الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاخونجية المسيحية

محمد عبد الله الاحمد

2006 / 7 / 12
ملف - 1 تموز 2006 - العلاقة المتبادلة بين العلمانية والدولة والدين والمجتمع


حتى لا يستفز احد من هذا العنوان اسرع لاقول ان الديانة المسيحية ديانة محبة , و اني احترمها احتراما خاصا قد يزيد عندي لاني ميال بطبعي لقضية المحبة بين البشر و كثيرا ما اجنح في التحليل حتى السياسي للوجدان المسيحي الجميل و لا اجد غربة في هذا عن اعتقادي المحمدي بل اظنه يزينه .
في حمأة البحث عن علمانية المجتمع بالمعنى السياسي غير الاقصائي و بمعنى قبول المؤمنين اعضاء طبيعيين في الصف الباحث عن مجتمع حر و طبيعي لا تناحري, تنشأ بشكل يبدو انه مخطط دعوات لخلق (قضية مسيحية) في العالم العربي (المشرقي) حيث لا مسيحية تذكر في المغرب و فيه يساوي المغاربة خطأ العروبة بالاسلام .
يكفي للتأكد مما نقول الاطلاع على الحالة في مصر هناك حيث لم يعد امام قنبلة الفتنة الموقوتة حتى تكتمل هيأتها الانفجارية الا ايجاد القطب السالب و الصاعق اللحظي المباشر في ظل حكومة تشارك في الجريمة بسكوتها الواضح لاسباب معروفة سياسيا تتعلق ببقائها اللاديموقراطي الامني (كحل اجباري للمجتمع المتناحر ) حتى لا نقول انها ربما تغذي الازمة بطريقة او اخرى !! … كما انه يكفي الباحث ان يقرأ بعض المقالات الكيدية الطائفية أو ان يدخل على الشبكة الالكترونية في بعض المواقع الطائفية (مسيحية و اسلامية) و حتى الى غرف البالتوك المعدة خصيصا لاثارة النعرات .
كما انه من المهم الانتباه الى ان جو النعرة الطائفية و جو الكراهية الطائفي يقوم بشكل تلقائي باعطاء دور البطولة على الارض لانصاف المثقفين و هي قضية شديدة الخطورة فهم اخطر بكثير من الاميين لانهم يحفظون بعض الكلام الذي يسترعي انتباه العامة المتحفزة لاضافة الفكرة الى الاستعداد التناحري و ربما الى ….. السلاح ! و ليس من احد بأفضل من اخوتنا اللبنانيين لاعطائنا الامثلة حتى الاسمية لقادة الحرب الاهلية الحقيقين على الارض الذين اختاروا لانفسهم ألقاب تناسب (بطولاتهم) في القتل و التخويف و ارهاب المجتمع و لقد كان الفنان الرائع زياد رحباني بارعا في تقديم هؤلاء في فنه و ربما اغلبنا يتذكر (ابو الجماجم)
وذاك (المناضل) الثورجي الذي (عمل لبنان لحمة بعجين) بعد ان سطا على (خرجيات) رفاقه لدعم مستقبل …… لبنان !!
و دون عناء بحث يستطيع الجميع ان يجد امثال (ابو الجماجم ) اليوم في اغلب زواريب حياتنا و من كل الطوائف .
فغرف البالتوك مثلا ممتلئة بالعناوين التكفيرية المتبادلة و اغلبها تدار من انصاف مثقفين مرشحين في حال اشتداد الازمة لكي يكونوا قادة ميدانيين للحرب الطائفية القذرة (ابو الجماجم) و هم يملؤون الان عقولهم بالكراهية في كل الاتجاهات ما عدا اتجاه انتمائهم الطائفي ثم يباشرون بملئ عقول الاخرين في مشهد فظيع و شديد الخطورة , حيث للاسف ينحصر هامش الدور المناط بالمثقف الحقيقي الواعي في مساحات خجولة هنا و هناك بسبب ازدواجية تآمر الاعلام الرسمي و الشبه رسمي من جهة و من جهة اخرى ضعف ثقافة قبول الاخر حتى بين المثقفين عندنا حتى لتخال ان بعضهم قد وقع في براثن المثل العامي المعروف (اذا جن ربعك عقلك ما بينفعك ) !!!!
منذ بضعة ايام قررت انا كثير الغلبة ان ادخل غرف البالتوك بمختلف مشاربها حيث وقعت على غرف مهمتها تحريض النعرة الطائفية و أخرى تحت عناوين الحرمان الديموقراطي تريد سحق حتى حرية الرأي عندها و قد كان لي تجربة مع متدينين مسلمين انتهت بشتمي و تقريعي و اتهامي بالكفر مع اني رجل مؤمن و الحمدلله لمجرد اختلافي معهم بالرأي .. اما الذي فاجأني و صدمني فهم بعض الاخوة المسيحيين الذين اسسوا على الشبكة غرف تحريضية ضد مقدسات المسلمين بطريقة تهدف ربما الى تصنيع انتحاريين مسلمين على مذبح حرب موعودة مع المسيحيين ترفع الكتف عن التناقض الاهم (الحقيقي) مع اسرائيل !!
هنا من المهم التوقف طويلا عند ما يشبه الفكر الاخونجي المسيحي و هو فكر ايضا تكفيري و اقصائي و الغريب في الامر انك اذا كنت قادرا على البقاء على ضفة المحبة و التسامح فأنت تصبح مستفزا على الفور و خطرا على الكراهية (الضرورية) للفكر التكفيري و لا مجال للحوار .
لست من مناصري نظرية المؤامرة و لكني لا استطيع ابقاء عقلي حياديا امام مشهد و توقيت تنشيط الاخونجية المسيحية في الايام و الاشهر الاخيرة , كما اني لا استطيع ابقاؤه حياديا عند ادراكه ان ادارة بعض مظاهر الاخونجية هذه يشترك فيها مسيحيون من سورية و لبنان و مصر في آن معا !!
و هكذا فمنذ الحادي عشر من سبتمبر و نحن نعاني من نقل المعركة لتكون بين تكفيرية امريكية و تكفيرية اسلامية تدفع فيها
الشعوب فاتورة مؤلمة و باهظة من دمائها و تطورها الانساني السلمي و الان ربما المطلوب ان نخضع لمشهد محلي تابع لهذه الحرب القذرة ستكون بين اخونجيتين عدميتين اسلامية و مسيحية
لا مكان للعقل فيها . و يصبح السؤال الاهم أي فكر سوى الفكر التقدمي بقادر على حل هذه المعضلة ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وملف حجب تطبيق -تيك توك-.. تناقضات وتضارب في الق


.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب




.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م