الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب الوجدان

عائد زقوت

2020 / 10 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


تعاقبت على الشعب الفلسطيني الأيام والسنون وهو يعاني ولا زال قسوة الحياة وظلم الاحتلال والخذلان لكنه وقف أبياً متحدياً ومتصدياً لكل المشاريع الخيانية التصفوية التي استهدفت وجوده على أرضه وثورته وحركة نضاله من المتخاذلين والمتآمرين والمثبطين والمطبعين ، فكان متقدماً على جحافل الجيوش في المواجهة، عصيَّ الدمع ، قوي الإرادة ، تاركاً خلفه البطيحة والنطيحة والسطيحة والمتردية في البطحاء ليتحولوا بعوامل التعرية مخزونا للنفطً في بلدانهم لكن الأشرار ما انفكوا عن كيدهم وتدبير مؤامراتهم فبات الشعب يواجه هجمة أشد فتكاً من كل سابقاتها هجمة تقودها ألسِنة حداد متلونة بألوان الطيف لتخطف أبصاره ويحيد عن طريقه .
لقد واكبنا جميعاً الحروب في حلتها الجديدة أو ما عُرِفَ بالجيل الرابع من الحروب والتي اعتمدت وسائل غير قتالية من أبرزها الكثير من وسائل الإعلام المختلفة والمؤسسات الأهلية والحقوقية واستغلال حالة العوز للسيطرة على وجدان الشعوب فالوجدان يشمل العواطف والانفعالات التي تؤثر تأثيراً كبيراً في الفكر والسلوك ويتأثر بهما ، ويُعْتَبرُ مقدمة لإثارة العقل وتوجيهه حيث أرادوا وباستعراضنا لبعض الأحداث التي واكبناها لوجدنا أن كل قادتنا طالهم التشكيك والتخوين والتكفير ثم أضحوا شهداء مناضلين محافظين على الحقوق بعد مماتهم أو استشهادهم كي تنعدم الثقة في القيادة تمهيداً للخلاص منها ليهيم الناس على وجوههم ثم وجدنا طغيان السب والشتم والقدح وصولاً إلى انهيار الأخلاق وسقوط حرمة كل شيئ حيث يسود وقتها اللئام والسفلة وتذهب الأعراف والخير ويتحول كل شيئ لشريعة الغاب ، وحينها تنعدم الحياة الكريمة فيسهل السطو على الأفكار والانفعالات ومن ثم التحكم في الإرادة .
وللأسف لا زالت بعض الأقلام الأسيرة تروج لذلك قصداً أو بدون قصد فترانا نقرأ بين الحين والآخر من يتهم القيادة بالرهاب " الفوبيا " من القيادة البديلة وكأنهم يريدوننا أن لا نرى الشمس من الغربال وآخر ينفي وجود بدائل فلسطينية تقبل بأن تأتي على ظهر دبابة متجاهلاً أنَّ هذا النمط التقليدي أكل عليه الدهر وشرب فالدبابة لبست ثوب التنمية والإصلاح والديمقراطية وحقوق الإنسان والبطالة ، وثالث يتهم الفلسطينين بإضاعة الفرص التي أتيحت له لتقرير مصيره بهتاناً وافتراءاً ، فهذا النمط الذي يخاطب الوجدان مستهدفاً إثارة العقل ولوثة الفكر لينفي الواقع والحقائق التي يراها ويتمسك بالوهم الذي سيطر على عقله ، وأيضاً نسمع آخرون مطبعون جدد يلوون عنق الآيات القرآنية، ويٌحرفون الحقائق التاريخية ليبرروا سقوطهم في وحل التطبيع فأصبحوا متأسرلين أكثر من الإسرائيليين أنفسهم ، ونسمع آخرون يرون أن السير في طريق الوئام ولم الشمل منَّة على الآخرين وكأنهم يعيشون في بروج عاجية على كوكب آخر
إنَّ دولة الاحتلال خاضت معركة الوجدان منذ زمن بعيد ، وقد حققت فيها نجاحات من خلال الانقسام القميئ و التطبيع العربي المتنامي ، وبتبني بعضا من الدول الرواية الاسرائيلية الزائفة والمُحَرفة . فمعركة الوجدان أضحت حرباً ضروساً توقد نارها دولة الاحتلال وحلفائها وثلة من أصحاب المصالح الخاصة أو الحزبية كي يحققوا آمالهم ، فهذا بالضرورة يستدعي مواجهته بمزيد من التلاحم بين القيادة والشعب وأن تبنى استراتيجية المواجهة على الشفافية والوضوح والتوقف عن ادعاء احتكار الحقيقة والتعامل مع الشعب كالقطيع . فإنهم لن يستطيعوا أن ينتصروا على وجدان تشعله وتثيره الحقائق القرآنية والتاريخية فإنَّ هذه الأرض التي تسمى فلسطين بأحرارها وثوارها ، لا بفجارها ولا بتجارها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية