الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المواطن الكوردي وأحزابنا الاسلامية

حاتم خانى

2020 / 10 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


باكستان , افغانستان ,وبنغلاديش , دول فقيرة متخلفة جائعة لا يفرق سكان قراها بين العلم والكفر , وقد ابتليت بالحركات الاسلامية المتطرفة التي تحارب منذ عشرات السنين كل من يستلم الحكم عداها حيث تنوي ان تؤسس لخلافة اسلامية , ولكنها يوما اثر آخر تجوع اكثر وتتخلف بصورة اكبر , معظم مواطني شعوبها المحكومة بالفكر المتطرف والمتخلف لهذه الحركات لا تتظاهر لجوعها ولا تتظاهر لتخلفها ولكنها تهوى ان تتظاهر لاي خبر او حادث يتعلق بالمسلمين في اي مكان بالعالم , مثلما تتظاهر الان ضد فرنسا وهذا الامر يستهوي كلا من تركيا وايران التي تصب الزيت على النار وتشجع وتدعم هذه الافكار التي تتحكم بعقول هؤلاء الناس السذج لكي تبقي هذه المجتمعات بعيدة عن ركب الحضارة وبالتالي لا تسبب تهديدا لكليهما وخاصة انها متاخمة او قريبة لحدودههما .
تركيا وايران وبعض الدول العربية تريد لكوردستان ان تنضم لهذا الركب المتخلف , وللاسف تعاضدهما كل الاحزاب الاسلامية الكوردستانية التي تأبى الا ان تقف ضد تطلعات الشعب الكوردستاني وتصر على ربط مصير الاقليم بالاسلمة السياسية التي تدار من قبل عدوين رئيسيين للكورد هما الفكر الطوراني التركي وفكر ولاية الفقيه الفارسي , وهي تحاول تشويه صورة الدين الاسلامي من حيث تدري او لا تدري امام المواطن الكوردي وتوهمه ان المواطنة الكوردستانية , او القومية الكوردية , او حب كوردستان , قبل حب الاسلام , لهو كفر والحاد وزندقة وان هذه الافكار تتعارض تماما مع هذا االدين كأنما حب العرب لعروبتهم والاتراك لطورانيتهم والفرس لصفويتهم لايمكن ان يتعارض مع الدين الاسلامي وتحاول هذه الاحزاب استغلال كل مشكلة تحدث للمسلمين كما هو الحال في قضية الرسوم المسيئة للنبي ( ص ) وقطع رأس المدرس الفرنسي , لتجييش الرأي العام الكوردي لصالحها وتظهر نفسها على انها المدافعة عن الدين الاسلامي وانها خليفة الله , الممثل الحقيقي لهذا الدين في بلاد الكورد , وهي تفعل ذلك امام مرأى ومسمع الاحزاب الكوردية الحاكمة التي فقدت القدرة على الرد على هذه الاحزاب او مجابهتها او انتقاد تحركها الذي بدأ يلحق الضرر الفادح بالقضية الكوردية ويعيدها الى الوراء الى حيث المربع الذي يتبعه الرعاع والمتصيدون بالماء العكر , فوقوع الحزب الديمقراطي تحت ضغوط الدولة التركية , وحزب الاتحاد تحت ضغوط الدولة الفارسية قد اتاح الفرصة لهذه الاحزاب الكوردية الاسلامية من التمتع بنوع من الحصانة وحتى لا تتهم بأنها ضد الدين فأن الاحزاب الحاكمة اصبحت مشلولة وافتقد اعضاؤها الحكمة المطلوبة لاقناع المواطن الكوردي بعدم الانجرار خلف هذه الدعوات البعيدة عن الدين الاسلامي الحنيف الذي لا يقبل جز رؤوس البشر واراقة دماءهم والا فاين هم من ( ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) , ولو كانت هذه الدعوات صادقة لكانت داعش ( باقية وتتمدد ) كما كانت تدعي في ادبياتها .
من جهة اخرى فان المواطن الكوردي المسلم المسكين المغلوب على امره قد اضاع الطريق الصحيح الذي يجب عليه سلوكه واتباعه بحكم التزامه وايمانه بدين آبائه واجداده , بين الاسلام الذي شوهته الاحزاب الاسلامية وجعلت كل بدعة ضلالة , وبين حبه لقوميته وبلاده وترابها في خضم هذه الفوضى التي احدثتها فرنسا ورئيسها الشاب ماكرون المتحمس لبتر دابر الارهابيين فما كان منه الا ان أنغمس في اهانة اهم رموز المسلمين لذا فقد انقسمت آراء مواطني كوردستان الى :
1 - انجرارهم خلف ماكنة الدعاية التي تبنتها هذه الاحزاب الدينية بحكم الفطرة للدفاع عن العقيدة التي يؤمنون بها غير آبهين بما هي القضية او ما ستؤول اليه مواقفهم وما ينتج عنها وهم هنا لا يختلفون عن ذلك الافغاني والباكستاني او البنغلاديشي بل هم مقلدون لهم فقط وهؤلاء لا يتمتعون بأي شخصية او رأي خاص بهم ,وهذا النوع الذي يعول عليه أعداء الكورد من الدول الاسلامية المجاورة وهذا الرأي واسع الانتشار على صفحات الوسائل الاجتماعية. ويمكن تحسسه في المظاهرات التي حدثت في ديار بكر ضد جعل القدس عاصمة لاسرائيل في نفس الوقت الذي كانت فيه القوات التركية تجتاح روزافا في سوريا وتقتل اخوانهم الكورد .
2 - او هم يحاولون الدفاع عن الاسلام بطريقتهم التي يعتقدون انها هي الصائبة ولكنهم لايكلفون نفسهم عناء البحث عن الحقيقة او الصواب لانهم ايضا لا يتقبلون اي رأي مخالف لعقيدتهم . هؤلاء هم وجهاء المدينة وتجارها وأغنياؤها وهم غير مستعدون للدخول في هذا الجدال حفاظا على مصالحهم المادية .
3 – منتسبو الاحزاب الاسلامية الكوردستانية الذين يتهمون كل من لا يتفق مع افكارهم بالخروج عن عباءة الاسلام وبالالحاد . هؤلاء هم الميسورون الذين يستلمون المعونات من الدول المعادية للكورد .وليس الحفاظ على الاسلام هدفهم , ولكنهم الساعون الى السلطة على اكتاف الدين . وهم الذين يتبنون تعظيم كل صغيرة تمس الدين الاسلامي خدمة لقضيتهم االاساسية .
4 – المتشددون او الداعشيون الكورد المستعدون للقتل والجهاد ضد الجميع وهم قلة ولكنهم موجودون وهم الاكثر تخلفا في المجتمع االكوردستاني والاكثر ضررا وخطرا على كوردستان لانهم مستعدون للتضحية بالابناء والاباء والوطن , هؤلاء يجب أستئصالهم من مجتمعنا .فلا حل لتغييرهم .
5 – منتسبو الاحزاب الحاكمة الذين يدافعون عن رأي احزابهم وهي بطبيعة الحال لن تخرج عن الالتزامات التي يفرضها دين المجتمع الرسمي . وقد ينتمي قسم منهم الى النقاط الاولى والثانية .
6 – القوميون الكورد الذين يدافعون عن المواقف الفرنسية وخاصة عندما تكون بالضد من الراديكاليين الاسلاميين او المتطرفين منهم نتيجة لما سببه هؤلاء المتطرفون من خسارات متكررة للشعب الكوردي في النيل من استقلالهم . ونتيحة للمواقف الفرنسية المؤيدة للكورد منذ 1991 .
7 – المدعون بالعقلانية او الوسطية وهم ينبذون المواقف الاسلامية المتشددة في انتقاد الدول الغربية وكذلك لا يقبلون الاساءة الى الاديان تحت اي مسميات .
8 - واخيرا المعاندون للسلطة الحاكمة الذين يعاكسون اي موقف تتخذه سلطات الاقليم , وبما ان موقف الحكومة مؤيد لفرنسا لذا فهم ضد الموقف الفرنسي .
وتراهن الاحزاب الاسلامية على اولئك المنتمون للفقرات الاولى والثانية من اجل تنفيذ اجنداتها وكذلك اعتمادها على نقطة الضعف لدى الشعب الكوردي وهو االدين للسيطرة على عقول السذج منهم الذين يتصورون ان الكوردايتي هي ضد الاسلام . وقد منيت هذه الاحزاب بخسارة كبيرة جدا في آخر انتخابات جرت في كوردستان حتى ان الحركة الاسلامية وهي اقدم الاحزاب الكوردية الاسلامية لم تحصل على اي مقعد , لذا فان ما قاله ماكرون ضد الاسلام قد ايقظها من سباتها الاجباري لتستغل هذه الفرصة الذهبية للعودة الى الساحة لسياسية .ولكن لضيق أفق اعضاؤها فأنها وقعت في خطأ قاتل عند قيامها بتقديم مذكرة استنكار او تنديد الى القنصلية الفرنسية ظنا منها انها قد تكسب الشارع الكوردي , ولكنها غفلت ان الموطن الكوردي المعروف بطبع الوفاء لايمكن ان ينسى ان فرنسا كانت من اوائل الدول التي هبت لنجدة الشعب الكوردي على الحدود التركية الايرانية العراقية وكلها حدود لدول اسلامية لم تأل جهدها في ذبح المواطن الكوردي ولو لا فرنسا كان من الممكن عدم وجود هؤلاء الاعضاء او غيرهم من المواطنين الكورد حيث مارست هذه الدول الاسلامية الثلاث التنكيل بحق الشعب الكوردي حتى في هروبه على تلك الحدود. .
ان هوية المجتمع الكوردستاني الروحانية هي هوية اسلامية سواء رغب البعض ام حاول التنصل منها , وحتى لو كانت هذه الهوية تسبب المشاكل الكبيرة جدا لامتنا وتجعلنا نقتل بعضنا بعضا كما يفعل الافغاني والباكستاني , فانه لا يمكن تغييرها او التغافل عنها , ولكن يمكن تعديلها بحيث نحافظ على هذه الهوية الروحانية دون ان تتقاطع مع الهوية القومية , وهنا قد يتعزز الدفاع عن الكوردايتي , عند شعور المواطن انه انما يدافع عن دينه الاسلامي المعتدل والمعدل بحيث لا يتناقض مع كيانه ولايتعارض مع الاديان الاخرى او المبادئ التي تتبناها الدول المؤيدة للشعب الكوردي كدستور لها او حتى مع المبادئ الانسانية . ويمكن الوصول الى هذا الهدف بتبني نفس المبادئ والاطر التي بنيت عليها الدول الاوربية واهمها ان الانسان او المواطن هو اللبنة الاساسية في المجتمع وما دونه يجب ان يسخر لخدمة هذا الانسان سواء كانت وسائل مادية او روحية . وقد نسحب البساط من تحت اقدام هذه الدول الاسلامية المعادية للشعب الكوردي وكذلك قد نحقق الهدف الذي يحلم به الشعب الكوردي منذ الازل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمطار الغزيرة تغرق شوارع لبنان


.. تشييع جثماني الصحفي سالم أبو طيور ونجله بعد استشهادهما في غا




.. مطالب متواصلة بـ -تقنين- الذكاء الاصطناعي


.. اتهامات لصادق خان بفقدان السيطرة على لندن بفعل انتشار جرائم




.. -المطبخ العالمي- يستأنف عمله في غزة بعد مقتل 7 من موظفيه