الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إختفاء الانتيكا فى زمن الأسطورةوحمو بيكا .

مريم القمص
كاتبة وصحفية واخصائية اعلام تربوي

(Mariam Elkmoss)

2020 / 10 / 30
الادب والفن


• كلمة الانتيكا تعنى فى الأساس،، الآثر القديم كما تحمل معانى اخرى كالزينةوالأبهة،، فعندما نطلق على إنسان بأنه انتيكا فمعناه أنه يحمل تلك الصفات ، بالإضافة لكونه ظريف وخفيف الدم وليس سطحي وساذج كما يعتقد البعض ممن يطلق تلك الصفة للإستخفاف بالآخر.. وفى الواقع تحمل الكلمة أيضا الكثير من المعانى التى تلاشت مع الزمن ، وتبخر أصحابها معها فى مجتمعنا المعاصر ، ولم تعد الأنتيكا من البشر تقوى على مواجهة التدهور الحضارى الذى أصابنا ، وأنعكس بدوره على مظاهر الحياه وظواهر المجتمع الذى يتراجع يوما بعد يوم حتى هبطنا بمكوك فضائى نفذ منه الطاقة إلى زمن الأسطورة محمد رمضان والفلته الحمو بيكا وأشكاله من متواضعى الفكر والذوق ، فالعيب ليس فى رمضان الذى يدرك تمام أفعاله من أعمال معيبه وحمو بيكا الذى لا يدرك ما يقدمه ولا يميز ماأفسده، ولكن العيب كل العيب فى مجتمع يدمن الموبقات ويتعامل معها كشئ مفروغ منه، والخيبه فى إنحطاطنا الأخلاقى الذى بات بيئة حاضنة لا تتخلى عنهم ،ثم غاب الإبداع الذى رحل مع رحيل رجاله.. ربما لو كنا حائط صد أكثر فولاذية ضد تلك التغيرات الكارثية التى أصابت المجتمع من سفاهه وهشاشه فى الأخلاق والذوق العام والإبداع لم ينجح أحدا من مرتزقة فن هذا العصر ، بل ربما يختنقون بفعل تلوثهم الضوضائى ويتلاشون تدريجيا ليصيروا مجرد ماضى فى تاريخ مؤسف كتاريخ عصور الظلام فى أوروبا.. لقد هرمنا من محاولتنا النهوض والأرتقاء بالذوق العام سئمنا من الفشل، فالملاحظ الجيد لتدهور الحياة الإجتماعية فى مصر يجد أنها مرت بمراحل متوالية من الضعف حتى وصلنا بهذا التدنى الفكرى والأبداعى والاخلاقى للحضيض، بدأ مع سياسة الأنفتاح الذى أتبعها السادات للنهوض بالأزمة الإقتصادية ما بعد حرب أكتوبر ٧٣ والفجوة التى أحدثها فى الطبقة المتوسطة، وتضخم الطبقة الفقيرة وظهور صغار رجال الأعمال والحرفين ..فصار كل شئ لهم صار الإبداع لمن يمتلك قيمة تذكرة السينما أو حفلات المسرح أوثمن شرائط الأغانى، وأصطبغت الدنيا بألوانهم الصاخبه وبقي الحال على هذا النحو حتى بهتت معه المعانى والمثل والعادات والكينونه التراثية غرقنا فى برك الفقر والفساد، وأصبح كل ماهو نشاز يستهوينا لأن الزوق والرقي لم يجد داخلنا مخدع، فقد أصاب الجمال داخلنا عوامل التعرية وأستسلمنا لهذا الوضع المؤسف ،حتى كان الصدام الكبير ثورات الربيع العربي التى أستقبلته مصر كاإستقبال مهاجر غاب عن أحبائه عقد من الزمن.. كنا نظن أن الثورة أعادت إلينا الألوان رغم ما أثبتته من إرادة شعب إلا إنها محت فكرة القواعد الثابته ومبدأ إجلال الكبير ،بل صار كل واحد منا مرجعية لذاته صار التسيب هو شعار المرحله المتابع الواعى للشارع المصرى سيدرك ما يحدث فالتعدى اللفظى صار شجاعة والإنهيار الأخلاقى إستقلالية .. فى التسعينات كانت هناك جهود لعقد ندوات عن تحسين الذوق العام ولم يكن بهذا السوء ، اما الآن بات الإصلاح الأخلاقى درب من دروب الجنون ، فلم يعد حظر الموبقات حلاً جذرياً كما فعل نقيب الموسيقيين بمنع التيك توك ومنع بعض خلاقي الضوضاء من الغناء ،كذلك لم يعد التدين حجر الزاوية التى نرتكز عليه لإعادة الحضارة الأخلاقية ،فقد غاب التدين الحقيقي لدى عدد لايستهان به من الناس ..ربما الحل هو تكاتف قادة الرأى والفكر والفن والثقافة لوضع خطة شامله لتغير الذوق العام وإعادة الهيمنة لكل ما هو راقي فى الإذاعة والتليفزيون و وضع ضوابط غير مُقَيدة لإنتاج أعمال قنوات وتطبيقات الأنترنت ، وإعادة المشاريع القومية فى جميع الفنون لإنشاء فرق رحاله تجوب شوارع العشوائيات والصعيد ،ونشر أسس وقواعد التعامل الحضارى بين الناس ككبسولات صغيره مدسوسة داخل هذا الكم الهائل من البث الإعلامى منزوع الدسم.. فلنقم بإنتفاضة الانتيكا فلا فائدة لإى نهضة إقتصادية نحلم بها مادام لم ياتى فى ركبها التقدم الأجتماعى، ولن يكون لنا طموح فى أى مجال قبل أن نرتقى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فكرة جميلة علشان الجماهير تروح الملاعب وتشجيع فرق كرة القدم


.. الفنان السوري فارس الحلو: أرفض حكم العسكر




.. مواقف أبرز الفنانين السوريين بعد سقوط حكم الأسد


.. لحظة وصول الفنانة بدرية طلبة إلى عزاء زوجها بدار مناسبات الم




.. كيف عبر الفنانون السوريون عن مواقفهم بعد رحيل الأسد؟