الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حل احجية سد النهضة!

سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)

2020 / 10 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


اذا ما كان البنك الدولي هو الذراع التنظيمى لحركة الرأسمال العالمى لحكام عالم اليوم، ملوك "النيوليبرالية الاقتصادية"، وهو الذى يوجه رأس المال العالمى نحو المشاريع المختلفة، ومنها السدود، واذا ما كان البنك الفيدرالى الامريكى هو من كبار المساهمين فى البنك الدولي، واذا ما كان الذى مثل امريكا فى مفاوضات سد النهضة هو وزير الخزانة الامريكى وليس اى وزير اخر!، وذلك بعد ان كان البنك الدولى قد اشترط ضرورة موافقة دول المصب مصر/ السودان على اقامة السد الاثيوبى، سد النهضة، للسماح بتوجيه التمويل له، هذا الاشتراط كان على مصر وليس على اثيويبا!، وهو ما قامت به مصر بالفعل عندما وافقت على بناء السد بتوقيعها على وثيقة المبادئ فى مارس 2015، هذا الشرط الذى يضمن للبنك الدولى، ومن وراؤه ملاكه، الا تقوم اياً من الدولتين، مصر او السودان، بالتسبب فى اى مشاكل قانونية ضد السد، لدى اياً من المؤساسات الدولية ذات الصلة.
واذا ما وضع كل ذلك فى سياقه، من خلال المسار التاريخى للدور الحاسم للبنك الدولى فى بناء السدود على مستوى العالم، على اعتبار ان السدود هى "محابس" على مصدر الحياة "الماء"، بالاضافة لما يمكن توليده من طاقة "كهرباء" من جراء هذه السدود، وبالتالى سيطرة البنك الدولى على الدور الوظيفى لهذه السدود فى التحكم فى سياسات الدول لصالح ملاك البنك، حكام عالم اليوم، وفى مقدمتهم الرأسمال الامريكى،الممثل فى البنك الفيدرالى الامريكى، الخاص، وهو الامر الذى يفسر لماذا كان وزير الخزانه الامريكى هو بالذات الذى مثل امريكا فى مفاوضات سد النهضة! .. من هنا يمكننا بسهوله تفهم الدور "السياسى" لسد النهضة من كونه "محبس" على الارادة السياسية المصرية الان وفى المستقبل، والسودان بالطبع، فحكام عالم اليوم وذراعهما الرقابى والتنظمى، "الصندوق/البنك الدوليان"، لا يبنيان سياستهم فى السيطرة على العالم بناء على ما هو موجود فى السلطة الان، حتى لو كان شديد الولاء، انهم يخططون للمستقبل، لذا بدون اى نظرية للمؤامرة يمكن تفهم دور سد النهضة كمحبس على الارادة السياسية المصرية، والسودانية بالطبع، على طريقة "العصا لمن عصا"!.
طبعاً لا يمكن اغفال الجانب التجارى لمشروع سد النهضة، كما لاى سد اخر، من قيام الشركات الدولية بانتاج وتوزيع وبيع الماء والكهرباء، لسكان المنطقة (260 مليون نسمة)، ولكافة المشاريع الزراعية والصناعية والخدمية المقامة او التى ستقام فى المنطقة، وكذلك لمشروعات البنية التحتية واعمال الطرق والكبارى .. الخ، وهى ارباح تقدر بالمليارات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل