سيفوز و لا يمكن أن ينهزم أمام بايدن إلا في حالة واحدة هي في حالة ما إذا تم تزوير الانتخابات! و بدأ يطعن مسبقا في نزاهة انتخابات 3 نوفمبر المقبلة معتبرا ان التصويت عن طريق البريد قد افقدها شفافيتها و صدقيتها.. علاوة على انه لا يريد الاكتفاء بعهدتين كما جرت العادة في امريكا.
فهل يمثل دونالد ترامب ظاهرة جديدة في التاريخ الامريكي؟ هل هو في قطيعة فريدة مع التقليد الامريكي المقدس للتداول على السلطة سلميا؟
في سابقة لا مثيل لها، خالف كل سابقيه في البيت الابيض بل و حتى المترشحين في الانتخابات الشكلية في بعض جمهوريات الموز إذ امتنع رئيس اكبر الديمقراطيات في العالم عن الالتزام بترك مكانه للرئيس الجديد المنتخب في حالة الهزيمة. فاذا كان قد بدأ بالطعن في الاقتراع قبل إجرائه، ألا يمكن ان يكون ذلك تمهيدا و تبريرا مسبقا لرفض النتائج في حالة ما إذا لم تكن في صالحه؟ ألا يدخل في هذا الاتجاه الخطير توجهه اثناء نقاشه الاول مع جو بايدن الى ميليشيا البوي برود اليمينية المتطرفة المتعصبة لذوي البشرة البيضاء بقوله "كونوا على استعداد" ؟
هل هو الاستعداد للحرب الاهلية الشاملة بعد ما بتنا نعيش حربا أهلية مصغرة تنتقل من مدينة امريكية الى أخرى ؟
لم يحدث ان عاشت الولايات المتحدة جوا مكهربا كالذي تعيشه هذه الايام من احتدام الصراع بين انصار مسلحين يتظاهرون في الشوارع و هوة تزداد اتساعا بين القوات الامنية المحلية و القوات الفيدرالية التي تخضع مباشرة للرئيس. و قد بلغ الأمر بميليشيا يمينية متطرفة الى الاعتداء على منشآت عمومية و حتى للتخطيط لخطف حاكمة ميتشيغان المنتمية الى الحزب الديمقراطي. بينما قتل الـــ بلاك ليفز ماتر مناصرين من انصار ترامب في دينفر و بورتلاند.
و امام هذا الاستقطاب المتشنج سيصبح من الصعب حتى على انصار الحزب الديمقراطي ان يعترفوا بفوز ترامب و قد يفوز .. و لا احد بعد ذلك بإمكانه الفصل بين الشعبويتين بما في ذلك المحكمة العليا و الـ 600 مليون قطعة سلاح المنتشرة بين الامريكيين.
اذا كانت الحرب الاهلية تلوح في الافق مع انتصار جو بايدن الا يدفع ذلك بالبعض الى التفكير أنه من مصلحة امريكا و العالم ان يفوز ترامب تفاديا لكارثة كونية؟
ذلك هو المأزق الديمقراطي ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات دولية لحماس لإطلاق سراح الرهائن والحركة تشترط وقف الحر


.. بيان مشترك يدعو إلى الإفراج الفوري عن المحتجزين في قطاع غزة.




.. غزيون يبحثون عن الأمان والراحة على شاطئ دير البلح وسط الحرب


.. صحيفة إسرائيلية: اقتراح وقف إطلاق النار يستجيب لمطالب حماس ب




.. البنتاغون: بدأنا بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات