الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علمانية بلا علمانية!!!

احمد جمعة
روائي

(A.juma)

2020 / 10 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


صوت الروائيين والشعراء والكتاب والنقاد العرب أين هو؟؟!!
ولا صوت عربي علماني، حتى الآن كسر طوق الخوف وغرَّد خارج السرب فيما يتعلق بعلمانيةِ فرنسا!! هذا الصمت والاستحياء لا علاقة له بازدراء الأديان، فحرية الأديان مكفولة وهي جزءٌ من منظومةِ التفكير الحر...لكن أن يغرد الجميع باتجاه ازدراء العلمانية ولا صوت يشذّ ويخترق المسكوت عنه ويرى العقل والمنطق فيما جرى بأرض فرنسا التي شهدت مذبحة همجية لأستاذ، منبر معرفة مهمته تخريج أجيال واعية، يُذبح بيدٍ باردة، هذه ذروة المفارقة بالوعي العربي الذي تغطى برداء الإسلام السياسي... إذا كان الاستحياء نفاق فهو علامة على استمرار التخندق وراء الموروث الذي لا يجرؤ من يهرب منه... كنت ولا أزال مقتنع بأن الوعي موجود في مكانٍ ما من العقل وحتى يُنبَش ويُعثر عليه بحاجةٍ لمائتي سنة أخرى من المعاناة...
لمن لا يعرف تاريخ فرنسا الحضاري بعلاقتها بالتفكير العقلاني، ولمن لا يعرف طبيعة البنية العقلية الفرنسية التي واكبت الثورة الأولى على العقل، ولمن لا يعرف فرنسا جان بول سارتر والبير كامو... ولمن م يعرف رمزية تمثال الحرية الذي أهدته فرنسا للشعب الأمريكي... ولمن لا يفهم نسيج المجتمع الفرنسي وتركيبته العلمانية الشرسة، قد تخونه الأحكام المُتسرعة ويسقط في قائمة العصبيات والتشنجات ودعوات المقاطعة بأي اتجاه كانت وقد خبرناها منذ عقود، هذه الدعوات ليست سوى طفرات عاطفية تلازم كلّ موقف غوغائي يجرنا لمزيد من العصبية...لتنذكر قبل أن نتصارع ونصارع، بأن ذبح إنسان بحد السكين يتناقض مع كلّ الشرائع، ولنتذكر بالوقت نفسه إن فرنسا بالذات من بين العواصم الأوروبية، تعتبر هي الأكثر علمانية، إذا يعود تاريخ البلاد في الحريات إلى عدة قرون، وفي القاموس الدولي هي مدينة النور والثقافات والفنون والتعبير، ردة الفعل الفرنسية على جريمة ذبح المدرس كانت ردة فعل صاعقة هزت المجتمع الفرنسي برمته ولم يكن أمام الرئيس الفرنسي ماكرون إلا أن يظهر بتلك الصورة الغاضبة للتعبير عن ردة فعل الفرنسين...وبعيدًا عن المزايدات العاطفية والعصبيات هنا وهناك لابد من ذكر حقيقتين تمثلان واقعين لا يمكن تجاوزهما...
أولا لنعترف، تتحمل فرنسا وعدد من الدول الأوروبية كبريطانيا وبلجيكا مسئولية كبيرة بفتح الباب على مصراعه للتنظيمات المتطرفة وغض الطرف عنها، وقد أصبحت العواصم الأوروبية مرتع للمتطرفين وسبق أن عانت فرنسا ذاتها من مواقف هذه الجماعات، هي تملك معلومات وملفات كاملة عن هذه الجماعات وقد سمحت لها بالحركة ضمن اعتقاد بحرية التعبير، ولم تدرك أنها هي ذاتها ستدفع الثمن من أجل حرية تعبير لمتطرفين...
الأمر الآخر لننتبه بأن المواقف المتطرفة التي سنتخذها من خارج فرنسا كعرب ومسلمين ضد فرنسا ستضر بالملايين من العرب والمسلمين المتواجدين على الأرض الفرنسية وستزيد معاناتهم بل وشقائهم بسبب مواقفنا المتطرفة بالخارج...ولا يجب أن نندفع كالأحمقأردوغان الذي يتاجر بكلِّ قضايا المسلمين وهو أكبر تاجر حقيبة بتاريخ الرؤساء في العالم... لننظر بواقعية وموضوعية إلى ثورة وغضب الفرنسيين النابع من صدمتهم تجاه جريمة بشعة صدمتهم بالعمق وهزت بلدهم وهذه ردة فعل من بلد طالما كانت مدينة النور في التاريخ وبالتالي ليست دعوة المقاطعة والتصعيد لصالح المقيمين في فرنسا‘ إذ ستضيق عليهم أكثر...هذا هو حالنا دائما مع الانفعال والتشنج والتسرع الذي لم يجلب لنا سوى الشقاء في وقت يزرع فيه العالم السلام بأرجاء المعمورة.وتشهد المنطقة لأول مرة انعطافًا نحو التهدئة وبناء الثقة بين الشعوب والأديان والثقافات، إذن لا يجب ترك العصبيات والتشنج يقود عواطفنا وكفى متاجرة بالدين.
عودة للبدء...صوت العلمانية... يبتزه الغوغائيون ويدعون بأنها كفر ويتناسون بأن الكفر هو القتل والذبح وهي جريمة لم أجد لها وسط موجة العصبيات إدانة...بل تبرير من قبل البعض...يا للهول لقد فقدنا العقل والإنسانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف كان أداء الرئيس الأمريكي ومنافسه ترمب في مناظرتهما الرئا


.. المجلس الوزاري الأمني بإسرائيل يقر إجراءات طرحها سموتريتش تس




.. حاملة طائرات أمريكية تستعرض عملياتها في البحر الأحمر


.. شاهد| المناظرة الأولى بين مرشحي الرئاسة الأمريكية جو بايدن و




.. مدير حملة ترمب يعلن النصر عقب انتهاء المناظرة