الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الترامبيزم

عدلي عبد القوي العبسي

2020 / 10 / 31
العولمة وتطورات العالم المعاصر


هي التعبير الاوضح عن فكر وثقافه البورجوازيه البيضاء الكبيره في زمن ازمه الراسماليه الراهنه الجذريه النهائيه والشكل الأكثر فضاعه من اشكال الفاشيه الامبرياليه الراسماليه في تاريخ اميركا
حيث يتم استخدام الخطاب الشعبوي الديماغوجي اليميني بلهجه دينيه فاشيه عنصريه متطرفه ونبره قوميه حمائيه في الداخل مع تشديد الميول التوسعيه العدوانيه الامبرياليه في الخارج للحفاظ على ما تسميه مصالح الامن القومي الأميركي
والترامبيه ربما تمثل محاوله العوده الى النزعه القوميه الاميركيه الامبراطوريه العالميه التي سبقت نزعه الامبرياليه العولميه ( الثمانينات وحتى مجئ ترامب )

وذريعتها في اتباع هذا النهج الجديد هي الشكوى من تراجع المكانه الاقتصاديه والسياسيه للدوله الاميركيه في العالم مع صعود الدول المنافسه الجديده ( تجمع بريكس ) وعلى رأسها الصين وروسيا و أيضا مع نشوء الاتحاد الأوروبي
وبالنظر اليها نجد انها تمثل نهج سياسي مرتبك واستراتيجيه مرتبكه لليمين الأميركي المحافظ تهدف الى اعاده الهيبه والمكانه والنفوذ الأميركي الامبراطوري العالمي السابق

وهي تزعم انها تسعى الى تحقيق ذلك من خلال اتباع وسائل وطرق جديده لتصحيح أخطاء مسار العولمه والتجاره الحره التي اضرت ( بحسب اعتقاد رموز هذا التيار ) بالمكانه والنفوذ وقوه الاقتصاد الأميركي عالميا
لكن التخبط والارتباك والتشنج وغموض بعض المواقف هو ما يطبع تحركات وسياسات الجوقه الحاليه ( الترامبييون )في البيت الأبيض
والتي أدخلت البلد من خلال الأخطاء والسياسات الفاشله خارجيا وداخليا في دوامه جديده من دوامات الفشل الذريع وما كارثه كورونا الا بمثابه القشه التي قصمت ظهر البعير

لم تتوقف الترامبيه عن نهج عسكره العالم بل سعت الى تحقيق اعاده الانتشار في البر والبحر والفضاء واحداث تغيير في العقيده العسكريه فيما يخص الشرق الأوسط والتوجه شرقا الى بحر الصين الجنوبي لمحاصره الصين المتمدده وضرب محطات مشروعها العملاق المسمى بطريق الحرير
وأيضا استمرت في نهج تطويق ومحاصره روسيا بوصفها هي الأخرى محل الاتهام بالتوسع والتمدد صوب البحار الدافئه
واللجوء الى خيار اكثر جنونا وعدوانيه وهو عسكره الفضاء والانسحاب من المعاهدات الاستراتيجيه الدوليه مع روسيا فيما يخص الصواريخ النوويه والاسلحه النوويه

تميل الديماغوجيه الترامبيه الى خداع الشعب بلغه الأرقام وهو ما رأيناه في خطاب 22 فبراير المغرور والذي سبق هجوم وباء كورونا الكاسح باسبوع ومن يتابع ذلك الخطاب يشعر بفداحه الكذب والغرور والاستخفاف عندما وقف السيد ترامب يتحدث عن معجزته الاقتصاديه المزعومه
من دون حتى الاشاره الى الوضع الجيد نسبيا الذي ورثه عن الديموقراطيين ولا حتى عن الدعم اللامحدود الذي لقيه بعد ابتزاز الدول النفطيه الثريه ومن قنوات ابتزازيه أخرى والذي يصل ربما ماهو معلن وما هو سري الا ما يقارب ال سبعمائه مليار دولار !!
كلها بأسلوب البلطجه والابتزاز فاين هي مأثرته العظيمه التي يدعيها

ولدى ترامب بوصفه بورجوازي متعصب وبحكم تربيته البورجوازيه المتعاليه العفنه حقدا وكراهيه قديم لكل برنامج اجتماعي ذي نفس اشتراكي لصالح الفقراء وذوي الدخل المحدود وهو ما نلمسه من هجومه الحاد على برنامج خصومه الديموقراطيين فيما يخص فكره رفع الضرائب و برنامج (أوباما كير) للرعايه الصحيه
او أي مكتسبات اجتماعيه أخرى موروثه من زمن العصر الذهبي للديموقراطيه الاجتماعيه ( الثلاثينات – السبعينات )

وفي العموم تتم قراءه السياسات الترامبيه في ضوء المصالح التقليديه لتجمعات النفط والسلاح الضخمه وفي ضوء ( ربما ) الصراع الخفي المحموم بين جناحي البورجوازيه !! (المنتجه والماليه كما يرى البعض )
وفي ضوء الازمه الاقتصاديه العالميه وفي ضوء الذعر البورجوازي الامبريالي الأميركي من الصعود الصيني الاوراسي ومشاريعهما العملاقه مع تراجع المكانه الاميركيه عالميا والدخول في حقيقه العالم متعدد الأقطاب وانتهاء ما يسمى بالنظام الأحادي القطب او (الزمن الأميركي )
وهناك ذعر من نوع اخر يتمثل في القنبله الديموغرافيه في اميركا وحقيقه التغيير الديموغرافي المذهل الذي سيحصل في اميركا خلال الثلاثه العقود القادمه حيث ستفقد الاغلبيه البيضاء غالبيتها لمصلحه الملونين على اختلاف طوائفهم واعراقهم وهذا يعني حدوث تغيير كبير في الثقافه الاميركيه والفكر والسياسه

تسعى الترامبيه بحكم ماسونيتها وصهيومسيحيتها الى مقاربه ظالمه ومجحفه للقضيه الفلسطينيه وللصراع العربي الإسرائيلي لغرض الاحتفاظ بالدعم الصهيوني العالمي ( تجمع ايباك مثلا ) في محطات هامه كالانتخابات الاميركيه مثلا

وبعيدا عن النهج الصهيو مسيحي العنصري الماسوني والمزاج النيوليبرالي المتوحش السائد
فالمشهد الأميركي الراهن يقدم لنا إشارات مدهشه في هذا السياق أي بخصوص التغيير القادم تقريبا في منتصف القرن مثل حزب القهوه وحركه السود مهمه وتيار ساندرز الاشتراكي ونشاط انصار البيئه وغيرها من الحركات الجديدة التي اخذت تنتشر في السنوات الأخيرة وتوحي بان ثمه تغييرا قادما في الأفق أي في العقود الثلاثه القادمه
وان جنينا جديدا بدأ يتخلق الان في احشاء المجتمع الأميركي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نصب خيام اعتصام دعما لغزة في الجامعات البريطانية لأول مرة


.. -حمام دم ومجاعة-.. تحذيرات من عواقب كارثية إنسانية بعد اجتي




.. مستوطنون يتلفون محتويات شاحنات المساعدات المتوجهة إلى غزة


.. الشرطة الألمانية تفض اعتصاما طلابيا مناصرا لغزة بجامعة برلين




.. غوتيريش يحذر من التدعيات الكارثية لأي هجوم عسكري إسرائيلي عل