الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ترتيب بيت المسلمين في فرنسا ضرورة عبر مؤتمر جامع ...

مروان صباح

2020 / 10 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


/ كتبنا الكثير عن قضايا مختلفة ، منها المرهفة التى ربما لم تقرأ بتًّ ، ممكن لأننا مازالنا على قيد الحياة وأخرى خشنة ، لا يكتبها الكاتب سوى مرة واحدة ، وذلك لإرتباطها بمواقف تأتي مرة في الحياة ، إذن التبسيط هنا يساعد شرح الديناميات التى كانت قرينة لحركة الدعوة الإسلامية في البدايات ، وعلى الرغم من حجم السخرية والاستهزاء الذي تعرض له نبيّ هذه الأمة وخصيصاً من الوليد بن المغيرة والاسودين والعاصي بن وائل والحارث ، أبداً لم يأمر الرسول أو خالقه أحد لكي يقتص من أي جهة تناولته بسوء ، بل رب العزة قال في كتابه العزيز مخاطباً النبي ( ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون ) ومن ثم أتبعها بأكثر من ذلك ، عندما أشار في القران بشكل واضح وجلي لا يحتمل اللبس ابداً ، ( وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزواً & أهذا الذي بعث الله رسولاً ) ، إذن الأمور وصلت لحد أن الرسول محمد صل الله عليه وسلم واجه بمفرده حرباً نفسية لدرجة أن زعماء قريش قرروا ممارسة أقصى الضغوط بهدف منعه من الخروج من بيته ، وهذا تاريخ مؤرخ ومحفوظ بل يعتبر درساً عميقاً لا يحق لأحد القفز عنه بتاتاً ، فعندما تحصل عملية وحشية بحق الأبرياء ، مطلوب من الجميع الابتعاد بالقدر الممكن عن لعبة السياسة والانكباب على معالجة المأساة وأسبابها ، لأن العقل والمنطق والعلمانية التى تتبناها الجمهورية الفرنسية ، جميعها تؤكد في مضامينها ، من المفترض معالجة الحدث وأسبابه وعدم الاكتفاء بإتخاذ إجراءات مؤقتة أو أن الحكومة تكتفي بالانحياز للضحية وتدير ظهرها للفكر الإجرامي دون معالجته ، وبالتالي من الأولى قبل كل شيء النظر اولاً لفعل الأستاذ الفرنسي . صحيح أن القانون يكفل له الحرية في تناول أي موضوع ، لكن المنطق يقول بأن احياناً الإساءة لمكون كبير وفاعل في فرنسا ، هو فعل يرتقي إلى إشعال الفتنة بين المجتمع الواحد ، وايضاً يثير حساسيات دولية بين باريس والعواصم الإسلامية ، إذن الحل ليس بالعناد أو بالاستمرار في نشر الرسومات ولا ايضاً بالتهديد من أجل وقف نشرها ، بل من المفترض للمجلس الأمن القومي الفرنسي ومجلس الأمن الخاص بالاتحاد الأوروبي أن يقولا كلمتهما وتصوراتهم للمخاطر التى يمكن تنتج عن الاستمرار بنشر رسومات لا تقدم ولا تؤخر لدى ناشرها ، اللهم إلا إذا كان الهدف من نشرها هو تعريض السلم الأهلي لأزمات كبرى .

البشرية الأن في مركب واحد ، الجميع يواجه فيروس كوفيد 19 ، هو عنيد ويعلم كيف يتمدد ثم يتقلص وبالتالي يعتبر زئبقي ، إذن من هو المستفيد من فتح معارك أخرى ، بل السؤال الجوهري ، هل قدر الناس مواجهة بعضهم البعض على الدوام ، كأنه جزء لا يتجزأ من شروط الحياة ، ودون أدنى شك ، أنا شخصياً أتعاطف وانحاز تماماً لجميع الضحايا الذين سقطوا مقتولون بسبب آرائهم المختلفة أو لأي شيء آخر ، بل لا يحق لأي فرد على هذه الأرض معاقبة الآخر بالقتل لأنه يختلف معه بالرأي ، لكن في الوقت ذاته ، لا أعتبر في المقام الأول ، أن ناشر الرسومات يستحق درجة أستاذ ، لأنه لا يمتلك الحد الأدنى من علم المقارنات ، وبالتالي عندما يحرص على تناول جزء شخصي عن حياة النبي محمد ، هو صنعَّ يفسر نفسه ، بل هذه المقارنات تحتاج لأستاذ لاهوتي لكي يتمكن دراسة القرآن من الناحية العلمية والمنطقية والروحية ، بل خطورة ترويج لمثل هذه الرسومات لا تقتصر إساءتها للمسلمين فحسب أو أنها فقط تحرك الفتن وتهدد العيش المشترك بل ايضاً تساهم في تدجين الوعي الفرنسي على الخمول الفكري تحديداً والأوروبي عامة ، وهذا تماماً ما تحاول الحكومة الفرنسية أستخدامه عبر لغة خشنة عديمة المنطق ، فعندما يعجز المجلس الأمن القومي في التفريق بين جموع الفرنسين من الأصول الإسلامية والإرهابيون ، فإن بذلك تكون الدولة حادت عن ديمقراطيته وعلمانيتها ، بل إستمرار نشر الرسومات ، يعتبر موقف اختزالي لا يصب في مصالح الجمهورية العليا .

بغض النظر ، إلى ما عرف عن خطبة الرئيس ماكرون من تشدد مضاد للعمليات الإرهابية ، فالتشدد ال غير مفسر ، بالتأكيد لا ينسجم مع المقارنات ، فالحكاية ليست في نشر الرسومات أو عدم نشرها ، بل السؤال الأهم ، هل تمتلك الرسومات فكراً أو رأياً بسيطاً أو مجرد الغاية منها الاستهزاء فقط من أجل الاستهزاء بأمة كاملة وليس فرد فحسب ، وبالتالي أين تتجلى الحكمة عندما تشن الدولة الفرنسية حرباً على من لم يقتلوا أو يسيئوا لأحد من أجل المحافظة على علمانيتها ، هو هجوم لا يرتقي للمنطق ولا لأدبيات العلمانية التى تمثلها الجمهورية ، بل من شروط العلم أن يحرص المرء على مخاطبة العقول الشبابية بالعلم وليس من خلال رسومات التى لا تحمل في مضامينها سوى الاستهزاء ومراكمة التضليل الذي يفرز عادةً تجهيل لجيل يتعامل مع عصر التكنولوجيا ، بل المقصد الحقيقي ، هو حجب الحقيقة عن المجتمع بالكامل عبر خطاب تجهيلي ، إذن قد يقول قائلاً أننا بهذا الطرح نقفز على دماء الضحايا الذين تُقطع رؤوسهم بالسكاكين ، ابداً ، بل وظيفتنا هي تقديم أفكار متنوعة لكي لا ينحصر الكل في حفرة الفتنة المتنامية ، لأن في مثل هذه الأحداث الفردية والتى لا تمثل الأغلبية ولا حتى الأقلية القليلة ، من الجدير توظيف كل الإمكانيات لكي لا تخوض الدولة حرب عشوائية ، لأن الإفراط في عدم تقدير المواقف يساهم بإعادة الماضي المثقل بالعذابات .

ذات مرة قال الفيلسوف ابن رشد ، أن العقل العام المطلق باقي على الدهر ، قابل للانفصال عن الجسم ، وأن العقل الفردي فاني مع البدن ، وهذه الفلسفة لها علاقة بإدراك الأشياء من خلال التصورات والحاسيات ، وبالتالي مطالبة الرئيس ماكرون بالانفصالية الإسلامية لم تكن بعيدة عن الشعور الذي تنامى بالفعل لدى أغلبية الجمهور العربي بالانفصال الشعوري والثقافي عن الجماعات الإسلامية أو تلك الدول التى استطاعت الاحزاب الإسلامية استلام السلطة فيها مثل السودان ، فعندما تقوم ثورة شعبية على سلطة زعمت أنها ترغب بإقامة نظام إسلامي كحل لقضايا السودانيين ، ثم تفشل فشلاً ذريعاً الذي بدوره أوصل الناس إلى مرحلة التيهة وانقسام الجغرافيا وتعريض البلد للتفتيت ، وهذه الانفصالية لم تكن جديدة بقدر أنها قديمة مع التحول التى شهدته الدولة الإسلامية عندما تحول النظام من خادم للأمة إلى سارقها ومن قائم على شؤونها إلى مالكها ، بالمعنى العبودية ، إذن باختصار ، لا بد لمسلمو فرنسا الفصل بين الإساءة للرسول أو الدين ، والانفصالية كمشروع تريد الجمهورية الفرنسية توطين إدارة العبادة لمسلمين فرنسا ، وهذا حق من حقوق الدولة ، لكن ما يحتاجه مجلس الامن القومي الفرنسي ، إطلاق دعوة لمسلمين فرنسا ، يدعوهم إلى مؤتمر يرتب البيت الفرنسي عامةً والعلاقة بين دور العبادة والحكومة .

إذ أنها ايضاً خلاصة لاختلاس خاص في دمج المعاقل المنفلتة إذا جاز التعبير هكذا ، وبالتالي عندما يُقّدم بعض الأشخاص بإعمار شبابية ( أول عمرهم ) على صنع جرائم كالتي حصلت بحق العزل في العاصمة الفرنسية باريس أو مدن أخرى ، فإن الوقائع تشير بأن هناك من يقف خلف هؤلاء الفاعلين ، أقل ما يمكن توصيفهم بأشخاص بسيكوباتيون ، لأنهم يعتقدون بأنفسهم أنهم عقلاء من خلال إمكانياتهم بالهيمنة على عقول الآخرين والتأثير بأفكارهم والتلاعب بمشاعرهم ، بل يتلذذون بتعذيب الآخرين من خلال إعطاء المعبأ وعود كثيرة ، لكن دائماً لا يستطيعون الوفاء بشيء منها ، وهذا يفسر كيف يتنكرون لأي حادث عندما يتم اعتقالهم بعد كل عملية قتل ، كانوا قد ساهموا بتحريض فاعلها على ارتكابها . والسلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية


.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ




.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع


.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص




.. زعيم جماعة الحوثي: العمليات العسكرية البحرية على مستوى جبهة