الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذاك المرض..تلك الميليشيات

ليلي عادل

2006 / 7 / 12
الارهاب, الحرب والسلام


مذ عرف مرض السرطان طريقة الى تدمير خلايا جسم الأنسان و الأنتشار و بسط هيمنته الكاملة على ذاك الكائن الضعيف ..حتى أصبح مجرد لفظ أسمه يجلب الخوف و الرعب لذا فأن الكثير من البشر بسطاء كانوا ام علماء ..منذ ذلك الحين يتحاشون لفظ كلمة سرطان ...و يستعاض عنها ب (ذاك المرض) ..كأنها تعويذه لأبعاد خطر الأصابة به ...اليوم نسمع و نرى الكثير من الممارسات المشابهه لتلك حيث تقول الأخبار و تذكر المؤتمرات و تصرح الشخصيات السياسية ..ان جماعات مسلحة ..و مليشيات مسلحة ..و عصابات ترتدي الأسود ...و جثث مجهولة ..و جهات مجهولة ...كأن ذكر جيش المهدي ..أو عناصر فيلق بدر ..أو تحديد هويات الجثث التي لابد ان تكون لها هوية ولو بعد حين ..و تحديد المسؤولين عن جرائم الخطف و الأغتيال بأسمائهم الصريحة ..و تحميل قيادات تلك الميليشيات مسؤولية تلك الجرائم من خطف علني في وضح النهار و أغتيال أمام أنظار القوات الحكومية و ربما بمعونتها ..مثل تحميل حجة الأسلام و المسلمين الجديد مقتدى الصدر المالك الرسمي لعصابات المهدي ..و مسؤولية عبد العزيز الحكيم و هادي العامري ..و ذنبهم الصغير صولاغ ..عن جرائم قامت بها بدر بزي الشرطة من سرقات و قتل و خطف و تعذيب ...أقول كأن تحديد تلك الهويات ..كذكر مرض السرطان سيجلب الشر و الموت..و ربما هو كذلك .لكن اليوم أصبح الموت واحد و من الضروري تحديد سبب الموت قبل حدوثة ...حتى ذوي الضحايا ...وهذا ما يثير الأستغراب ..يتحاشون تسمية الأشياء بأسمائها و يتسترون عن الجاني ..فماذا بقي لنخسره بعد ان خسرنا كل شيء علام نخاف !!!
الكل اليوم يتنطع بمصطلح المصالحة الوطنية ...شبعنا مفردات و مصطلحات و مؤتمرات و لجان ..فلم المالكي يتحدث من كردستان عن المصالحة ...و هل سيتكبد عناء قطع أجازته الصيفية و يتفضل بتحقيق ما يقول فعليا".. أم هو حبر على ورق و أنجاز وهمي للتاريخ ...نحن العراقيون شبعنا دم شبعنا مشاهد موت و صوت رصاص أنا و جاري لا نحتاج ان نتصالح لأننا لم نتخاصم بعد...فلتتصالح الرؤوس الكبيرة و لتتحاصص كما تشاء و ليتراضوا كما يريدون ..أما نحن فلا نريد شيئا" سوى ان يتركونا نعيش حياتنا بصمت دون زجنا في أقتتالهم و في تصالحهم .. و لتكف الحكومة و مسؤوليها عن تصريحاتهم المجانية بخصوص خلو القوى الأمنية من عناصر مسيطرة تابعة للميليشيات ..وهي تحوي في مكونها الأساسي على قيادات منتدبة عن تلك المليشيات .....و باتت قوى الدولة عبارة عن حراسات توفر الفرصة و المعلومة و تسهل مهمة تلك الميليشيات في مخططات السيطرة و التطهير و فرض مفاهيمها و معتقداتها على كل العراقيين بقوة السلاح ...و للذين يتساءلون عن معنى للأرهاب فلا أجد أرهابا أبلغ من ذلك .
لنسم السرطان سرطانا" و لنعترف ان علاجة أما البتر او الموت ..
كذلك الأمراض التي تكونت و تفشت داخل المجتمع العراقي من تقسيمات و تصنيفات (عرقية و مذهبية و دينية و عشائرية و قومية ..محاصصية) لنسمها بمسمياتها الصريحة و لن يكون الخلاص العراقي إلا ببترها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لمحة عن حياة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي


.. بالخريطة.. تعرف على طبيعة المنطقة الجغرافية التي سقطت فيها ط




.. شاهد صور مباشرة من الطائرة التركية المسيرة -أكنجي- والتي تشا


.. محاكاة محتملة لسقوط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في م




.. أبرز حوادث الطائرات التي قضى فيها رؤساء دول وشخصيات سياسية و