الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استقراء عن بعد في جلبة الانتخابات الامريكية

علي عرمش شوكت

2020 / 11 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


يذهب العديد من المراقبين السياسيين الى الاهتمام والمراهنة على هذا المرشح او ذاك في هذه الانتخابات، ومنهم من يتوقع تعديل للسياسة الامريكية او ترديها ارتباطاً بفوز احد" الصقور " او اخر من" الحمائم " ان هذا المأخذ يرهن مستقبل سياسة واشنطن بارادة الاشخاص الذين يتولون دفة الرئاسة. وهذا غير واقعي حيث ان الخط العام لمنهج سياسة واشنطن غالباً ما تعنى به وترسمه اربع ركائز سياسية فاعلة في الدولة وهي وزارة الخارجية ووزارة المالية و العدل والبنتاكون "وزارة الدفاع " ، اي ان السياسة لا يتلاعب فيها من يجلس على سدة الرئاسة وانما مؤسسات الدولة، بالتعاون مع معاهد الدراسات السياسية والعسكرية الاستراتيجية الامريكية. التي ترسمها وفقاً لما تتطلبه المصالح الكبرى الثابتة للولايات الامريكية وهي الاقتصادية، وفي مقدمتها البترول وحيثياته ، والصناعة ،والتجارة، واستراتيجية الامن القومي.اي العمل على المسك بميلان توازن القوة العالمي لصالحها . حتى اذا ماتعارض ذلك مع مصالح اقرب الحلفاء الاوربين وغيرهم. خلاصة القول تعزيز الهيمنة والوحدانية القطبية الامريكية للعالم.
اما احتمال الاختلافات بالسلوك الشخصي للرئيس المعين فهو وارد ويظهر عادة بالحدة والشراسة. مثل عدم احترام الاخر حتى وان كان من الحلفاء مثل ما تبن بتصرف " ترامب " غير المتزن مع " ملكة بريطانية " او التصرف غير اللائق مع المستشارة الالمانية " مركل " ومع الرئيس الفرنسي ايضاً. فضلاً عن دونية نمط التعامل والاهمال للمشاكل ذات الطابع السياسي الدولي مثل العلاقة مع "القضية الفلسطينية" او الملف النووي الايراني. ولكن لم يصل الامر الى الاختلاف الجوهري بين " الصقور والحمائم " في هذا الامر. ومن الدلالات الاخرى على عدم الاختلاف بين ترامب وبايدن في السياسة الخارجية هي ما لمسناه في الدعاية الانتخابية فلم يطرح كل من الطرفين اية خلافات في صدد السياسة الدولية.. كمحاججة تسقيطية. وربما كانت هنالك اشارة عابر فقط حول الخلافات مع الحلفاء الاوربيين.والتي كانت تتعلق بسلوك" ترامب " الانعزالي. فيما ترى الدول الاوربية بضرورة التوازن في العلاقات الدولية.
واذا ما كان هنالك شيئ يختلف بين المرشحين الجمهوري والديمقراطي فهو يقتصر على السياسة الداخلية وتحديداً في الرعاية الصحية للمواطنين والاجور وفرص العمل والضرائب والهجرة. او الموقف من الممارسات العنصرية. وهنا نرى قد سارع المرشح "بايدن" الى المراهنة على التعامل مع المهاجرين ومن الاصول الافريقية، باختيار سيدة سمراء اللون كنائب للرئيس . وعزز ذلك بتصريح جاء فيه { ان كافة الذين يؤمنون باديان مختلفة من حقهم العيش بامان في الولايات المتحدة }.. ربما ستكون هذه المراهنة عاملاً ممهداً بفوزه، بينما لا يلمس اي تعامل من قبل" ترامب " يوحي بالمرونة والانسانية.
ويبقى الترقب والتوقع لمن يفوز في هذه الانتخابات ان ذلك وليد لارادة " المجمع الانتخابي" حصرياً، الذي يحكمه قرار الاحتكارات الكبرى و"المحافل الماسونية" والتي هي المقررة لمن يلائم الظروف السياسية الدولية الراهنة وان يكون على راس الادارة الامريكية. لاسيما وان هنالك اشتداد الخلافات بين الولايات المتحدة والصين وكذلك مع روسيا ايضاً. فضلاً عن ما يعتمل في الشرق الاوسط وعلى وجه التحديد الملف النووي الايراني وتوابعه في اليمن، وفي ليبيا وسورية ولبنان والعراق وغيره. في هذه المنطقة الدسمة ببترولها الذي يسيل له لعاب التروستات الاحتكارية الرأسمالية العابرة للقارات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو