الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصيدة : -يا بُنيتي-

حسن خالد

2020 / 10 / 29
الادب والفن


قصيدة (( يا بنيتي ؟))

* ولأنك ِ من بلادِ القمحِ القاسي ...
قساوَةَ قلوبِنا !
ولأنَّ الجوعَ " كافرٌ "
كُفْرَ المارِقينْ !
إياك ِ أن تتذمري ...
وأنت ِ التقيةُ
النقية !
فصومي ...
صومي – بنيتي - لبُرهةٍ ...
واتكأي على باقةِ
سنابِلَ خضراءَ ...
لم تطأها قَدمَيِّ فاجرٍ ...
فالإتكاءُ لا يُنقِضُ ...
الصيامَ ولا الصلاةَ ولا الوضوءْ ...
إياكِ إياكِ أن تتذمري!
فخيرات بلادي تكفي الآخرينْ ...
قمحُ حُقولِنا يُشبعُ الآخرينْ ...
و ماءُ نبعِنا يَروي الآخرينْ ...
ومَوقِدُنا يُدفئُ الآخرينْ ...
لكِنهمْ – بُنيتي – فُرادى وجماعاتْ ...
يَنقُضونَ ...
صِيامنا ...
وصلاتَنا ...
و وضوءَنا...
إن جُعنا ...
أو عَطِشنا ...
أو شعرنا بِلهيبِ البردِ
في ليلةٍ!
من ليالي الشتاءِ المجنونة ...
إِياك ِ – بُنيتي – أنْ تتذمري ...؟!

** يابنيتي ...
ولأنك من بلاد القطنِ الناعمِ...
طَويلِ التْيلةِ ...
كما تجاعيدُ وجهِ جدتي ...
يكفيكِ أن تستنجدي بـ
" كيسٍ " شفاف ٍ
مُرقَعٍ وعتيق ...
في ِ ليلةٍ زرقاء...
لملِمي مِن بقاياهُ المُتهالِكةِ ...
حُفنةً ممزوجةً بالترابْ...
و بأوراقِهِ الصفراءْ ...
المتساقِطَةَ ...
المخضَّبةِ بعَرَقِ فلاحٍ
والمطحونةِ تحتَ أقدامِ المارةِ ...
فنخبهُ الأولُ ليس لنا – بُنيتي –
هو للسادةِ ...
في بلادٍ بعيدة ...
ونخبهُ الثاني ليس لنا
هو لعبيدِ الأسيادِ ...
في تِلكَ البلادِ البعيدة ...
الشِتاءُ عِندهمْ قاس ٍ
حقُهمْ علينا!
أنْ يَشعروا بدفءِأجسادِهم !
في لياليهم الحمراء ...
ونَخبهُ الثالثُ لأسيادِنا ...
حقٌ علينا – بُنيتي -
زَرعُهُ في تُرابِنا " للغُرباءْ " ...
وريهِ بِماءِنا " للغُرباءْ ...
و نسجُهُ بِنَولِنا " للغُرباءْ ...
و نَقْلِهِ على " ظهورِنا " للغُرباءْ ...
فقط – لنا – البقايا البائَسة ...
فلملمي – بنيتي – من بقاياهُ المُتناثِرَةِ ...
عَلّهُ يصلُحُ لِكَفَنٍ ...
لحظةَ مجيئِ " الحقيقة " ...
إياك ِ إياك ِ أن تتذمري ...

*** أيا بنيتي ...
وﻷنكِ من بِﻻدِ البترولِ ...
وأحقادِها
ستُمطِرُ أسوداً فَوقَ رؤوسِنا ...
لَكِنهُ أيضاً...
ﻻ يُنقِضُ الصومَ والصلاة ...
فتَحضّريْ وصومي ...
كَي تطبُخي طعامَنا!
على أشﻻءِ أحْجارِنا !
المَرميّةِ في زاويةِ النِسيان ...
ﻻتكترثي لدُخّانِ المَوقِدِ ...
غازنا ﻻ يحرق عين "الغرباء"
وبترولُنا يُعطِّلُ مصانِعنا !!
فقطْ يُسرطِنْ أجسادَنا !
نحنُ جوعى ...
فقد ملّ الجَوفُ مِنَ الزعتَرِ ...
الذي أفتَقَدَ زيتَ الزيتونِ
وخيرات بلادي تكفي الآخرين !
اوقدي نارَكِ - بُنيتي - ...
حطّمي مِن أغصانِ الزيتونِ أو الحَورْ ...
مَوقِدُنا يستصرخْ !
وغازُنا بدا شارداً في الفﻻ ...
حطّمي وﻻ تجذَعي ...
فالسِنديانةُ لم تَعُدْ تُفِدنا ...
والزيتونَةُ العاقِرةُ
ما عادت للزيتِ أُماً ...
في أقصى رِكْنِ البيتِ تبكيِ
في قرّ الشتاءِ ، وفي الحرِِّ !
حطّميها ...
وفي النهاية ﻻ تتذمري ...
أنتِ من بِﻻدِ الذهبِ ...
اﻷصفرِ ...
و اﻷبيض ِ ...
واﻷسودِ
فكيفَ لكِ أنْ تتذمري ...
بنيتي ...؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا