الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسطين في قلب الانتخابات الامريكية الرئاسية

سمير دويكات

2020 / 11 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


المحامي سمير دويكات
ليس ككل مرة، على الرغم من ان الفلسطينيين يراقبون الانتخابات كل اربع سنوات عن كثب وباستمرار ويحللون ويتلقون المعلموات بخصوصها وربما يحتفلون، الا انها المرة مختلفة كون انها ستحدد اخر الشهر ان كان بالامكان نزول راتب كامل ام نزول نصف راتب لحسابات عشرات الاف منهم من موظفين لدى السلطة وهيئات كثر، تتلقى الاموال من خزينة الدولة التي تعتبر المقاصة من اموال الجمارك التي يحصلها الاحتلال موردها الرئيسي وبالتالي فان الانتخابات هذه المرة مختلفة وذات اهمية قصوى لدى كل الفلسطينيين.
وليس فقط لدى الموظفين المباشرين في الحكومة ولكن لدى عشرات الاف من موظفي القطاع الخاص التابع للمؤسسات الاهلية التي تتلقى ملايين كدعم لقطاعات ومشاريع مختلفة وهي ليست مقتصرة على ذلك بل ان قطاع الافراد والشركات وغيرها ايضا سيكون متاثر بشكل كبير ايضا اذ ان قطاع الرواتب هو الذي يحرك السوق بشكله الفعال.
قدرت من بعض المواقع قيمة المساعدات المباشرة وغير المباشرة من الامريكان للسلطة الوطنية بقيمة مليار دولار وهي نسبة كبيرة جدا، وهي تكون على شكل مساعدات على اساس مشاريع وهمية في مؤسسات او مشاريع متعلقة بنشر الديمقراطية الامريكية وسيادة القانون وتمكين النساء وهي مشاريع كانت وما تزال تعطي نتيجة عكسية على المواطن والشعب الفلسطيني ولا يستفيد منها سوى البعض القليل، وبالتالي فان الفلسطينيون ونتيجة مقاطعتهم لامريكا لم يتاثروا بشكل مباشر بل كان الاثر الكبير عند وقف التنسيق الامني وبالتالي وقف استلام اموال المقاصة.
حال فوز ترامب فان الامور ستبقى في دائرة المراوحة التي لن تنجب اي جديد على الساحة الفلسطينية بل سيزيد الامر صعوبة وفي نهايته لن يكون تغييرالا بحدوث امور خارج عن ارادة الجميع وبالتالي، فان الامور ستكون صعبة على الفلسطينيين اكثر من الحالي، لان ترامب وسيلته غير سابقيه وتقوم على الضغط على الشعب الفلسطيني بالرواتب والاموال، وخاصة ان العرب ساروا نحوه ونحو اسرائيل في تطبيع رخيص الاثمان وبلا مقابل، وبالتالي سيستمر الضغط على الفلسطينيين الى درجات ومستويات عالية جدا، ولن يستفيد الفلسطينيون الا بدعوة باطلة هدفها تنفيذ الضم وتنفيذ صفقة القرن وهو امر لن يكون بمقدور اي فلسطيني الموافقة عليه.
وحال فوز جو بايدن المرشح الاخر، فان الامور ستبقى في حدود السنة لتقليبها، وان اسرائيل ستظهر بشروط جديدة من اجل التنسيق وبشكل جديد ولن تمنح الفلسطينيون اي انفراجه الا بمقابل بعض الاشياء التي لن يقبلها الفلسطينيون، خاصة ان القيادة الفلسطينية تعول عليه بلا خطة وبلا مسارات يمكن السير بها، وان تلميح المرشح بعودة اجواء المفاوضات هي مجرد اوهام انتخابية للبعض، ولن يكلف نفسه ان ياتي ليفك ازمة الرواتب الفلسطينية وخاصة ان هناك ثمانين يوما حتى العشرين من يناير حتى يقوم باستلام مهامه وهو امر مشكوك فيه ان يستطيع الفلسطينيون الصبر حتى ذلك التاريخ وخاصة ان بوادر الشتاء العاصف قد ظهرت بظهور اعداد كبيرة من الوباء المنتشر.
فلسطينيا، ليس هناك لدى القيادة الفلسطينية اي خطط للخروج من المازق، وان الامور تسير على السبحانية كما يقولون، وبالتالي فان الامور حتى بفوز مرشح دون الاخر لن تكون مجدية للفلسطينيين وخاصة بايدن كان نائب الرئيس اوباما قبل ان ياتي ليترشح لمنصب الرئاسة وبالتالي فانه لن ياتي بجديد وسيكون الوقت الضائع على حساب القضية الفلسطينية هو سيد الموقف خاصة وان الامريكان يسيرون على اساس مؤسسات تعمل في اطار تشريعات يقرها الكونجرس وليس سياسات رئيس تاخذ في البيت الابيض فقط، وان ما شرعه ترامب ضد الفلسطينيين لن يكون بمقدور الرئيس الجديد تغييره.
خلاصة القول، ان لدى الفلسطينيين الكثير واهمها اصلاح مؤسساتهم الداخلية والعودة الى الشعب، واجراء انتخابات مشروعية ونزيه بعيدا عن ارهاصات السياسة، وتبني موقف وطني حر في انهاء الاحتلال وقبل كل شىء البحث عن سبيل لتعزيز صمود الناس وتوجيههم نحو الخيارات الممكنة ومنها مقاومة الاحتلال والضغط عليه حتى يعود العالم الى المربع الاول في فهم وحماية القضية الفلسطينية وخاصة في ظل موجة التطبيع التي لن تتوقف مع نجاح اي من المرشحين لان اسرائيل ستقع بغرامها مع المرشح الفائر والساكن للبيت الابيض ولن يكون بمقدور الفلسطينيين ان يكونوا اقرب من الاحتلال لقلوب الامريكان. لان نفس الشخوص ونفس العقلية لستين عام لن يكون بمقدورها ان تغير شىء في حياة الفلسطينيين. وبالتالي المشكلة ليست في امريكا ومرشحيها او في انتخاباتهم ومن سياتي، بل في قياداتنا التي لا تسمع ولا ترى سوى مصالحها الشخصية فقط.
انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل جنديين إسرائيليين بهجوم نفذته مسيرة لحزب الله | #غرفة_ا


.. صاعد المواجهات بين الجيش السوداني والدعم السريع | #غرفة_الأخ




.. نتنياهو: دخولنا إلى رفح خطوة مهمة جدا وجيشنا في طريقه للقضاء


.. أسامة حمدان: الكرة الآن في ملعب الإدارة الأمريكية التي عليها




.. مياه الفيضانات تغمر طائرات ومدرجات في مطار بجنوب البرازيل