الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحلام مستغانمي وأدباء (ضروك الفار)

عبدالامير آل حاوي

2020 / 10 / 29
كتابات ساخرة


قاعدة عامة يعرفها ويعيها كل من يعنى بالكتابة والأدب بشكل عام مفادها (لكي تكتب عليك أن تقرأ كثيراً) أوكما بالغت النصيحة الذهبية للذين يرومون الكتابة ( عليك أن تقرأ مليون صفحة قبل أن تكتب واحدة ) كلام جميل ومنطقي وبديهي فكلما أتسعت الأرضية المعرفية للأنسان سهلت عليه سبل التعبير عن خلجات نفسه وطاوعته الحروف والكلمات وأنساقت بين يديه بكل يسر وأتساق ليعكس رؤيته الأجتماعية والشخصية للواقع وحركة الأحداث بكل شفافية وبطريقة تنسجم مع مقدار الوعي والفهم الذي عمل على تاسيسه لذاته من خلال القراءة والأطلاع وبعد أن تتكامل في ذهنه الفكرة ويحيطها من كل جوانبها يُشرع مبحراً في الكتابة.
ومن الطبيعي أيضاً أن التنوع في النتاج الأدبي يعتمد بشكل أساس على ميول الكاتب ومقدار حبه وسعة أطلاعه في جانب معين دون سواه فهناك من يكتب بالفلسفة ويسبر أغوارها وهناك من يخوض بالعلوم المختلفة ويبحث فيها وآخرون يكتبون شعراً أو يسردون قصصاً وروايات بأساليب متنوعة ساخرة وتهكمية أحياناً وجدية جافة في بعض الأحيان واخرى رومانسية رقيقة تدغدغ قلوب العاشقين وتشيع أجواء من الحب والغرام والمهم هنا أن يأتي بشيء جديد .
والكتابة كجزء من وسائل التعبير شملها التطور الهائل والسريع الذي تشهده جوانب الأنتاج الفكري والعضلي بسبب تطور التكنلوجيا ووسائل الأتصال ونقل المعلوماتية والبرامجيات والفضل يعود للشبكة العنكبوتية (الأنترنت) فتغيرت طرق العرض والنشر والتبويب تبعاً لذلك وهذه من النعم....ولكن المزعج جداً (بالنسبة لي على الأقل) استخدام هذه النعم التقنية من قبل أشخاص يدعون الثقافة والأدب وهم في الواقع شبه أميين يعانون خواءً فكرياً ومعرفياً والمشكلة تبرز في أستخدامهم للأجهزة الذكية في النشر والكتابة وكما هو معروف للجميع أن المهارة وأجادة أستخدام هذه الأجهزة لا علاقة له طبعاً بالثقافة والعلوم فكثير من كبار الكتاب في مختلف أنواع الانتاج المعرفي لايحسنون أستخدامها ألا بالحد الأدنى ... وبالنتيجة أنهارت الأسس والقواعد التي حرص على أرسائها الكتاب والشعراء والباحثين على مر التاريخ فظهرت تبعاً لذلك نتاجات سطحية مهللة مليئة بالأخطاء والجرائم بحق الشعر والقصة والأدب بشكل عام ....أذكر أن أحد الكتاب من هذا النوع علق على موضوع نُشر على لسان الروائية والصحفية الجزائرية الكبيرة "احلام مستغانمي" تقول فيه أنها أنتظرت طويلاً في طابور الجوازات في أحد المطارات بسبب وجود المطرب "الشاب خالد" على متن نفس الطائرة صاحب أغنية "ديدي واه" وأهتمام ضباط الجوازات وأحتفائهم به وعبرت عن أسفها لتجاهل العاملين وأهتمامهم بما هو سطحي وتافه .
ـ فقال (نعم هذا هو حالنا ومعاناتنا في المطارات ومحطات الأنتظار) ... تصوروا كيف وضع نفسه والكاتبة الكبيرة في نفس الكفة وهو الذي لم يكتب أكثر من أربعة أسطر من التفاهات المليئة بالأخطاء ، وأخر سألته يوماً ماذا تكتب ؟
ـ فأجاب (الكبسولة القصصية)
وعلى حد علمي البسيط أن هذا النوع من الأدب يحتاج الى أختيار دقيق للمفردات مع جمالية وشاعرية عالية فأدب (الكبسولة) هو أقرب للشعر النثري يتضمن محور قصصي يتصاعد من البداية الى النهاية وبسطور معدودة ..لكن صاحبنا هذا يلهث وراء شوارد اللغة ليلوي أعناق عشرة كلمات أو أكثر بقليل ويحشرها حشراً في نص بلا ترابط أو معنى أو مضمون ويدعي أن ذلك أدباً وكتابة .....ولا أعرف لماذا يذكرني هذا النوع من الكتابة بسكاكر كانت مجودة في الماضي أيام الطفولة تسمى بالهجة العامية (ضروك الفار) وهي عبارة عن مدحرجات صغيرة غير منتظمة الشكل وبألوان متعددة لم نكن نرغب بشرائها ونحن صغاراً ....سأطلق على هذا النوع من الكتاب (أدباء ضروك الفار) وما أكثرهم على صفحات التواصل الأجتماعي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حوار من المسافة صفر | المسرحية والأكاديمية عليّة الخاليدي |


.. قصيدة الشاعر العقيد مشعل الحارثي أمام ولي العهد السعودي في ح




.. لأي عملاق يحلم عبدالله رويشد بالغناء ؟


.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د




.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل