الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجازر التركية بحق الأرمن

آرا دمبكجيان

2020 / 10 / 30
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


تصادفُ هذه السنة الذكرى السنوية 105 للإبادة الجماعية Genocide التي نظَّمَتْها الحكومة التركية العثمانية ضد الشعب الأرمني. كانت الإبادة الجماعية تطبيقاً حماسياً لخططٍ شيطانية نُفِّذّت بطرقٍ إجرامية و هدَفَت الى خلع الشعب الأرمني من جذوره في أرضِ أجدادِه.
على الرغم من أن القائمين على تلك الجريمة لم ينجحوا كلياً في تحقيقِ مأربهم الدنيء، و لكن المجازر شمَلَت قتل 1,5 مليون شخص من رجال و نساء و أطفال.
عملية الإبادة الجماعية هو القتل المنظّم لشعب ذي أثنية معيّنة تختلف عن تلك للقاتل، أو ذي دين يختلف عما للقائم بالإبادة، أو لون بشرة مختلفٍ تهدفُ وضع حدٍّ لوجود هذا الشعب على الأرض. و لا يمكن تنفيذ عملية إبادة شعبٍ عن طريق موارد شحيحة، إذ يتطلَّب تنفيذها تخطيط حكومي يتمتّع القائمون عليها بآلية كبيرة و لها موارد واسعة لتحقيق الهدف المرجو. و كانت الدولة العثمانية في حينها القادرة على توفير الآلية الازمة.
أجْبَرَتِ حكومة الأتحاد و الترقي الأغلبية الساحقة من الشعب الأرمني على الرحيل عن ديارها، من مدنٍ و قرى عمَّرَتْها خلال آلآف السنين. و على أثرها أُفْرِغَت أرمينيا الغربية و الأناضول نتيجة سوقِهِم نحو صحراء سوريا و رمالِ دير الزور وصولاً الى بلاد ما بين النهرين. فمات من مات من الجوعِ و العطش أو قُتِلوا بطريقة منهجية من قِبَلِ المجرمين الذين أطلَقَت السلطات سراحهم في جميع أنحاء الدولة العثمانية.
كان مخططو العملية ثلاثي حزب الأتحاد و الترقي، طلعت و أنور و جمال السفاح. و بلغ التباهي بطلعت الى التصريح بأن ما أنجَزَهُ هو في غضون ثلاثة أشهر من تصفية المسألة الأرمنية فاق بكثير ما عمل من أجله السلطان عبد الحميد طوال ثلاثين سنة.
و مع بداية الحرب العالمية الأولى بدأت تركيا تنفيذ سياسة الإقصاء للأرمن متخفِّيَة تحت غطاء الحرب. و مع أستمرار عمليات قتل الأرمن سّرّقّتْ تركيا 3000 سنة من التاريخ و التراث الأرمنيين. دَنَّسَت الكنائس و الأديرة و حرقتِ المدارس و المكتبات و دَمَّرتِ المدن و القرى العامرة لإخفاء كلِّ أثرٍ لشعبٍ عاش هناك أكثر من ثلاثة آلآف سنة.
و أمّا الهدف الرئيس لكل هذا الإجرام بحقِّ البشرِ و السماء، تأسيس الدولة التركية الطورانية من تركيا الى مسقط رأسهم في أواسط آسيا و إفناء من لم يقبل بالتتريك.
أمّا بعد أنتهاء الحرب و سقوطِ تركيا و هزيمتها دخل الأنكليز أسطنبول العاصمة و قبضوا على المجرمين.
و على عادة الأنكليز في خيانة العهود فقد ساعدوا على تهريب مجرمي حزب الأتحاد و الترقي خارج تركيا.
أسس عددٌ من الأرمن منظمة تحت أسم "عملية نيميسيس"، على أسم نيميسيس إلهة العقوبة الإلهية فأغتالوا طلعت باشا، المسؤول الأول عن المذابح بصفته وزيرا للداخلية، في برلين في 15 آذار 1921، و جمال باشا في تفليس، عاصمة جيورجيا السوفييتية سابقاً، في 25 تموز 1922. و قُتل أنور باشا على يد جندي أرمني يخدم في الجيش الأحمر في أثناء المعارك بين قوات أنور و الجيش السوفييتي في تركستان (طاجيكستان الحالية). و تم أغتيال سعيد حليم باشا، رئيس الوزراء في أثناء مذابح 1915 في روما في 5 كانون الأول 1921. و أغتيل رئيس وزراء أذربيجان فتالي خان خويسكي في 19 حزيران 1920 في تفليس لدوره في قتل الأرمن في باكو. و أغتيل وزير داخلية آذربيجان بهبود خان جيفانشير في 18 تموز 1921 في أسطنبول. و أما الدكتور بهاء الدين شاكر، القيادي البارز في حزب الأتحاد و الترقي و أحد مؤسسيه البارزين و الذي كان يقتل ضحاياه بإجراء التجارب الطبية عليهم، فقد تم أغتياله في 17 نيسان 1922 في برلين مع جمال عزمي والي طرابزون السابق الذي أمر بإغراق 15 ألف أرمني في ولايته في البحر الأسود.
عندما بدأ هتلر و الحزب النازي حملات إبادة اليهود في أوروبا قيل له في 1940 أن العالم سيدين أفعاله، أجاب: و من يتذكّر المذابح التركية بحق الأرمن الآن؟
هل صَدَقَ هتلر في كلامهِ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل


.. رويترز: قطر تدرس مستقبل مكتب حماس في الدوحة




.. هيئة البث الإسرائيلية: تل أبيب لن ترسل وفدها للقاهرة قبل أن


.. حرب غزة.. صفقة حركة حماس وإسرائيل تقترب




.. حرب غزة.. مزيد من الضغوط على حماس عبر قطر | #ملف_اليوم