الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملحمة انتفاضة تشرين الباسلة وما تواجهه من مخاطر

صادق محمد عبدالكريم الدبش

2020 / 11 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


ملحمة انتفاضة تشرين الباسلة وما تواجهه من مخاطر .
مرت انتفاضة تشرين بمنعطفات وتعرضت إلى هجمات شرسة وإرهابية قمعية ظالمة نتيجة تهور النظام الحاكم وسلوكه الإرهابي المجنون ، فخلال عام قدم المنتفضون والمنتفضات أكثر من سبعمائة ضحية وبدم بارد وأكثر من ثلاثون ألف جريح ومصاب ومعتقل ومغيب ، وما زال البعض من هؤلاء الأبطال مجهول المصير .
إن كذب وتظليل ورياء وخداع ، مقرون بالتعذيب والقتل والترهيب واقتحام ساحات التظاهر وملاحقة نشطاء الانتفاضة واعتقالهم وتغيبهم ، وهي السمة الغالبة لنهج وسلوك هذا النظام الفاسد ، والجميع شاهد قبل يومين كيف تصرف النظام وقواته الأمنية في اقتحام ساحة التحرير ورفع الخيم عنوة وترهيب المعتصمين واعتقال البعض منهم وتهديد أخرين ، وبذرائع بائسة وكاذبة لا تختلف في شيء عن سلوك حكومة عادل عبد المهدي التي أسقطتها انتفاضة تشرين .
ما زال هذا النظام يتوهم بأن إسكات صوت الانتفاضة أمر يسير ، من خلال وسائل وأساليب رخيصة وبائسة ، ولم يتعلموا الدرس جيدا ويستمرون في فرض إرادتهم وتحكمهم بمصائر الناس وتجويعهم وقمعهم وإذلالهم ، ولكن نقول !... لقد خاب ضنكم وخانتكم سريرتكم ، وستلحق الهزيمة بكم وبمن يقف معكم في الداخل والخارج وستنتصر انتفاضة تشرين رغم أُنوفكم وستخنعون صاغرين لإرادة شعبنا وهذا ليس ببعيد .
هل هناك من يشك في جرئت الشبيبة الشجاعة المضحية من المنتفضات والمنتفضين الأبطال ؟..
هؤلاء الشجعان المضحون بالنفس والنفيس الذين سطروا معاني البطولة والإقدام ونكران الذات وقدموا دمائهم رخيصة على مذبح الإباء والعزة والشرف ونكران الذات .
انتفاضة تشرين اليوم وقبل أي شيء أخر ، بحاجة إلى وضوح في رؤاها وأهدافها ، والفرز بين من معها ومن يماثلها العداء ، من المنافقين المخادعين من خونة الشعب وخونة الانتفاضة ، الذين يجب كشفهم وفضحهم وتعريتهم ، الذين هم بحقيقة الأمر لا يعدون كونهم خدم ومرتزقة للنظام السياسي القائم من أحزاب الإسلام السياسي الشيعي الحاكم وحلفائه من العرب السنة والقوى الكردية أو البعض منها ، إن هؤلاء يمثلون الخطر الأكبر على انتفاضة تشرين وعلى أهدافها وعلى وحدتها التي تمثل باكورة النضال الحقيقي التي تخوضه الانتفاضة وساحاتها وجماهيرها .
الانتفاضة بحاجة اليوم وأكثر من أي وقت مضى ، إلى قيادة واعية متمرسة شجاعة وبكوادر مجربة وقادرة على مقارعة نظام متخلف معادي للديمقراطية وللمواطنة ولدولة المواطنة وللحريات وللحقوق وللمرأة ، وطرق كل الوسائل السلمية لتعبئة الملايين وجرها إلى جانب الانتفاضة .
وتحتاج الانتفاضة إلى تنظيم ودعم ومشاركة فاعلة من السواد الأعظم من الناس ، والقيام بحملات جماهيرية ونشاطات مجتمعية في داخل العراق وخارجه ، لكسب التأييد والدعم الدوليين والأمم المتحدة والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان ولفضح النظام وأحزابه الفاسدة وما يقوم به من قمع وقتل وتغييب واعتقال ونشر الرعب والخوف بين الناس لثنيهم عن الدفاع عن حقوقهم والوقوف مع المنتفضين الشجعان .
إن وحدت الإرادة والعمل المشترك للمنتفضين هي الركيزة الأساس في أي نشاط يقوم به المنتفضون ، والضامن الحقيقي لتحقيق الانتفاضة للأهداف المرسومة .
الشيء الأخر والمهم تحتاج الانتفاضة إلى تنمية الوعي الاجتماعي بشكل متواصل وتراكمي ، وعبر تطوير الوسائل الإعلامية الدعائية والوسائل المختلفة والمتاحة ، لدفع الملايين الساكنة والمترددة ، التي ما زالت لا تعي مواقفها الحقيقية ومدى تأثيرها على تطور سقف الحقوق المراد أخذها من مستَغِليها ، وتوعيتهم بحقيقة هذا النظام القاتل والفاسد والتوقف عن دعمه ومساندته ، هذا النظام الذي سرق ونهب وأفسد كل شيء .
لا شك بأن تطوير الأعلام ورفده بالوسائل المختلفة وبالإعلاميين المتمرسين وبالكوادر المجربة لأمر غاية بالأهمية ، بما للإعلام من تأثير على الرأي العام العراقي والدولي .
الدعم المتواصل للانتفاضة واستمرارها وتطورها يتوقف على مقدار الدعم المالي العيني والنقدي ، لتتمكن الانتفاضة من الاستمرار ومواجهة خصوم الانتفاضة ، هؤلاء الذين سرقوا مليارات الدولارات وتسخيرها لشراء الذمم والتظليل والكذب والخداع ، وعلى الجميع أن يدرك هذه الحقيقة ونسعى وبشكل عملي وحقيقي للوفاء بتلك الالتزامات التي تقع على عاتق كل من يسعى إلى التغيير المنشود ولإعادة بناء دولة المواطنة .
هذه الأمور وغيرها لا تخص جهة بعينها ولا حزب بذاته ، إنما تقع على عاتق كل إنسان وطني غيور يسعى إلى تحقيق الاستقرار والأمن والسلام والرخاء والتعايش ، وتحقيق العيش الكريم لشعبنا بمختلف مكوناته وأطيافه ووحدة العراق وسلامته واستقلاله ورخائه .
1/11/2020








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تأخذ استراحة بشكل صحيح؟ | صحتك بين يديك


.. صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة




.. أمام منزلها وداخل سيارتها.. مسلح يقتل بلوغر عراقية ويسرق هات


.. وقفة أمام جامعة لويولا بمدينة شيكاغو الأمريكية دعما لغزة ورف




.. طلاب جامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس الأمريكية ينظمون مسيرة