الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معلبات فارغة للإستهلاك العام

حمدى عبد العزيز

2020 / 10 / 31
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


(تمكين المرأة) ، (تمكين الشباب) ، (تمكين الأقباط) ..
، كلما ترددت هذه العبارات في المواسم والإستحقاقات والموالد والمهرجانات السياسية .. تتردد داخلي تلك الكلمات العبقرية للشاعر الراحل الجميل طاهر البرنبالي والتي جاءت ضمن تتر المسلسل الدرامي الشهير (حياة الجوهري)
[ .. ماتزيفوش الحقايق
ده الحق شق الليل ..
، والبحر ماعادش رايق
والبحر صبره قليل ..]
كلمات طاهر البرنبالي تأتي كاشفة وملائمة تماماً لماينبغي لنزع غطاء الزيف الذي تمثله هذه العبارات التي اصطلحت كمعلبات شعارية صنعت بعناية وتنسيق لكي يسيل لها لعاب الإستهلاك العام ..
، نعم هي في حقيقة الأمر مجرد شعارات قشرية تم انتاجها ودفعها للتداول العام من أجل تزييف الوعي والإلتفاف علي أصول وأسس العلل القائمة ، والتناقضات الأساسية التي تحكم واقعنا ..
، وكذلك الألتفاف علي الأمر الجوهري في تنظيم الدور الحقيقي للدولة ، وهو توفير قدر معقول من الحصانة لعموم الناس ضد التهميش الإجتماعي والإنسحاق الإقتصادي في ظل دولة المواطنة التي تقوم علي عقد ضمان حق المواطنة والإلتزام المطلق بالمساواة الحقوقية والواحباتية أمام القانون وكافة أجهزة الدولة ومؤسساتها بغض النظر عن المكانة الإجتماعية والوظيفية والملاءة المالية ، والنوع الجنسي ، والمذهب الديني والعقائدي ، وإحقاق مبدأ تكافؤ الفرص أمام جميع من يحملون الجنسية المصرية ..
التمكين الحقيقي هو تمكين الشعب وإنهاء كافة أشكال ومحاولات الوصاية السلطوية عليه ، وإعلاء شأن العقد الإجتماعي بين الشعب والدولة فوق كل اعتبار سياسي أو سلطوي ، واحترامه كإطار يحكم جميع التشريعات وتصرفات الأجهزة والمؤسسات والأفراد أياً كانت وظائفهم ومراكزهم السلطوية ..
التمكين الحقيقي للشباب لايكمن إلا في مواجهة تفشي البطالة بسياسات بديلة تفتح قاعدة التشغيل في سياق بناء اقتصاد وطني متطور
والتمكين الحقيقي للمرأة هو في تحصينها من الفقر وعدم دفعها باستمرار لتدفع النصيب الأكبر من فاتورة التخلف المادي والظلم الإجتماعي الناجم عن سياسات بعينها ..
وتحديث ثقافة المجتمع لن يتم إلا عبر التحديث بنية المجتمع ذاته ، بمايعني تطوير الأسس المادية لحياة الناس علي أسس من الكفاءة والعدل الإجتماعي ، واحترام الحريات العامة والشخصية ، واقرار القانون علي أساس إعلاء مبدأ المواطنة واتاحة تكافؤ الفرص للجميع ، وبالتالي سيعني ذلك القضاء علي أي نوع من أنواع التمييز علي أساس طائفي أو ديني أو مذهبي أو جنسي ..
فلنتوقف عن التلاعب المستمر بتلك الشعارات المزيفة حول تمكين الشباب والمرأة والأقباط ، ولنلتزم باحترام جوهر قضايانا حتي نستطيع التعامل الجاد والحقيقي معها بتناول أقرب إلي العلاج الفعال ..
_______________
20 أكتوبر 2020








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ


.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا




.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟