الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وهم المرايا

أميره نصر

2020 / 11 / 2
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


تُرى هل تخدعنا مرايانا... أم تخبرنا نصف الحقيقه
ماذا لو أننا نرى أنفسنا فى مرآة لا ترى؛إنطفأت أنوارها منذ زمن.

تماما كعيون اليائسين فاقدي الأمل،هؤلاء الذين يرون نصف الكأس الفارغ دوماً ،القابعون في بئر الماضي،التائهون فى غياهب المستقبل .
فيروا فينا أحلامهم المحطمة ونفوسهم المشوهه،بل ويلقوا علي عاتق الأخرين مسؤلية رؤياهم التائهه.

التى طالما أشاحوا وجوههم عنها خشية مواجهة ذاتهم والاعتراف بها والإصطدام بحقيقة الصوره التى يفضلون الظهور من خلالها
تلك الإطلالة المزيفه التى تقيهم مشقة التغيير.

لا أستطيع الجزم أيهما يجذب الأخر ؟!
أيختار الجلاد ضحيته بعنايه؛أم تذهب إليه طواعية منها فلربما تعشق الضحية جلادها وتناديه
فكلاهما يجد فى الأخر ضالته وغايته المنشودة ذاك الشريك المناسب؛المكمل المكافىء لها تماماً.
ينتابني تساؤل بين الحين والآخر
من يصنع شخصية الضحيه والجلاد والمُنقذْ وما السر وراء إنجاذبهم،وربما أجد بعض الإجابات فى (مثلث كاربمان) الشهير فى العلاقات بين الضحيه والمُطارِد والمنقذ والذي يمكن فيها للمنقذ أن ينقلب إلى مجرم وجلاد .

تُرى هى مجرد أدوار قدريه جُبلْنا عليها؛ أم ظروف بيئيه مجتمعيه وميول نفسيه فطريه، ام تشوهات من صدمات الطفولة الاولى.

أم هي المرآة التي تُرينا من نحن ونرانا من خلالها ولربما كان إرثا أو شيئاً من الكارما إن جاز التشبيه.

ولما لا فالشبل فى قصتنا التى استلهمت منها هذا المقال ظلمه إختلافه وتفرده عن القطيع وربما ساقه إلى قدره المحتوم تماما (كبئر يوسف ) والذي كان أول مراحل تمكينه وتأهيله لمهمته الكبرى .

أما عن الجلادين وبالرغم مما تحدثه سياطهم من ندوب وألم؛إلا أنها قد تقوم بدور المعلم أحيانا فتلقننا دروسا نحتاجها لنشتد وتنتصب قامتنا وكأنها بمثابه التحديات فى الطريق أو الثمن المدفوع مقدما .

لقد رأيتها إختبارات تحديد الهويه فبإمكانها صناعة خاضعا مستسلم أو متمرداً خارج عن النص وربما تصنع منك أسداً،فالإختيار مسؤليتك بالنهاية .

حتى هؤلاء الذين نظنهم منقذين، نعتبرهم ملاذٍ آمن قد تخيب بهم الظنون أو ربما كان هذا الدور المطلوب منهم تأديته.

الجزء الأهم دوما كيف ترى أنت نفسك هل لديك القدره على إختبار مدى قواك؛فتحاول مساعدة نفسك وإنقاذها وإطلاق سراحها
أم ستستسلم لقضبان القفص الحديدي والحبال
التى ربما لم يكن لها وجودا من الأساس وإنما محض أوهام فكريه وخداعات نفسيه نسجت منها مخاوفك جبال شاهقه نخشى صعودها .

لذا قُم وتحسس قيودك بكل مره تظُنك فيها مقيّد؛ربما إستطعت أن تشق لأحلامك من خلالها طريق .

يذكرني ذاك الشاب الذكي الطموح راوي القصه بالشبل الذي أنقذ لأسد حين وضعه أمام مرآة الحقيقة وآراه نفسه لأول مره وكم انه أسد مُنقذ وليس شبل ضعيف .
فكم تدين لصاحب القصه وراوييها أسود وربما جلادون .
فكيف إختار هويته وحدد هدفه وفك قيوده غير آبه بقطرات من الدماء من الدماء كثمن زهيد لحريته كما صورها بالقصه.

إنه الخوف مجددا الذي يصنع من نقاط الدماء يحول بين المرء وحلمه وربما حريته وحياته بأسرها، وأضف إليه النظره الذهنيه الخاطئه عن أنفسنا ومدى قدراتنا .

لا تتردد قم بهذه الجريمه الأن وأقتل مخاوفك الذهنيه السلبيه الراسخه وأطلق لروحك العنان،دعها تقودك حيث تراك وثق بها.

إنه ذك الصوت الهامس بداخلنا الذي كثيرا ما نُسكِته تاركين العنان لكل فكره شارده وشعور طارىء يتحكم بأفعالنا غير مبالين بالنتائج،فهكذا هي النفس الخاضعه لبرمجيات مصطنعه تستقي قيمتها وصورتها من أشياء خارجه عن ذاتيتها حين يترك لها العنان بلا مرشد يحدد لها قيمها فيهديها سبيلها للنجاه .

دعني أخبرك أمرا صعب لكنه حقيقي جدا وسط كل هذا الزييف
تخلص من كل تصورات وأحكام الناس عنك كسر كل المرايا الزائفة التي تهديك صورا وهمية عنك عبثا نقول عنها الواقع
كن كالعصفور يحلّق في فضاء الكون بلا حدود وانجو بك؛فالأمر جدا يستحق عناء المحاوله.

وأخيراً قابلتني وبعد غياب طال كثيرا، رأيتني بمرآة الحقيقه،روح حره محلقه بلا أزمنة وأمكنة تقيدها.
لن تستطيع كل الجدران ان تمنع عنها الحريه ولا أقفاص وقضبان حديديه قادره أن تقيدها ،سأقتلع وهم القيود وأشيّد من الحبال والقضبان أوتاد ويغيب عن صمتي السكوت .

فلا شىء يحدث صدفه ؛كل الخطوات بالوقت محسوبة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العربية ويكند | انتقاداتٌ لاذعة طالت بايدن بسبب ابتسامة بعد


.. لحظة سقوط صاروخ أطلق من لبنان على مقر قيادة -اللواء الشرقي 7




.. العربية ويكند | استطلاعات الرأي تكشف تقدم اليميني الفرنسي جو


.. العربية ويكند | بعد إعلان وفاته مع رئيسي.. الحارس الشخصي لرئ




.. وزير الخارجية السعودي يؤكد لنظيره الأميركي دعم المملكة لجهود