الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور الحزب الشيوعي العراقي في ثورة 14/ تموز/ 1958 المجيدة في العراق

فلاح أمين الرهيمي

2020 / 10 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


في شهر حزيران/ 1955 انتخبت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الشهيد البطل (سلام عادل) سكرتيراً عاماً للحزب الشيوعي العراقي الذي يعتبر امتداد للمناضل الفذ مؤسس الحزب الشيوعي العراقي (يوسف سلمان يوسف) فهد من حيث الروح الثورية الذي يمتاز بها من خلال روح المثابرة والعمل وهو الذي ساهم في القضاء على الخط الانعزالي في الحركة الوطنية وطور سياسة الحزب على أساس القيادة الجماعية وعزز وحدة الحزب الفكرية والتنظيمية وغرز وعزز الروح النضالية الثورية في الحزب، ومبادرة منه انفجرت انتفاضة مدينة الحي الباسلة في العصيان المسلح، وبعد أن أدرك أن الاحتجاجات والإضرابات والمظاهرات والانتفاضات والوثبات التي قام بها الشعب العراقي السلمية لا تستطيع أن تغير من إصرار البلاط والحكومات الرجعية المستودة من قوى الاستعمار العالمي ومن سياسته وبمبادرة منه تشكلت اللجنة الوطنية لاتحاد الضباط والجنود بعد أن كانت تنظيماتهم ونشاطهم مشتت وغير منضبط في تنظيمات قوية منضبطة، وأصبحت هذه اللجنة البداية الأساسية التي جمعت جميع القوى الوطنية للضباط والجنود في الجيش العراقي وكانت البداية الأساسية لحركة الضباط الأحرار التي فجرت ثورة 14/ تموز/ 1958، وقد أصدرت جريدة (حرية الوطن) التي كانت تنور الجنود والضباط بكل ما يمس مصالحهم ومصالح الشعب والوطن وتكشف كل الخطط الرامية إلى مسخ الجيش العراقي وتحويله إلى أداة قهر ضد الشعب العراقي والشعوب العربية الأخرى، وإعداده وقوداً لمشاريع الحروب الاستعمارية ضد شعوب الاتحاد السوفيتي ومنظومة الدول الاشتراكية الصديقة والمؤازرة لنضال الشعوب العربية وفي شهر كانون الثاني/ 1955 أصدرت اللجنة الوطنية لاتحاد الضباط والجنود العدد الأول من جريدة (حرية الوطن) النداء التالي : أيها الإخوان الجنود والضباط .. إننا نخبة من الجنود والضباط وجدنا لزاماً علينا أن نساهم بكل ما في طاقاتنا من أجل تبديل الأوضاع القائمة في مرتبات جيشنا المختلفة .. لقد قيل لنا بأننا نعمل في جيش وطني .. يعمل لحماية الوطن .. ولكن الواقع هو أن الجيش العراقي تسيره زمرة من الأمريكان والانكليز وبعض النفعيين الذين لا يهمهم مصير الوطن وحالة الجندي بقدر ما تهمهم الرتب والنياشين، فمنذ تأسيس الجيش لم يشهد جنودنا وضباطنا تربية ديمقراطية فبدلاً من أن يكون الضابط والجندي بموضع احترام الشعب أصبح الجيش برمته مكروهاً عند الشعب لأن جماهير شعبنا رأت أكثر من مرة حربة الجندي مصوبة نحوهم لفرض الأتاوات الإقطاعية أو لقمع المظاهرات ضد الاستعمار.
إن الجندي العراقي لا يعنى به أبداً ويعامل كالعبد ويساق إلى ساحات القتال دون أن يكون له رأي .. ويسخر كالخادم في بيوت الضباط ... إن الخبراء والجواسيس الأجانب يعملون على تحطيم معنوية الجندي وإظهاره بمظهر الجبن ويلقون المحاضرات لدفع الجندي من أجل أن تكون له نظرة استعلاء على شعبه، وليست هناك ضمانات اجتماعية للجنود، والكثيرون يتعرضون للمحاكم الفاشستية ويستنزف راتب الجندي جراء الاستقطاعات ويشجع على التفسخ الخلقي بقصد تحطيم شخصيته وآبائه .. وتحت شعار تسليح الجيش بالأسلحة الأمريكية تسعى الزمرة الاستعمارية إلى تحويل الجيش إلى فرق تابعة للجيش الأمريكي وحمله على مقاتلة الشعوب الأخرى .. وضد أبناء شعبنا .. فليس من الغيرة ولا من الوطنية أن نقبل هذه السياسة.
يجب أن يكون لنا وحدة هدف ووحدة تنظيم .. ففيما يخص التنظيم يجب أن يكون لنا تنظيم دقيق ومتين، ويجب أن نحذر الجواسيس والخونة .. وفيما يخص الأهداف فإن من واجبنا المباشرة بالعمل من أجل بث الوعي الوطني وتقوية روح حب الوطن وكره الاستعمار وحب الشعب وكره أعدائه كما يجب النضال ضد استخدام الإهانات وتعمل على تحريم جميع أشكال المعاملات اللاإنسانية، وفي سبيل تحسين حالة الجندي المعاشية والثقافية، ويجب أن نعمل لتوفير المدارس ورفع المستوى التكنيكي (الفني) ودراسة جميع فنون المعارك التي خاضها شعبنا ضد الاستعمار وخصوصاً معارك ثورة العشرين الباسلة وفي سبيل أن تكون هناك علاقات احترام ومحبة بين الجندي والضابط، ويجب إلغاء الحقوق الغير المحدودة للضابط وأن يكون الضابط ملزماً باحترام الجندي .. وفي العدد الثاني لجريدة (حرية الوطن) كتبت مقالاً بعنوان (الإنسان العراقي ببزة الجندي) بقلم يوسف سلمان يوسف (فهد) جاء فيه : (إن الجندي العراقي في جيشنا (الوطني) القائد لحكومتنا (الدستورية) (الديمقراطية) يرزح تحت نير العبودية والإرهاق ويعاني أكثر مما عاناه أبوه وأعمامه وأخواله في الجيش العثماني .. إن المواطن العراقي عندما يخلع عنه اللباس المدني ليلبسوه الخاكي يخلعون عنه حقوقه المدنية وحقوقه كإنسان حر). وبعد أن أورد المقال عدة أمثلة على احتقار الجندي من قبل الخبراء الانكليز والأمريكان والاستهانة بحياته ومسخ آدميته وإلى أساليب المستعمرين في شراء كبار الضباط وإفسادهم فيقول : إن للاستعمار خطة في تفسيخ الجيش وتفسيخ الضباط والجنود ليستطيع توجيه هذا الجيش لحماية مصالحه الخاصة في حراسة أنابيب ومصافي النفط ولحراسة شركاته وبنوكه، من خلال توجيهه الجنود العرب ضد الشعب الكردي والجنود الأكراد ضد العشائر العربية، وتوجيهه إلى أبعد من ذلك لدفع الجنود العرب لضرب عشائرهم ودفع الجنود الأكراد لضرب الأكراد، وفي المستقبل ضرب عمال العراق عندما تعجز الشرطة عن كبح جماح حركة العمال.
كما وجهت اللجنة في نفس العدد نداء إلى كافة الشرفاء في الجيش إلى الوقوف صفاً واحداً مع الشعب ضد الاستعمار والخونة جاء فيه : إن الاستعماريين الأمريكان والانكليز أصبحوا هم أسياد بلادنا، وهم الذين يسوقون الجيش بالقرباج لحمله على الوقوف ضد شعبنا، ضد أبناء بغداد المتنورين وضد وطنية جماهير الموصل وضد نبل البصريين وضد كرم وحياة فلاحينا في العمارة والناصرية والسليمانية .. كفانا أيها الإخوان بناء الثكنات لحراسة المطارات الأجنبية وشركات النفط التي استنزفت خيرات الوطن .. كفانا مذلة ومهانة على يد الضباط الكبار الخونة ... كفانا اضطهاداً وظلماً ... إننا الجنود بشر كسائر الناس العراقيون من أبناء هذا الوطن ولنا حقوق ولنا رأي ... إننا لسنا أقناناً ونرفض الخضوع للاستعمار .. ونرفض القتال لغير صالح الشعب والوطن .. وضد الاحتلال .. وفي سبيل السلم وحرية الوطن وسعادة الشعب.
إن اللجنة الوطنية تدعوكم إلى النزول مع الشعب في مظاهراته بملابسكم العسكرية لكي يعرف الأعداء أن الشعب موحد بعماله وجنوده .. أيها الشجعان لا تسمحوا لأمرائكم أن يحجزوكم بالثكنات .. إن الأمهات يصرخن بوجه الظلم والطغيان فيجب أن لا تقفوا موقف المتفرج بل عليكم أن تنهضوا لتطاردوا فلول الجيش الاستعماري الذي يسعى إلى ثرم لحمكم في الحرب.
وكانت جريدة (حرية الوطن) تنشر أخبار الوحدات وتفضح الانتهاكات وتحدد الأهداف الآنية للمنظمة كما كانت تنشر عن أوضاع الجنود في البلدان الديمقراطية وخاصة في الاتحاد السوفيتي وما يتمتعون به من حقوق وحب واحترام شعوبهم.
كان الضباط والجنود الشيوعيين يمثلون الأكثرية في الجيش العراقي وكان دورهم بارز ومؤثر في انتصار ثورة 14/ تموز/ 1958 كما أنهم كان لهم دور كبير في كبح تحركات ضباط النظام في إفشال الثورة والقضاء عليها حيث بادر الضباط الشيوعيين من إحباط واعتقال قائد الفرقة الأولى في الديوانية (عمر علي) عندما أراد أن يحرك قطعات الجيش في يوم الثورة إلى بغداد من أجل القضاء على حركة الجيش في يوم الثورة وكذلك أمر حاميه المسيب الذي اعتقله الشيوعيين إضافة إلى مناطق ومعسكرات أخرى .. وكان للعقيد الشيوعي الشهيد إبراهيم كاظم الموسوي دور كبير في حسم انتصار الثورة الذي كبح جماح (الحرس الملكي) عندما قاد مدرعة من معسكر الوشاش واتجه بها إلى قصر الرحاب وأطلق على القصر عدة قذائف أجبرت الحرس الملكي على الاستسلام ونجاح الثورة المباركة.

المصادر :- سعاد خيري، من تاريخ الحركة الثورية المعاصرة في العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألعاب باريس 2024: اليونان تسلم الشعلة الأولمبية للمنظمين الف


.. جهود مصرية للتوصل لاتفاق بشأن الهدنة في غزة | #غرفة_الأخبار




.. نتنياهو غاضب.. ثورة ضد إسرائيل تجتاح الجامعات الاميركية | #ا


.. إسرائيل تجهّز قواتها لاجتياح لبنان.. هل حصلت على ضوء أخضر أم




.. مسيرات روسيا تحرق الدبابات الأميركية في أوكرانيا.. وبوتين يس