الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طبيبتي الصغيرة مرضت

عبد السلام الزغيبي

2020 / 11 / 1
الادب والفن


قلم/عبد السلام الزغيبي

من يصدق.. الصبية الجميلة التي كانت تداويني مرضت.. هل اصبتها بعين حاسدة، أم اصابتها لعنتي؟
كنت أتردد على الصيدلية القريبة من سكني، أعرف مالكة الصيدلية منذ زمن بعيد يعود إلى الأيام الأولى لاقامتي. تساعد السيدة في عملها فتاة قصيرة بدينة، لكنها ممتلئة بالنشاط والحيوية نشيطة، فجأة تركت العمل بعدما غادرت إلى مدينة ثانية.
في يوم ما دخلت الصيدلية وجدت أمامي فتاة صغيرة جميلة إسمها "فالانتينا" لا تفارقها الابتسامة. وبدأت اتعامل معها كلما احتجت إلى بلسم.. وما أكثرها. تمر الأيام على عجل في لهاثها المتواصل٬ وتتسع حاجتنا إلى بلسم.. أي بلسم. بدت الفتاة أكثر جمالاً حين صبغت شعرها، مازحتها، وقلت لها: اعطني عنوان الكوافير٬ سأذهب وأصفف ما تبقى لي من شعيرات عنده، ضحكت وقالت: ولم لا٬ ما زلت شاباً٬ وشكلك بعيد كل البعد عن سنك المدوّن في الأوراق الرسمية.
الفتاة كانت كنسمة في حر صيف لاهب٬ تقيس لي الضغط، والسكري، وتستفسر دائماً عن صحتي وما جرى من أحوالي.
قبل أيام اختفت الفتاة الجميلة ولم أعد أراها في الصيدلية٬ رددت مع ذاتي ربما يمكن وراء السبب إجازة عارضة٬ فمن حقها الراحة كغيرها من العاملات.
ترددت في استفسار السيدة المالكة عنها، فمع كل يوم تتسع مساحة أسلئتي عن غيابها٬ أنا الذي كنت أرها يومياً٬ حين أمر متعمداً أمام الصيدلية٬ حتي لو كان إتجاهي بعيداً، احيبها وتسألني:
- اولا كالا (كل شيء على ما يرام)
- نه٬ بولي كالا (نعم٬ على أفضل حال)
هذا اليوم حزمت أمري وقررت الاستفسار عن غيابها. ذهبت إلى الصيدلية وانتظرت عند الباب قليلاً، حتى الانتهاء من تقديم الخدمة لإحدى الزبونات٬ ثم دخلت٬ وقلت من دون مقدمات:
- كاليميرا (صباح الخير)
- كاليميرا (صباح النور)
- كيف الأحوال٬ ما أخبار صحتك؟
- أحوالي ممتازة والصحة أيضاً
- حضرت اليوم للسؤال عن وصول كمية من لقاح الإنفلونزا
- ننتظر وصوله في نهاية الشهر
قلت لانتهز الفرصة وأسال عن فالانتينا تلك الفتاة الجميلة التي حيرني غيابها٬ قلت للسيدة المالكة:
- لاحظت غياب طبيبتي الصغيرة.. ما الأمر؟
كنت قد اطلقت عليها طبيبتي٬ إذ قلت لها ضاحكاً في زيارتي الأخيرة:
- ابتداء ًمن اليوم عينتكِ طبيبتي الخاصة٬ وسوف ادفع مرتبكِ٬ مع تقاعد محترم.
ضحكنا معا وكانت معنا صاحبة الصيدلية.
أعدت السؤال على صاحبة الصيدلية:
- افتقدت طبيبتي الخاصة منذ أيام عدة، علها تكون بخير
- ألا تعلم٬ لقد مرضت وذهبت إلى المستشفى وأجريت لها عملية في المعدة، وتمت بنجاح٬ هي الآن في فترة نقاهة.
تأسفت جدا عند سماعي الخبر وقلت لصاحبة الصيدلية:
- من فضلك، بلغيها سلامي وتحياتي٬ وتأكدي أنها ستعود قوية ومبتسمة كما تعودنا.. أنا في أنتظارها.. والزبائن أيضاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اختيار الناقدة علا الشافعى فى عضوية اللجنة العليا لمهرجان ال


.. صباح العربية | نجوم الفن والجماهير يدعمون فنان العرب محمد عب




.. مقابلة فنية | المخرجة لينا خوري: تفرّغتُ للإخراح وتركتُ باقي


.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء




.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان