الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحزاب السلطة وأزمة الاخلاق

صادق جبار حسين

2020 / 11 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


في تسجيل مصور الى الناشطه ماري محمد احدى داعمات ثورة تشرين ظهرت فيه وهي تتحدث عن اقامتها علاقه جنسية مع القيادي في حزب تقدم عبد الله الخربيط ، والذي نفته في تسجيل اخر لها
فقد انتشر مقطع الفيديو الذي مدته دقيقتين على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق بعنوان "فضيحة عبدالله الخربيط وماري محمد الدليمي" ظهرت فيه الناشطه ماري محمد تتحدث فيه عن تفاصيل "علاقة جنسية" بين الطرفين إلى جانب عرض رسائل لها عبر الواتساب تؤكد فيها على أنها كانت بينهما علاقة
وقالت ماري محمد في منشور عبر حسابها على الفيسبوك إن"المقطع مفبرك" •
ان الأسلوب و الوقت الذي ظهر فيه هذا فيديو لهذه الناشطه يدل على طريقة وعقلية أحزاب السلطة الحاكمة في العراق والتي تتبع هذا النهج في تسقيط معارضيها ، هذا الأسلوب الذي اصبح مفضوح لدى العراقيين والذي وان دل فانه يدل على الازمة الأخلاقية التي تعاني منها تلك الأحزاب والتي تحاول تكميم ومصادره الحريات ، فاخذت ومنذ بدء تسلطها على الحكم من انتهاج أسلوب الطعن بالأعراض وتشويه سمعة كل من يقف ضدها او يهدد وجودها •
فقضية ماري هي قضية وجود لان الأحزاب تحاول ان تقضي على العقل العراقي المتحرر
الذي يرفض الخضوع خصوصا عقل المرأة العراقية الذي يعتبرونها خطر يهدد وجود جميع الإسلاميون وأحزابهم ، ماري واحدة من ملايين العراقيات المغلوب على امرهن في المجتمع العراقي الذي تحاول الأحزاب الحاكمة اسلمته وادخاله في حضيرة الخطوط الحمراء وتكميم الافواه وتصدير الحريات ، فهي وغيرها من الشباب الذين انتفضوا حالمين بمجتمع يحترم الحريه والديمقراطية بعيد عن رجالات الدين الذين اثبتوا انهم مجرد سراق وقتله لا يختلفون عن جلاوزه حزب البعث •
وقد اثبتت تصرفات وأساليب وطرق تعامل تلك الأحزاب مع المتظاهرين المنتفضين على ان جميع الأحزاب سواء الاسلاميه او غيرها انها بلا اخلاق وانها تعمل على حمايه مصالحها حتى لو تطلب الامر انتهاج أساليب لا أخلاقية وطرق لوي الذراع
فلم يكتفوا بأسلوب الترهيب والقتل والخطف ضد المتظاهرين فانتهجوا أسلوب التسقيط الأخلاقي والطعن بالاعراض ، فلم يسلم منهم جميع المتظاهرين حتى أمهات الشهداء الذين سقطوا بنيرانهم هاجموهن بشرفهن وعفتهن ، فقد شن اتباع الصدر احد اركان الحكم والداعمين للفاسدين من حكومات وأحزاب تناوبوا على حكم ونهب العراق منذ عام 2003
فقد تعرضت والدة المتظاهر مهند القيسي الذي اغتيل على يدي مليشيات مقتدى الصدر
الى هجمه شنعاء قادها الصدريون ضدها متهمينا بعرضها وشرفها ، كما فعلوا مع جميع المتظاهرات اللواتي خرجن من اجل المطالبة بحقوقهن المسلوبه من قبل حكومة اللصوص والقتله التي يدعمها الصدر الذي هو في الأساس احد الشركاء واعمدة الحكم في العراق •
وقد اكد ذلك اسعد الناصري وهو احد قيادي التيار الصدري والذي انشق عنهم خلال احداث ثورة أكتوبر بقوله "عصابات القتل وتسقيط الأعراض ، لم يكتفوا بدماء الثوار الأبرياء ، حتى لاحقوا أعراض أمهات الشهداء اللواتي يشرفن كل السياسيين الفاسدين وقادتهم ، وكل اللصوص والخونة الذين أفسدوا ودمروا البلد بأبشع الصور" •
فهم يخشون المجتمع المنفتح على الحياة المؤمن بحرية المرأة في ان تكون حرة ومثقفة تؤمن بوطن حر ، لذلك يحاولون جاهدين حصر المرأة بين اربع جدران ، وتكبيلها بقيود العرف والعادات العشائرية الباليه ، لانهم مقتنعين تمامًا ان تغير المجتمعات لا يكون الا عبر المرأة لهذا يعملون على حجب وتحجيم دورها وطعنها باغلى مالديها شرفها ، الذي يعتبر أثمن شيء لدى المرأة الشرقيه والعراقية خاصة •
ان اان الخصم اقوى من الجميع ، لانه يملك كل شيئ وبنفس الوقت فاقد لكل شيئ ، ولايوجد في قاموسهم مفرده اخلاق الفرسان ، ولا يوجد أمل في اسلامي يعتلي سدة الحكم أو يكون لك خصما شريفا ، لانه سيبقى لصا وقاتلاً وضيعاً فاقد للشرف وأسوء من اسوء دكتاتوري متسلط ، ولابد ان تتوقع كل شىء منهم فلا يوجد رادع اخلاقي او اجتماعي ولايوجد شرف للخصومة لديهم ، و مهما البسوا انفسهم رداء الحداثة والعلمانية والشرف ، يبقى ذلك الوجه القبيح مختفي ويظهر عند اول مواجهة ، فعقدة الدونية ملازمة لهم في تصرفاتهم وافعالهم ، وسبيل الخلاص الوحيد منهم هو ثورة مسلحة تحرقهم من الجذور ، وتخلص المجتمع منهم والى الابد ، فلا سلمية مع مجرمين وقتله لا يفقهون معنى الشرف والأخلاق في جميع تصرفاتهم فقد تخلوا عنها كما تخلوا عن وطنيتهم •








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران