الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا أوردوغان راعية العقيدة وحامية حمى الاسلام

محمد يعقوب الهنداوي

2020 / 11 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أي قبل اسبوعين فقط، انطلقت حملة سعودية/ إماراتية لمقاطعة البضائع التركية، وكانت أسباب الحملة تتمحور حول بضع نقاط رئيسية:

أولا: دور الحلف التركي القطري في دعم حركة الأخوان المسلمين، ويمتد ذلك من الصراع ضد سلطة السيسي العسكرية في مصر وحليفها (خليفة حفتر) في ليبيا، وصولا الى المتاجرة بقضايا الويغور في الصين، مع ان هذه المسألة الأخيرة تراجعت كثيرا مؤخرا بسبب صفقة مصالح تجارية محتملة بين الصين وتركيا.

و يصح ذلك أيضا على ايران التي بلعت لسانها تماما وسكتت عن الاضطهاد المزعوم للويغور الصينيين، وهو موضوع أثير لوسائل الاعلام الغربية هذه الايام مع تصاعد الصراعات الاقتصادية والتقنية والسياسية بين الصين وأمريكا، وذلك بسبب الحصار المفروض على ايران وطمعها بصفقة منافع ضخمة ضمن مشروع "طريق الحرير" الصيني، أو ما يسمى (حزام وطريق واحد).

ثانيا التدخلات التركية العسكرية والسياسية والمخابراتية في سوريا والعراق وليبيا وغيرها من بلدان الشرق الأوسط، ويدخل ضمن هذا الدعم التركي المعلن لداعش والقاعدة وفتح خطوط الامداد البشري والعسكري والمالي والتسليحي والمخابراتي بل وحتى على الصعيد الطبي وأنظمة الاتصالات لها على أوسع نطاق، وهو ما يتم باشراف وموافقة غربية شبه صريحة طوال الوقت، ومن ثم استثمار الأزمة السورية المتواصلة لتجنيد قوات مرتزقة بأرخص الأثمان من الشباب السوري البائس الذي وقع في براثن التنظيمات الإسلامية التي تدعمها وتشرف عليها وتحركها تركيا، للقتال في ليبيا وأذربيجان ومواقع أخرى تدخل في حقل السمسرة التركية ومتاجرتها بالإسلام والمسلمين لخدمة مصالحها الاقتصادية والسياسية ومحاولة مقايضة ذلك بمكاسب في العلاقة مع أوربا التي يزداد رفضها لاحتمالية دخول تركيا الى الاتحاد الأوربي، الى جانب تلاعبها بمصائر ملايين اللاجئين والمشردين السوريين الذين لعبت تركيا ذاتها، ولا تزال، الدور الأبرز والأخطر في تدمير مدنهم وقراهم وكل مقومات حياتهم وأمنهم.

ثالثا: النزاع المصري التركي حول ملكية حقول الغاز المكتشفة والتي يجري استكشافها في البحر الأبيض المتوسط، والتي مارست فيها تركيا استفزازات علنية وصارخة ضد اليونان وقبرص ومصر وإسرائيل وحاول اردوغان تحقيق اختراق غير عادي عبر التحالف السياسي والاقتصادي مع حكومة (فايز السراج) الليبية.

رابعا: المتاجرة التركية الأزلية بقضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ومحاولة استثمار كل ما يمكن استثماره لإعادة بناء مجد الإمبراطورية العثمانية الغابرة، هذا مع الحفاظ طبعا على أقصى ما يمكن من الروابط الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية مع اسرائيل وبما يضمن المصالح التركية على الدوام.

وبين هذا وذلك تدخل قضايا وتفاصيل أخرى من بينها المزاعم بخلاف أمريكي تركي حول شراء تركيا منظومات أسلحة روسية خلافا لرغبة أمريكا وحلف الناتو، والدعم التركي لمنظمة حماس والجهاد الإسلامي في غزة وخلافاتها مع إسرائيل بهذا الشأن، وغيرها، لكن دون أن نغفل مسألة مهمة دأبت تركيا على استثمارها الى الحدود القصوى في نزاعها مع السعودية وهي قضية قتل وتقطيع الصحفي السعودي (جمال خاشقجي) واختفاء بقايا جثته في القنصلية السعودية في إسطنبول.

والمثير للسخرية دائما بخصوص كل هذه القضايا هو مستوى المرونة التركية والاستعداد للانقلاب الى الموقف المعاكس تماما فور توفر المنافع الملموسة للدولة التركية والحزب الإسلامي الذي يحكمها بقيادة أوردوغان الذي أثبت طوال الوقت أنه شخص عديم المبادئ والقيم ككل المتاجرين بالأديان على مر العصور والأزمان.

قاد حملة "مقاطعة المنتجات التركية" رئيس غرف التجارة السعودية، عجلان بن عبد العزيز العجلان، الذي دعا في 3 أكتوبر/ تشرين الأول إلى "مقاطعة تركيا في مجالات الاستيراد والسياحة والاستثمار"، مشيرا إلى أن "هذه التحركات واجب وطني على كل مواطن سعودي".

وسرعان ما امتدت تلك الحملة الى الإمارات والكويت ومصر وليبيا والمغرب وغيرها.

وعلى طريقة رقص القرود المعروفة عن السلطات التركية، خرج المدعو ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي، في قناة الجزيرة القطرية ليصرح بمنطق بالغ التفاهة والتهريج والارتزاقية باسم الدين قائلا:

"العقلية الكامنة وراء المقاطعة السعودية للمنتجات التركية: أن تجهل أن الرزاق هو الله"!

وهو لم يتوقف عن التنكيت واستغفال جمهوره البليد هنا بل استمر قائلا:

"لا يمكن أن تندرج تحركات العجلان في إطار حرية التعبير من دون أن تكون موجّهة من مركز صنع القرار في السعودية، ويرجع استمرار السلطات في الرياض بنفي الإقرار بتورطها في حملة "منع المنتجات التركية" إلى أن هذه التحركات غير قانونية بموجب الأحكام الملزمة في اتفاقيات التجارة الدولية واتفاقيات التجارة الحرة."

إذن، نستنتج من كلام هذا المستشار العبقري لأوردوغان رئيس تركيا ان "هذه التحركات غير قانونية بموجب الأحكام الملزمة في اتفاقيات التجارة الدولية واتفاقيات التجارة الحرة".

لكن سياسة العهر المغلفة بالدين سرعان ما ستنقلب الى العكس تماما بعدما تبلورت خطة الهجوم على فرنسا التي كانت حتى الآن رأس رمح أوربا والعالم المتقدم بوجه أوردوغان، وأيضا باستخدام مطية الدين الصالحة لكل الحمولات هرع الأخوان المسلمون للتشويش على "مقاطعة تركيا" بالدعوة الى "مقاطعة فرنسا" وأمطرتها بمزاعم "إهانة الفرنسيين للدين الإسلامي" والدعوة لقبول المنتجات التركية بوصفها "بديلا إسلاميا" للمنتجات الفرنسية"، وبذلك ينكسر حصار المنتجات التركية والدعوة الى مقاطعتها!

وتأتي هذه الهجمات الإعلامية على الرغم من ان التبادل التجاري بين تركيا وفرنسا بلغ حوالي 15 مليار دولار خلال 2019 فقط، وصرح وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو بأن أنقرة تخطط لرفع هذا التبادل إلى 20 مليار دولار في 2020.

وواضح ان حملة مقاطعة البضائع الفرنسية محاولة تركية لإنقاذ بضائعها في أسواق منطقة الشرق الأوسط، خاصة وان تركيا تنافس فرنسا في مجال السلع الغذائية.

وهنا نسي أوردوغان ومستشاروه المنافقون الحمقى ان "هذه التحركات غير قانونية بموجب الأحكام الملزمة في اتفاقيات التجارة الدولية واتفاقيات التجارة الحرة"، و"العقلية الكامنة وراء المقاطعة تجهل أن الرزاق هو الله"!"


* * *

ولم يكتفٍ سلطان آل عثمان الدجال اردوغان بذلك، بل عمد عبر جوقة المطبلين من المرتزقة الأخوان المسلمين الى قرع طبلهم الأجوف الشهير بدعوى ان "فرنسا احتلت الدول العربية لعشرات السنين وارتكبت مجازر.."!

وتناسى هؤلاء البهائم وسلطانهم التافه أن تركيا احتلت بلدان الشرق الأوسط، وبضمنها البلدان العربية طبعا، لأكثر من 500 سنة وارتكبت جرائم إبادة لا تحصى بحق أبناء هذه البلدان فلم ينج منهم لا الارمن والأكراد والدروز والايزديون العراقيون والسوريون ولا المصريون والليبيون، بل وحتى في السعودية ذبحوا الناس على اسوار الكعبة التي زعموا ويزعمون أنهم يحرصون على قدسيتها وحمايتها.

واذا كانت فرنسا قد خلفت وراءها مدارس ومستشفيات وقناطر وجسور وطرق وبنايات ومؤسسات حكومية لازالت صامدة وشاهدة إلى يومنا هذا ....فماذا تركت تركيا في أي بلد عربي احتلته غير الخوازيق واغتصاب جندرمتها للنساء وتراث الخصيان والمماليك ومصائب السفربرلك والمجاعات الرهيبة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السحر سينقلب على الساحر اردوغان
مروان سعيد ( 2020 / 11 / 1 - 18:04 )
تحية للاستاذ محمد يعقوب الهنداوي وتحيتي للجميع
اردوغان هذا الثعلب الماكر من احفاد العثمانيين قد خرب سوريا والعراق وارمينيا وقبرص ولم يبقى له صاحب سوى ازربيجان وقريبا ستشاهد نهايته لاان الله يمهل ولايهمل
من اسبوع قصفت الطائرات الروسيو معيكر لجماعته ابادتهم عن بكرة ابيهم وهذه رسالة واضحة لكي يقف عند حده وذا لم يستجب واعتقد لن يستجب وهناك سيكون البكاء وصرير الاسنان
والمصيبة يقف معه الاخوان وقطر ويدعموه لاانهم نسيوا الخازوق العثماني وقريبا سيجلسوا عليه سوية
ومودتي للجميع

اخر الافلام

.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية


.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس




.. قبالة مقر البرلمان.. الشرطة الألمانية تفض بالقوة مخيما للمتض


.. مسؤولة إسرائيلية تصف أغلب شهداء غزة بالإرهابيين




.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في