الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- ليالي الموت في فيينا-

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2020 / 11 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


أشعر أنني أعيش بين أوكار الدبابير، ولا أعرف من أين يمر طريق القدس ، فمرّة مرّ من حلب، و أخرى من إدلب ، البارحة مرّ من باريس ، و اليوم من فيينا . إنها المرجلة الذكورية التي لا علاقة لها بالدّين ، قبل أن أبدأ بالحديث عن عشّ الدبابير سوف أقول لكم : هؤلاء الذين يحمون الدّين ليسوا مؤمنين لا بديانة محمد ، ولا أية ديانة أخرى . ديدنهم قطع الرؤوس ، وركوب أحصنة من الوهم ، حيث يلقون بماكرون إلى الهاوية، لدرجة أنهم قاموا بمظاهرات في الغرب عنوانها " إلا أنت" ، أغلبهم عاطل عن العمل ، يعيش على خيرات الغرب.
من نحن؟
نحن أعشاش الدبابير
من كان مع النّظام ومن كان ضدّه من السّوريين؟
و أما من هو ضدّه فالجميع ضدّه، و أما من هم معه ، فالجميع معه.
سوف أعود إلى تاريخ الكتاب و الفنانين ، و النقابات . . . إلخ
هناك كاتب محلي ، وكاتب عربي، كاتب عالمي .
ربما كان طه حسين عالمياً، ومحمد الماغوط محلياً ، ونزار قباني عربياً ، ومحمود درويش. . . و إلخ.
لا بأس ، فقد قرأنا لهم جميعاً ، وفي مرحلة ما أعجبنا بهم، ثم وضعنا صورهم في إطار مقدس ، قلنا: ممنوع اللمس. نحن منحناهم سلطة على عقولنا ، و لكن هل انتشروا بسبب مواهبهم؟ لا أشكك بالموهة، فالموهبة كانت تناسب عقولنا المغسولة بالبرسيل، لكن تسمية الثوري هي الكارثة التي حلّت علينا ن فيخرج علينا ثوري ، وقد عمل حتى تقاعد في التلفزيون السوري مثلاً ليقول لنا : كنت معارضاً، أصابني كذا، وكذا . هو صحيح أصابه ، لأنّ عنصر الدعم لديه، أو مفتاحه تغيّر وضعه أمام الدكتاتور، قد يكون عارض بقلبه وتمسح بلسانه، فنحن في سورية الأسد هو يرفع من يشاء ويذل من يشاء.
أقول رأيي و بقناعة أنه حتى لو كنت ترغب أن تكون آذن في مدرسة ، عليك أن تكون مع السّلطة ، لكن إن أردت أن تكون في نقابة ، أو كاتباً تتبنى الدولة كتابته ، فيجب أن تقبل أيدي المخابرات، قد ترتفع، وقد تذل بعد ارتفاعك ، أغلب الناس كانت لا ترغب بالصدام من أجل العيش، وهم من يدعون " الأغلبية الصّامتة"
نحن نحبّ العبودية ، لكننا فقط نعكس الأقوال، فنسمي الأشياء بغير أسمائها ، فنقول أن نزار ثوري وهو شاعر المرأة، رغم أن نزار كاتب وشاعر فقط، من حق الكاتب أن يكتب ما يشاء ، لكنّه في الواقع كان ذكراً فحلاً في كتابته حول المرأة ابتكر قصة حبّ مزيفة ليفوز بالجاه و المال من قبل صدام وياسر عرفات ، لكن كونه كان فارغ الأشغال ككل الدبلوماسيين السوريين فقد استطاع تطوير شعره ، نحبّ ما نحبّ منه ، و أما الماغوط فلم يكن نزار ، و لم يكن يملك المناصب في الدولة ، لكنه استطاع أن يصل لأنه " تقارب مع السلطة ربما بالزواج، أو البيئة التي اختار العيش فيها، وهي بيئة أدونيس ، أسعد فضة ، وبعض أهل النفوذ " لكنه لم ينتشر كنزار لأسباب كثيرة أنه لم يكن له دور على المستوى السياسي . حاولت أن أقول في منشور لي على الفيس أنه على الرغم من أنني أحبه كشخص رأيته في بيتنا مع أخي ، وهذا لا يعني أنه لولا تقربه من السلطة كان سوف ينتشر ، لكن وصف ابنته بالغبية لأنها قالت أنها تتمنى أن ينتهي الأذان ليس من الثورية بشيء ، علينا أن نبحث عن التقاطعات. هجمت الدبابير عليّ من كل حدب وصوب ، "فالعلمانيين "من الأقليات تحدثوا بتعال ، وطلبوا مني أن أثبت أنّه كان مع السلطة ، بعضهم وصفه بالنبي . في الحقيقة هم على صواب ، فأنا لا أستطيع أن أثبت أن رياض حجاب كان يوماً مع السلطة. فكيف أثبت أن كاتباً قال أنّه " مفعول بنا" أعتبر ذلك موقفاً مهيناً للمرأة حتى لو كان القصد أمريكا، أما الطرف المؤمن من " الأكثرية " فقد علقوا بأنّ الإسلام هو الأهم و كلمات شائنة أخرى . حذفت المنشور لأنني خفت من الأقلية، ومن الأكثرية. . . أنا أخاف. قد تكونون أبطالاً لا تخافون فترسلون لي شتائمكم، لكنني أخاف . نعم أخافكم.
سوف أستمر في الكتابة بطريقتي ووفق نظرتي للأمور رغم أن الرجال يرسلون لي رسائل بذيئة على الخاص ، أقول الرجال، لأن كرامة الرّجل يجب أن تبقى في مكانها، وقد أرسل لي أحدهم كلاماً بذيئاَ لأنني قلت أن الشعب الإماراتي طيب، ولن أطيل الحديث.
أعود إلى عش الدبابير على طريق القدس حيث أصبح يمرّ من فيينا ليلة البارحة
في الحقيقة عندما سمعت الخبر خبأت رأسي داخل أكتافي خجلاً ، و لست بسيطة إلى درجة أنني أعتقد أن الإرهاب هو ديني فقط ، تدير الإرهاب عصابات المخدرات و السّلاح، لكنه يزدهر في البيئة الإسلامية التي تخرج الأدوات الإرهابية منها من قبل أشخاص اعتادوا العيش على الهامش ، غسل أدمغتهم رجال دين يعيشون حياة الشّبع حتى التّخمة، لهم منابر، يقومون بخطبة بلاغية، ويتلقون المال، وينعمون في حياتهم، يكون حديثهم إلى المهمشين، وبعضهم مهمّش بإرادته، فالحياة في الغرب ليست سهلة، لكن أنت تختار نمطها، وأحد الأنماط التي يختارها هؤلاء هي حياة التهميش و البطالة، ثم يأتي سحر الإرهاب ، ويتم كنز الأدمغة بالحشيش، وحب القتل و الموت .
سألت أحد السود يوم قامت المظاهرات من أجل حياة السود : هل هناك في أمريكا تمييز كما تقولون ؟ أجاب: في الطبقة العليا لا تمييز ، هذه الطبقة تجاوزت موضوع التمييز . إنه فقط في الطبقات المهمّشة ، رغم أن الطبقات المهمشة تنتشر فيها الجريمة أكثر، لكننا لا نؤمن بالقتل، فمظاهراتنا سلمية من أجل المساواة في الحقوق.
اليوم ينشر الإسلاميون الذعر في الغرب، يعتقدون أنهم سوف يغزونه ، هم يحفرون قبورهم بأيديهم، وسوف يتأثر هؤلاء الذين آمنوا بالإسلام من الذين لا ناقة لهم ولا جمل بهذه العمليات بسبب أنهم يعيشون في الأماكن المهمشة ، أما الأغنياء فلن يتأثروا ، وكما تعرفون أنه بعد المليون الأولى يصبح الدّين عند الإنسان نوع من الفانتازيا، فعمدة لندن المسلم يجب أن يعلن عن إسلامه كي تصبح الديموقراطية صفة محببة تتجاوز الأعراق و الأديان. الطبقة العليا إيمانها مختلف ، هناك تصالح في موضوع اللون و الدين، كذلك رؤساء الدول، وبخاصة الإسلامية يطبقون تعاليم الإسلام على الفقراء فقط، وحتى أنه في السعودية على سبيل المثال تكون الحفلات في مستوى معين من " مجتمع السلطة، والمال" مختلطة، ولنا أن نتذكر أنه عندما سمحت السعودية للمرأة قيادة السّيارة . ظهرت النساء على الفور وهن يقدن السيارة، يتحدثن بالإنكليزية الجيدة. أين كانت تلك النساء ؟ كن يمارسن حريتهن ربما في الخارج ، لكنهن كن مستعدات للتغيير، بينما نحن في سورية قمنا بحملة اسمها زوجي زوجك من أجل تعدد الزّوجات ، وهذا مثل فقط ، لا يعني أن جميع السّوريات هن من هذا الصنف.

يختلط في سورية صوت القتل مع صوت الجوع ، صوت الظلم مع صوت الألم ، و تتحول الثورة إلى قبضة المعارضة الإسلامية ، أو البعثية ، ولا مكان للسوري داخل سورية، ولا حتى داخل : المعارضات: الذين يحكمون بعقلية النّظام. نعم لا زالوا يحكموننا، فهم يملكون السلطة و المال، لكن فقط خارج سورية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عن عش الدبابير قال ياسر العظمة: (دبر العشاعيش)
صباح شقير ( 2020 / 11 / 3 - 03:32 )
الأستاذة الفاضلة نادية خلوف
تحياتي

اختار من مقالك الكريم عبارة واحدة (عش الدبابير) الذي حدثتينا عنه
الثقافة الداعشية تمكّنت من خلايا عقلهم
سنسمع الكثير عن أفاعيل الدبابير السامة التي غامرت ركوب الأمواج وتقطّعت أنفاسها للوصول الى اوروبا وتعبث بأمن العالم

عبارة عش الدبابير تذكرني بحلقة قديمة من المسلسل الشهير مرايا للفنان المتألق الرائع الأستاذ ( ياسر العظمة ), الذي مثّل دور انسان معتّر قبضوا عليه فوقف أمام رجل المخابرات يرتجف ويتلعثم بالكلام ولما سألوه عن مكان سكنه وهو( عش الدبابير) نطق العبارة بحروف مخربطة فقال ( دبر العشاعيش)
يا لها من إشارة ذكية حقا عبّر من خلالها عن تدهور أحوال المنطقة وتخلفها التي كان يعيش فيها

هؤلاء الدبابير السامة الدعاعيش لو سكنوا في الجنة فإنهم سيحيلونها الى مكان موبوء بكل الأمراض الأخلاقية
وسأستخدم عبارة الأستاذ العظمة : دبر العشاعيش لأحوّرها وأقول
أرجو أن يأتي اليوم ليقطعوا رأس الكديش في ( دبر الدعاشيش)

احترامي



2 - شكرا
نادية خلوف ( 2020 / 11 / 5 - 20:26 )
شكرا لك صباح شقير

اخر الافلام

.. فوز المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان في انتخابات الرئاسة


.. وفاة المستشارة الخاصة بالرئاسة السورية لونا الشبل تثير جدلا




.. وزير الخارجية المصري: يجب العمل على الوقف الفوري والمستدام ل


.. مشاهد لآليات مدمرة للاحتلال الإسرائيلي في رفح




.. لم تحصل على أي مؤهل علمي.. تعرف إلى نائبة رئيس وزراء بريطاني