الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أي مجلس، يدافع عن أية حقوق، لأي انسان؟ حول مجلس حقوق الانسان في الأمم المتحدة

عبدالله صالح
(Abdullah Salih)

2020 / 11 / 2
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


مجلس حقوق الانسان هو أحد المجالس الفرعية لمنظمة الأمم المتحدة و يضم 47 دولة، يتم توزيع مقاعده بين 5 مجموعات إقليمية، وظيفة هذا المجلس كما جاء في لائحة تأسيسه " المسؤولية عن تعزيز جميع حقوق الإنسان وحمايتها في كافة أنحاء العالم" !! يتم انتخاب أعضاءه كل ثلاث سنوات . فازت السعودية بدورتين متتاليتين، ولكنها أخفقت في الفوز مرة ثالثة يوم الثلاثاء 13 / 10 / 2020 بسبب عدم حصولها على العدد اللازم من الأصوات .نظرة بسيطة الى سجل حقوق الانسان في الدول التي فازت في هذه الدورة وفي الدورات السابقة، توضح لنا بشكل لا لبس فيه ماهية هذا المجلس.
الكل يعرف سجل السعودية في هذا المجال ، داخليا تسمى مملكة الصمت ، فمن خلال قوانينها المستوحاة من الشريعة الإسلامية، تتعامل بحد السيف مع مواطنيها وحتى الاحداث منهم. هناك غياب تام لأية حرية ،فردية كانت أم جماعية ، وهي لا تكتفي بقمع مواطنيها داخل حدودها فحسب، بل تصفي معارضيها بأبشع الوسائل الاجرامية كما حدث للصحفي (جمال خاشقجي) داخل القنصلية السعودية في تركيا ، أما حقوق المرأة فحدث ولا حرج، هناك الكثير من الناشطات اللواتي لازلن يقبعن في غياهب السجون ويتعرضن لابشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي ، لا لجرم سوى المطالبة بإلغاء نظام ولاية الرجل كما يحصل الآن للناشطة السعودية (لجين الهذلول)، ومن المضحك بان قمة ستعقد فيها يومي 26 و 27 أكتوبر لدول مجموعة العشرين وسيكون" وضع تمكين المرأة "على رأس جدول أعماله . أما خارجيا فحرب اليمن مثال على جرائم هذه الدولة المارقة، فمنذ 2015 وهي مستمرة في تدمير هذا البلد وقتل الأبرياء من نساء وأطفال، ليس هناك سجل أسوء من سجل حقوق الانسان كما هو في السعودية سوى في ايران الإسلامية التي تجاريها في ذلك السجل الاجرامي.

بعيدا عن السعودية وايران، لنأتي بمثال آخر وهو الصين ،التي تتصدر قائمة اكثر الدول تطبيقا لعقوبة الاعدام ، وقد قدرت منظمة العفو الدولية عدد المعدومين في الصين خلال عام 2007 بـ 470، لكن العدد الصحيح قدر بـ 6000، ناهيك عن الوضع القانوني والسياسي لأقلية التبت، وما تتعرض له الصحافة من مضايقات، وعدم وجود سلطة قضائية مستقلة بالإضافة لانعدام ابسط الحقوق بالنسبة للعمال ولا سيما المهاجرين منهم .
أثبتت هيئة الأمم ولجانها ومجالسها الفرعية عن عجزها التام في إيقاف نزيف الدم البشري في العالم ككل وبالأخص في منطقة الشرق الأوسط وفي الكثير من البلدان التي تُسمى "بالعالم الثالث"، وتلتزم جانب الصمت عن الجرائم التي تُرتكب بحق سكان هذه البلدان، وتغض الطرف عن الانتهاكات الإنسانية والحقوقية ضد الناشطين والمعارضين لسياسات وحكام هذه البلاد، ولا تلقي بالاً للمجاعات في أفريقيا والصومال واليمن وسوريا وغيرها، ولا يعنيها انتشار أطفال الشوارع المشردين في العواصم العربية والدولية الكبرى، الأطفال الذين شردتهم الحروب والفقر والجهل والتخلف والمافيات الدولية المتاجرة بكل شيء، ولا تهتم بازدياد عدد الأطفال اليتامى ولا بملايين المهجرين الذين يعيشون في خيام لا تقدم لهم سوى الذل والقهر والبرد والمرض والموت، تعجز هذه الهيئة أيضا عن فرض قوانين تحمي حقوق المرأة والطفل في المجتمعات الذكورية البطريركية، وتعجز عن حماية حقوق اللاجئين الهاربين من الموت في بلدانهم إلى الدول القريبة، بما يكفل لهم أمانهم الجسدي والنفسي، وتعجز عن اتخاذ إجراءات صارمة بحق الحكومات التي تستغل اللاجئين على أراضيها خدمةً لأجنداتها السياسية والأمنية وترسلهم كميليشيات للقتال في بلدان أخرى كما تفعل تركيا حاليا، وتعجز عن فرض معاهدات دولية تحظر الإساءة للإنسان.
يُقال بـأن صبيا من نازحي الحروب في الشرق الأوسط سأل أباه يوما ، عن ماهية الأمم المتحدة فأجاب :الأمم المتحدة يا بُني هي في الأساس دول متحدة ضد شعوبها، وظيفتها هدم البوت على رؤوس أصحابها ثم نصب الخيام لهم بدلا عنها ، سرقة أموالهم وقوتهم ثم إعطاءهم فُتات موائدهم باسم “العمل الانساني "، تخويل الزُمر الحاكمة في تلك البلدان واطلاق يدها في القمع والقتل والتجويع وجعل تلك البلدان "جحيما" لا يُطاق، ثم فتح باب الهجرة لهم ليعيشوا كلاجئين في بلدان أخرى كما نحن الآن.
هذا المجلس ومعه هيئة الأمم المتحدة ، يقفان مكتوف الايدي إزاء الأنظمة التي تشن حروبا على شعوبها لمجرد المطالبة بحقوق جاءت في وثائق الأمم المتحدة ومدرجة في لوائح حقوق الإنسان ، عوضا عن ذلك تعيد الأمم المتحدة تدوير هذه الأنظمة، وتعمل جاهدة على تبييض تاريخها الإجرامي، وعلى إعادة عملية تطبيع العلاقات بينها ، بذريعة محاربة الإرهاب، ذلك الإرهاب الذي نشأ ونما في ظل هذه الأنظمة وفي معامل ومختبرات أجهزة المخابرات الدولية الكبرى وفروعها في العالم، ناهيك عن الدول المارقة كإسرائيل التي تضرب عرض الحائط كل القرارات الصادرة من هيئات ومجالس الأمم المتحدة.
هذه المنظمة ومجلسها لحقوق الانسان لم يوجدا سوى لخرق حقوق الانسان، ولكن باسم حقوق الانسان! انها مهزلة حقا وآن لها أن توقف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي