الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تخدم الصهيونية مجاناً؟

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2020 / 11 / 1
كتابات ساخرة


يقدّم إعلام "الترللي" المقاومجي الذي تديره جوقات من المهرجين عديمي الخبرة أشباه الأميين غير المهنيين القادمين من دهاليز المسوبيات والعلاقات والاعتبارات البدائية الجهلة بأبسط مبادئ الإعلام المهنية وبسايكولوجيا الحروب والجماهير، ويقدمون بذلك خدمات جلّى لمن يقولون عنهم أنهم "العدو الصهيوني"، الذي تجب محاربته والقضاء عليه لكن لا يفتأون بنفس الوقت من خدمته على أحسن وجه ما يبعث الغبطة والفرح بنفوس أولئك "الصهاينة"، لكنهم يحجمون عن شكر هؤلاء العباقرة علناً لأسباب شتى.

وهنا، وفي هذا المقال التوضيحي، نحاول أن نشرح، ونتعلم من المقاومجية، أنفسهم، وبسبب جهلهم المعرفي والمهني، كيف تخدم الصهيونية بـ"بلاش" وبلا معلم بثلاثة أيام. ويتعرف فيه المرء عن كثب كيف يقومون بالدعاية الغبية المجانية لإسرائيل؟

فبين فينة وأخرى، يبرز هؤلاء المهرجون في إعلامهم، ويقدّمونها على سواها، أخباراً وبـ"البنط" العريض، وكأخبار ساخنة وعاجلة على أن هناك سجيناً "فلسطينياً"، مضرباً عن الطعام، أو سيضرب عن الطعام، لسبب أو لآخر.

والآن، كمهني، كيف تقرأ خبرا يقول ان سجينا فلسطينياً، في سجون إسرائيل يعلن إضرابه عن الطعام؟
وهناك، بداية، الآن، وبالقانون الدولي، جملة من القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء التي أوصى باعتمادها مؤتمر الأمم المتحدة الأول لمنع الجريمة ومعاملة السجناء المعقود في جنيف عام 1955 وأقرها المجلس الاقتصادي والاجتماعي بقراريه 663 جيم (د-24) المؤرخ في 31 تموز/يوليو 1957 و 2076 (د-62) المؤرخ في 13 أيار/مايو 1977، والتي تفرض جملة من الإجراءات التي تتابع السجين من لحظة القبض عليه حتى انتهاء محكوميته هذا في حال إدانته، إضافة لاتفاقية حنيف بشأن معاملة أسرى الحرب المؤرخة في 12 آب أغسطس / 1949 التي تؤكد أن إسرائيل تلتزم بها لأبعد الحدود عكس أنظمة كثيرة بالمنطقة وغيرها.

واولا وقبل كل شيء عليك أن تعرف، وبغض النظر عن الاعتقال وأسبابه والمواقف المبدئية منها، أن هذا الأسير معتقل بشكل قانوني والدولة التي تعتقله تقر وتعترف بوجوده عندها عكس من يخفون السجناء ولا يعترفون بوجودهم ولا أحد يعلم شيئاً عن مصائرهم، وهذا المعتقل خاضع، بالتالي، للقانون والقضاء وليس لسلطات السجن، وهو، على الأقل، وحتى لحظة الإعلان، بخير وبصحة جيدة وقادر على الصيام.

وعندما تقول أنك مضرب عن الطعام فهذا يعني اولا وجود طعام لا يريد تناوله بمشيئته وإرادته وهو سلوك حر، وأن الطعام يقدّم له وهذا إجراء قانوني وجزء من إجراءات الاعتقال وحقوق السجين التي تحترم من قبل إدارة السجن.

الأمر الآخر حضور ووجود الصحافة والإعلام الحر الذي ينقل صوت ورأي المعتقل والمسموح له أن يتابعه ويزوره ويقوم بتصويره وهو داخل السجن..

وربما الأهم من ذلك أن هذا السجين يمارس حقا من حقوق الإنسان المنصوص عليه بالقانون الدولي وهو الاحتجاج السلمي والإضراب وحرية التعبير المكفول بالقانون ... والأكثر أهمية انه لم يختف ويباد وما زال، عملياً، على قيد الحياة...

والآن، هل حان الوقت للتوقف عن ضخ الدعاية المجانية للآخرين وتمجيدهم والتفخيم بهم وإظهارهم كدول ملتزمة بالقانون الدولي وتحترم حقوق الإنسان في رسالة مغايرة لما يراد إيصاله، لاسيما، أنه، اليوم، بات كل شيء بـ"فلوس" ولا يوجد أحد يقوم بدعاية وإعلانات مجانية لأحد يخدم بها الآخرين ويسوّق لهم خاصة على مستوى الدول وتجميل صورتهم أي القيام بـ"التطبيع" العلني والإعلامي معهم وبتلفزيونات وطنية هي ملك للشعب ، فحمد وشكر العدو وإظهاره بمظهر حضاري هو أكثر من عملية تطبيع وربما أبعد من إقامة علاقات دبلوماسية يا عباقرة يا فهمانين "أنت وياه".....

فعلاً: لقد هزلت حتى بدا من هُـزالها *** كلاها وحتى سامها كل مفلس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف


.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي




.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد