الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسنان وأنياب الديمقراطية

نبيل محمود والى

2006 / 7 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


استمرارا لمسلسل التلاعب بالأديان أستغل نظام الحكم في مصر أجواء الحرية والديمقراطية العالمية والتي يتغنى بها وأستورد من الولايات المتحدة الأمريكية المواطن المصري ماكس ميشيل بصفته الأنبا ماكسيموس الأول والذي حصل على رتبته الدينية في بلاد العم سام !! وتم السماح لنيافته بمباشرة دعوته الدينية بإقامة مجمع مقدس تحت التأسيس منفصل ومستقل تماما عن الكنيسة الأرثوذكسية التي يترأسها البابا شنودة بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية وراعى كنيسة الغالبية العظمى من أقباط مصر ..

بموافقة الأمن لم يدخر الأنبا ماكسيموس الأول وسعا في البدء في ممارسة صلاحياته بالدعوة لإقامة الشعائر الدينية والإعلان عن نفسه وعن المجمع المقدس الذي يترأسه ومخاطبة الشعب القبطي في مصر والمقدر بعشرة ملايين مواطن عبر وسائل الإعلام والدعوة إلى المذهب الأرثوذكسي الجديد والذي يتناقض تماما مع تعاليم الكنيسة الأرثوذكسية عبر القرون وتتعارض أطروحاته مع تلك المواقف التي يتبناها البابا شنودة ..

الأنبا ماكسيموس الأول يبيح الطلاق والزواج المدني في الشريعة المسيحية في ظل وجود أكثر من مائة ألف حالة طلاق تنظر أمام الكنيسة منذ عقود كما أن نيافته يوافق على سفر أقباط مصر لإسرائيل لزيارة الأماكن المقدسة خلافا لما هو عليه موقف البابا شنودة مدعيا أن تلك سياحة دينية ستنشط الاقتصاد الفلسطيني كما يطالب الأنبا ماكس ميشيل أيضا بمواقف معارضة لمواقف الكنيسة الأرثوذكسية فيما يتعلق بالتطهير العرقي لجميع رموز الفكر في الكنيسة إضافة إلى خلافات عديدة أخرى لا يتسع المقام لذكرها ..

إلى حين صدور القرار الجمهوري بالترخيص للمجمع المقدس الجديد برئاسة الأنبا مكسيموس الأول ستزداد رقعة الانشقاق والانقسام داخل الشعب القبطي في مصر مابين رجعى متزمت وإصلاحي متطور وستلاقى الدعوة الجديدة إقبالا واسعا مما سيزيد من الانفلات في المجتمع المصري عامة والقبطي خاصة وستبدأ القيادات والرموز المثقفة القبطية في الداخل والخارج الاهتمام بمقارعة دعوى الإصلاح الجديدة ومحاربتها والتصدي لها ..

لقد ألقى نظام الحكم في مصر قنبلة من العيار الثقيل مزدوجة التأثير في بحيرة أقباط الداخل والمهجر فمن ناحية لن يقوى الأقباط أنفسهم على مواجهة والتصدي فكريا وعقائديا للآثار الجانبية لتلك القنبلة لأنها تمس مطالب الجماهير القبطية التي ضاقت ذرعا بكل ما هو قائم في الوطن وعلى أتم الاستعداد للحلول والتحول بعد فشل قيادتهم الدينية في حل مشاكلهم الاجتماعية ..

ومن ناحية أخرى فالمعارضين السياسيين المطالبين بحقوق أقباط مصر من أقباط المهجر أصحاب أصوات المعارضة العالية في أمريكا وأوروبا سينكفئون الآن على حل هذا الصراع الداخلي في عقيدتهم والذي وصل إلى عقر دارهم وستخبو ا معارضتهم و إستقوائهم بالأجنبي على حد قول أقطاب الحكم في مصر ضد النظام ؟ وتلك كانت الهدف منذ بداية استقدام الأنبا ماكسيموس الأول ! وكما قال الرئيس السادات إن الديمقراطية لها أسنان وأنياب أشرس من الديكتاتورية ... مما يعنى أنه بالديمقراطية أو الديكتاتورية سيظل نظام حكم يوليو1952 جاثما على صدور مسلمين وأقباط مصر معا يتلاعب بهم كيفما ووقتما وأينما شاء !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: ما مبرّرات تكوين ائتلاف لمناهضة التعذيب؟


.. ليبيا: ما سبب إجلاء 119 طالب لجوء إلى إيطاليا؟ • فرانس 24




.. بريطانيا: ما حقيقة احتمال ترحيل مهاجرين جزائريين إلى رواندا؟


.. تونس: ما سبب توقيف شريفة الرياحي رئيسة جمعية -تونس أرض اللجو




.. هل استخدمت الشرطة الرصاص المطاطي لفض اعتصامات الطلاب الداعمة