الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الى دجلة والشهداء مع التحية...
عباس الحسيني
شاعر ومترجم وكاتب معرفي
(Abbas Alhusainy)
2003 / 4 / 29
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
في مجمل ما قدم من تعليق على مذكرات خطهـــا بد النبل من فنان المسرح العراقي الكبير ، الأستاذ يوسف العاني ، من ان الشرطة في العهد المبـــاد كانوا قد انهالوا يالضرب على على جمع من المتظاهرين في خمسينيات هذا القرن ، ويمضي الرجل الى ان يقف عن مشهد وضعهم جميعا في التوقيف ، حتى أتــى الدور في الضرب والتعذيب الى شاعر العربية الأكبــر ، محمد مهدي الجواهري ، حيث بهت ضابط الشرطـة صامتا امام هذا الجبل ، وليبادره الجواهري ، لم لا تضربني ، إسوة بالآخرين ، هل تحسب إنــي شيوعي ؟؟ وما كان رد الضابط ســوى ان جاء أغرب من ذلك !! - المشكلة هي إننا لا نعلم من تكون ؟؟ ، وهو يقصد الى طائفة او حزب تنتمي !! بهذا المشهد الرعـوي اللافت ، يقتات هواة إقتناص أخبار الزمن الرخو في عالمنا اليومي ، ليجدوا ضالتهم في غياب مصداقية وعي وخطاب الذات العربية ، وفي قمة تكالب الآراء وميولها الى حيث العدم الإيديولوجي ، و حيث التنصل من العروبة بمــلابـس عدّة ، منها غطاء الإســلام ، واقنعة الزهد ،وبدلات الوطنية والقومية الزائفة ، عبثا بشخصية المخاطب العربي ، وكــأن القرأن قد سنّ للعرب فقط ، أو كأن الإســلام في مغزاه الثقافي والمعرفي ، مجرد منطلق ثوري ، وجهاد دموي باتت تمزجه افكار قادة اليوم بالطوباوية المتشاكلة – كميكيماوسية بـن لادن وجهاد الغابر ، مهزوم الحروب الصدامية ، ودونما اي طرح او مرونة في الإستماع او التقدير او حتة الإلتفات الى بعض من تجارب الأمم ونشاطات بنــي الإنسان اينما عرف ، وهو ما ذكر به قرآن الخالق ، حينما خاطب نبيه ليببين له حدود رسالاته من مواقف عباده بقولـــه : فذكر انما انت مذكر ، لست عليهم بمسيطر . وقولـــه : عبادي ليس لك عاليهم سلطان . وفي احدى خطب الرسول ( ص ) ، تنبه احد أعراب البادية الى حديث النبي ( ص ) ، وعلى حين غفلة واستباق من الآخرين ، فما كان من النبي إلا ان اومـــأ الى الجمع قائــلا : لقد فقه الرجل المــراد . اي وعــى قبل غيره من اريد منه ، او ما اراده الإسلام اي الشارع المقدس منه ، فما إن مضى إلا هادئا ساكنا . ولربما إمتزجت في خاطر البعض من عرب وعراقيين ، أرتهاصات حول حقيقة المشهد وما يجرى على العراق ، من حروب وتغيرات وتحولات ، وهي على مأساويتها تمثل نقطة تحول في فكر الفرد العربي من المحيط الى الخليج ـ فما من احد يجرأ في شوارع الوطن العربي بأسره على تنظيم مظاهرة ، او مجرد تنظيم او تجمع بشري بسيط ليذهب ومن خلاله الى توجيه النقد او بعضا من اللـّــوم لجزء من مؤسسات أوهياكل أو فلسفة أو نظم الدولة الحاكمة ، وهو ما يحدث وسيحدث على ارض عراق اليوم ، وما من طائفتين دينيتين ، لا في دويلات إســلام عالم اليوم ، وليس في كل دويلات الأديان الأخرى ، طائفتان دينيتان مسلمتان ذواتا إجتهادين مختلفين ، وهما تؤديان فرضا إسلاميا واحدا على ارض واحدة وبأهداف واحدة ، وفي زمن متهالك ودموي ، ردا على تحليلات مرضى الوعي والإدراك ، وردا على جبن الأقلام ورجال المساومات المريضة ممن حاربوا حقائق الحياة الخالدة ، بزيف احابيل السلاطين الخاوية ، وتأييد دولارات السلام والخنـــوع الإستسلام . والى هنا يذهب المستشرق الفرنسي ماسينيون : الى الإســـلام دستور حياة متكامل وذو معاني تصب في صميم الوعي ، إذا ما توقف مليا عنـــد تطوير نظرية ومبدأ الحكم في الإســلام ، نقلا من مـــبدأ الشورى الصغرى إبداعا الى مبـــدأ الشورى الكبرى ، وهــو ما قد يصل وان كان هة موصول من قبل الى مغزى الإصطــلاح اليوناني الشائع – الديقراطيـــة – تلك المظلة التي جلس تحتها احد رجال اليونان القدماء ـ وقيل انها مجرد شجرة أمـــّة ذلك الجمع الذي افاض الى الشعب حكم نفسه بنفسه ، والنفس هي الوعي والوعي هو الإنتماء هو الفعل الأول على التربة الخرساء - ولا إنتماء بالقسر والترهيب ، ولا إنتماء بالعصي والرشاشات العمياء ، ولا إسلام إلا بالعدل وبالســـلام والحب وحقن الدماء والنهي عـن الفحشاء والمنكر من الفعل ـ وإيتاء ذي القربى ـ قل ان ربي يأمر بالعدل والإحسان . وإذا كانت مسيرة الشهداء مع جعفر الجواهري على جسر الشهداء ببغداد ، ردا على ما قيل انه حلف بغداد - مفخرة للقائل : اتعلمُ أم انتَ لا تعلــــــم ُ بأنَ جراحَ الضَحايا فَــــم ُ فمٌ ليسَ كالمدّعي قولة وليس كآخرِ يَسترحِــــــمُ ولأن العطر فواح فقد غرس علم الشهادة ذلك الضابط الرائع بارق عبدالله ومن بعده : محمد مظلوم الدليمي حين أبى الإستسلام فذهب الى الممات إلا كما علمته عشائر الدليم ذلك الممات شموخا على الحق ، لينتبذ اليه شاعر بالقول : لمحمد غنّت طيورُ الديلمي يا حاملا شرفَ الرجال كبلسم ِ وقيل انه الرنــو الى دجلة ، فكل شهداء العراق يغسلون بدجلة وبالفرات الذي حرم منه الحسين ( ع ) ، وانهم يؤثرون العناق الى متجه الخير ، كما فاز بذلك العلم الديني المحدث محمد محمد صادق الصدر ، عبر ارتحاله الى كل طبقات الشعب العراقي ، ناسجا هداية الدين بمتراس الوعي المتـنور ، وهو ما اقض مضاجع الطغاة ليهوي على تربة النجف الأشرف شهيد كلمة واحدة ، كـلا كـلا للطغيان ، وهو المعنى الذي ضمنه احد الشعراء المحدثين بقوله : سقط الزمان ومـذْ رأيتُ لئاما فالموتُ عند العارفين لِزامــــــــا صدام قد حرقَ الجدودَ وارثها والصدَرُ تحملهُ الرجالُ وسامــــا واما تلك الجثث التي نسدلت جذلى في مدينة ( الثورة ) سابقا ، ( الصدر ) حاليا إلا تجاوبا وتحقيقا ، لما ذهبت اليه نبؤة محمد مهدي الجواهري : في رثاءه الوطني اللبناني : عبد الحميد كرامي بقوله : باق وأعمـــــــارُ الطغاة قصارُ حتى قوله : عبد الحَميد وكلُ مجـد ٍ زائف ٍ ما لم يكن للشعب فيـــــه قرار ُ فالمجدُ ان يحميك مجدك وحده في الناس لا شُـرَطٌ ولا انصــارُ وكأن شاعر الغربية الأكبـــر في مقبرة الغرباء في سوريا ، الى جانب رفاة اخيه ومعاصر غربته عبد الوهاب البياتي وهمسه الشعري : نذوي ، كما تـذوي الزنابقُ في التراب . يتناوبان الصراخ ونظم الشعر سرا ، لا مماتا ، في كل مسيرة إحتجاج وعند كل لجلجة لطفولة جائعة ، وحزنا على كل إنموذج وعي ابـــاح روحه للشيطان ، لا لأنســـنة الهاتفين حبــــــــــــــا : بالروح بالـدم نفديك يـا عـــــــــــــــــــــــــراق عباس الحسيني – شاعر ومترجم – أميركـــا
شاعر ومترجم عراقي – أميركا
[email protected]
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. البريك العنابي.. طبق شعبي من رموز مدينة عنَّابة الجزائرية |
.. بايدن يعلن عن خطة إسرائيلية في إطار المساعي الأميركية لوقف ا
.. ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين إثر العمليات الإسرائيلية في
.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات بالمحافظة الوسطى بقطاع غزة
.. توسيع عمليات القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة برفح