الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يعيش العرب اليوم مرارة الهزيمة ؟!

جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)

2020 / 10 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


انظر معي … ماذا ترى في هذه الامة ، وشعوبها اليوم …تمعن في خارطتها جيدا … هل ترى شيئاً غير الخطوط الحمراء من حروب ، وخراب ، ودمار ، وفتن ، وتخلف ، ومرض ، وتشرد ، ولجوء ، ولاجئين … ؟ الا يكفي تدمير دول باكملها ، واخراجها من دائرة الحياة كسوريا ، وليبيا ، واليمن ، والعراق … لتشعرنا بطعم ، ومرارة الهزيمة ، وبالضربة القاضية ؟!
هل ترى في الدول العربية من مقومات ذاتية تمكنها من الصمود ، والبقاء على قيد الحياة ولو لشهر واحد دون الحاجة الى الاخرين ، ودون الاستجداء من هذا او ذاك او ارتهان اجسادها كالغانيات لاخرين لتطلق لهم كل الحرية ليفعلوا بها ما يريدون ، وما يشتهون … ؟!
ثم ماذا فعل حكامنا ، ولا يزالون بثرواتنا ، وخيراتنا ؟ ترليونات الدولارات احرقوها كان يمكن ان نعيش منها كقياصرة في بلداننا … بددوها على مسرات الحياة ولذائذها … لهم ، ولاسرهم ، وعلى عقدهم ، وامراضهم النفسية في الحروب الدونكيشوتية الفاشلة ، ومن اجل قضايا تعلن عن نفسها بانها فاشلة … حتى يبدو لمن يرانا ، وكأننا لا نصلح ، وغير مؤهلين حتى لحكم انفسنا بانفسنا … !
ماذا فعل بنا صدام ذلك النبت الشيطاني ، وعصابته المجرمة على مدى خمس وثلاثون سنة غير الحروب ، والموت ، والجوع ، والخراب … وماذا يفعل بنا اليوم الملالي الحاكمون غير النهب ، والسلب ، والسرقة … !
العرب يعيشون فعلا مرارة الهزيمة … لم يكسبوا على مدار تاريخهم الحديث اي قضية … كيف لهم فعل ذلك ، والمعاول المقدسة ، والمدنسة لا تكل ، ولا تمل في الطرق على اجسادهم حتى حولتها الى شبه اجساد خاليةً من اي معنى … ! تتوالد فيها الامراض ، والكوارث كما تتوالد الحشرات في البركة الاسنة … !
اما شعوبنا العربية … فشعوب مستسلمة عاطفية انفعالية تسهل قيادتها حتى من اغبى حاكم … هذا اذا كانت صاحية ، وغير مسطولة ولم تستغرق في نوم طويل كعادتها بسبب ادمانها واسرافها بشكل غير طبيعي على تعاطي ( افيون الشعوب ) الذي غزاها في عقر دارها … وهو وهم لا يدانيه وهم … الذي لحس عقلها ، وجردها من مصادر قوتها ، وبعث فيها روح الكسل ، والخمول ، والاستسلام … ودمر ، وسحق آلة التفكير عندها ! هذه هي الحقيقة السوداء … للأسف !
فكل شئ تتركه على الله ، وقدرته ، وهي تقف متفرجة تنتظر ذلك الفعل الوهمي متى ياتي ، وتزداد قناعة بسحر هذه القدرة ، وانها واقعة واقعة لا محالة ، واذا اراد من يصحيها ، ويشفيها من هذه الاورام … هي نفسها من تتصدى له ، واول من يفترسه ! توجَّه بالرموت اذهبي يمينا تذهب يمينا ارجعي شمالا ترجع مثل ما تؤمر اعملوا صورة لماكرون ، واسحقوا عليها بالاحذية يصدحون بما يؤمرون دون ان يمر هذا الامر على عقولهم الفارغة … هل توجد هزيمة بطعم المرارة اكثر من هذه ؟! لا اعتقد … هل ثمة امل ان يعاد الشئ الى اصله ؟ لا اعتقد … !
وياتي من ياتي ، ويقول بان الغرب ينهب ثرواتنا ، وانه سبب تخلفنا … نحن يا سيدي … من ننهب ثرواتنا بايدينا بدءً من مسؤولينا ، وانتهاء بلصوصنا ، وفاسدينا ، وسراقنا ، وما اكثرهم ! نحن من نمد ايدينا في جيوب بعضنا البعض ، ونسرقها ، واذا اخذ منا الغرب ثروة فنحن من يعطية او الاصح اصنامنا من يعطوها له ، وبمزاجهم … !
اما سبب تخلفنا فهو ببساطة ايماننا بالخرافة … واصرارنا على هذا الايمان دون تراجع ، ودون مراجعة ! هل الغرب وجدنا جادين ، ونعمل بجد ، ومنعنا من ان نتقدم ؟ ابدا … هذا هو ديدننا منذ الازل ، ونحن نلقي فشلنا على غيرنا ، وهذا مرض مزمن متمكن منا ، ولا اعتقد ان ثمة بصيص من امل في الشفاء منه … فهو في جيناتنا !
هذه ماليزيا دولة صناعية متقدمة وواعدة … هل منعها احد من التقدم … ابدا … دولة هادئة … حكامها مسالمون … شعبها مطيع ، وكادح ، والحياة جميلة … ما احلاها في ماليزيا بلاد السحر ، والجمال … لماذا لا نحذوا حذوها ؟
كل شعوب الارض عندها اديان ، ولكن هذه الاديان لا تطمع في الحكم ، ولا تتكالب عليه ، ولا تعتبر نفسها موكلة من الله في حكم البشر دون رغبتهم ، ورضاهم ، ولا تفرض على الناس قيمه البالية ، ولا تنظر للدين كدين ، وانما كقيمة روحية من اراد ان يلتزم بها فله ، ومن لا يريد فهو حر … وتترك لهم حرية اختيار نمط ، واسلوب الحياة الذي يريدون وفق القوانين البشرية العادلة … والحياة ماشية ، ما احلاها !
اما ديننا فباعثاً فينا اصنام مكة من جديد ليستعبدونا ويذلونا ويحكمونا بالرعب ، ويقيمون لنا من اوطاننا سجنا مؤبدا ، ونحن لا نملك من امرنا شيئا … نترنح تحت ضربات الإهانة واليأس والحزن … ويحشرون انوفهم في كل شئ في حياتنا حتى التوافه من الامور …كالشوكة في الحلق ، والكل محكومون بالخوف ، والرعب من الاطفال الى الكبار ، وكأننا نعيش جحيما ارضيا ، حتى فسد مذاق الحياة تماما … واصبحنا في هامش التخلف ، والانحطاط … ولم نعرف يوما طعما للامن ، والامان ، والطمانينة … ولن نعرف !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو