الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكتابة على أمواج الإسلام الملتهبة

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2020 / 11 / 4
العولمة وتطورات العالم المعاصر


العرب ظاهرة خرفانية أكثر من صوتية لأن المطلوب أولاً من رعاة الخرفان فى الإسلام هو حشد وتجييش تلك الخرفان ‏للتجمع، وهو عمل بسيط لخطباء المساجد والمراكز الدينية والدعوية والخيرية لدعوة الخرفان إلى الخروج والتجمع فى ‏تجمعات أو مظاهرات يعبرون فيها عن سخطهم وكراهيتهم لمن أعتبره الرعاة الخطباء والشيوخ أنه عدو الإسلام بل عدو ‏رسول الله، والتعبير عن الكراهية والسخط الإسلامى يكون بالصراخ عالياً بترديد الشعارات التى أعدوها مسبقاً وختمها بالختم ‏الإلهى: الله أكبر!‏

وكان طبيعياً خروج خروفاً تركياً عن تلك التجمعات لأنه ليس بشيخاً أو خطيباً لمسجد بل خروف يحلم برجوع السلطان ‏العثمانى الدينى، وهذا الخروف الأردوجانى معروف عنه قلة الأدب والأخلاق وتنقصه اللياقة اللغوية فى أختيار الكلمات ‏الدبلوماسية كرئيس دولة، والسبب الواضح فى غضبه وأنفعاله فى سيل من الكلمات القبيحة هو أنها تعبير عن فشله فى ‏تحقيق حلم الخلافة الأردوغانى، وأن ماكرون أعاق مخططاته السرية التى كان ينفذها بتعيين أئمة مساجد فرنسا من الأتراك ‏ودفع مرتباتهم الشهرية، حتى يكونوا مستعدين لساعة الصفر الأردوجانية الأخوانية بتهيئة جموع المصلين فى ألمانيا وفرنسا ‏وغيرها من بلاد أوربا، بإلهاب مشاعرهم بأن الأوربيين الكافرين لا يحترمون مقدساتهم وعقائدهم وأنهم كشعب مسلم يعيش ‏لاجئ فى بلاد الكفار لا يتمتع بحقوقه الإسلامية، حتى يأتى يوم الثورة على الأنظمة الكافرة فى أوربا وإعلان أردوجان خليفة ‏المسلمين فى العالم كله!‏

والمسلم فى بلاد الكفار لا يفهم أنه جاء إلى تلك المجتمعات الكافرة هرباً من بلاده المؤمنة لتحسين حياته والتمع بحرياته ‏وحقوقه، ينسى المسلم هذا كله وفى لحظة صوفية فريدة يتحول إلى إنسان لا يفكر بل إنسان ينفذ ما ترسخ وترسب داخل ‏قلبه الذى هو العقل حسب عقيدة رسوله محمد فى القرآن، وبكل مشاعر الحقد والكراهية العمياء يقوده أئمة المساجد وغيرهم ‏إلى تطبيق الأمر القرآنى الوارد فى سورة آل عمران بالنهى عن المنكر الذى هو فريضة عند الفقهاء، ويخرج المسلم إلى ‏شوارع الأعداء ليرهبهم بالقتل سواء بالتفجير أو بالسكين أو بالساطور، حتى يكون الحكم لله والخلافة للإخوان وأردوجان ‏والجان فى شخصية الرئيس التركى كان واضحاً أنهم تلبسوه حسب المعتقد المحمدى الإسلامى وكان لسانه يهزى بكلمات لا ‏يعقلها!!‏

والمسلم الذى صدق أنفعالات أردوجان التركى التمثيلية وأنفعل مثله، هل توقف دقيقة أو لحظة سريعة ليسأل نفسه: أليست ‏أيدى أرجان تقطر دماً من دماء أطفال وشباب وشيوخ ونساء سوريا؟ لماذا لم تنفعل يا مسلم على جرائم هذا الأردوجان ‏الوحشية وتخرج تطالب برأسه وأن يخرج جيشه الإرهابى من أراضى سوريا؟
أين عقلك يا مسلم وأنفعالك المنافق لإلهك ولرسولك ولإسلامك لأنك لا تلتزم بشريعته بل ترفض تطبيقها أمام المجرم والقاتل ‏أردوجان الذى دمر سوريا وسفك دماء شعبها مع بقية المجرمين؟؟

عندما خرج المسلمين فى كثير من بلاد العرب وغير العرب مسيرين ومدفوعين من الرعاة الدينيين ليطالبوا بـ :إلا رسول الله، ‏كانوا يثبتون كل ما كتبت حتى الآن، وأنهم يكفرون ويعتدون ويقتلون الأبرياء إنتقاماً بشرياً لا علاقة له لا بالله ولا بالرسل ‏ولا بالأنبياء، لأن الله هذا الذين يعتقدون فى وجوده لم يعطيهم توكيلاً بالدفاع عنه ولا بالدفاع عن رسوله المفترض، لأنه لو ‏كان الله له وجود حقيقى لما ترك أى إنسان ينتقص من قدرته وذاته الإلهية وإلا لكان إله مزيف لا وجود له ومن إختراع ‏البشر، حسب الأديان ومعتقداتها أنتهى زمن الغزوات والحروب الصليبية أى أنتهى زمن الحروب الدينية.‏

ما يفعله المسلمين من رؤساء هيئات ومنظمات إسلامية وشيوخ وأئمة المساجد الإسلامية فى الدول الإسلامية وفى بلاد ‏الكفار، من تأويل إسلامهم بإطلاق الفتاوى الدموية ضد من يخالفهم دينياً ويقنعون شعوبهم بأنهم خير الناس، رغم أن ‏الغالبية من المسلمين يعيشون فى مجتمعات التخلف والإستبداد الحكومى والإجتماعى والإقتصادى والإنحطاط الأخلاقى، ‏وبدلاً من هيمنة شيوخ وفقهاء وعلماء يعتبرونهم القدوة الحسنة التى هى أمتداد لرسولهم محمد، كان على هؤلاء المسلمين ‏الخروج على قادتهم الدينيين ورفض دعواتهم التى باركت وهللت للشاب الشيشانى المجرم الذى أرتكب جريمة فصل رأس ‏الأستاذ الفرنسى، سألعن إلهى ورجال دينى لو باركوا لى القتل وسفك الدماء، أين الرحمة وأين العدل وأين القانون ‏والشريعة؟؟

سألعن شريعة إلهى لو كان بها نصاً يحضنى ويحثنى ويأمرنى بقتل من يخالفنى فى العقيدة، سألعن الشريعة التى تجعلنى ‏مجرماً لأقتل الأبرياء بحجة أننى يجب أن أدافع عن الله والرسل، ألم تضع الآلهة فى كتب الأديان والإسلام يوماً لحساب ‏البشر على ما أرتكبوه من أفعال إجرامية شيطانية ضد الله والإنسان؟ ‏
هل أعطاكم الله يا شباب ويا رجال الإسلام ويا رجال التنظيمات الإجرامية توكيلاً بالقتل والأخذ بالثأر لله ورسوله؟ ‏
هل تريدون إظهار إلهكم بأنه عاجز ولن يستطيع الأخذ بحقه ومحاسبة من أرتكب إهانات أو سخريات من رسله أو الله ‏ذاته؟

هل تعتقدون يا مؤمنين أن الله سيغفر فى يوم الحساب جريمة هذا الشاب أو غيره ممن يرتكبون جرائم دون توكيل من الله أو ‏من شريعته؟

الله لا يغفر جهلكم وأنصياعكم الأعمى للعمائم الدينية التى لم يأمر بها الله ولم يطلب منهم فتاوى تسفك الدماء الإنسانية...
‏متى تفكروا بعقولكم ولا تنفذوا فتاوى وأوامر الشياطين من رجال السلطة والدين، وإلا جهنم يا مؤمن بالله ستكون مصيرك كما ‏يقول رسولك والله!‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سين و جيم
هانى شاكر ( 2020 / 11 / 4 - 22:45 )

سين و جيم
------

‏سؤال : متى تفكروا بعقولكم ولا تنفذوا فتاوى رجال السلطة والدين

جواب : أبداََ ... ولا فى الأحلام ... Never ... Nimmer ... مطلقا ... ما بالمدى ... noch nie .... لما تنطبق السما عالأرض .... jamais .... nunca .... فى المشمش ... asla ... hiçbir zaman ... لما تشوف حلمة ودنك ... Heck no .... numquam ... لما الديك يبيض

ألخ ... ألخ

....


2 - من نوادر العبقري جحا معلّم البهائم والحمير
صباح شقير ( 2020 / 11 / 5 - 03:52 )
الأستاذ ميشيل نجيب المحترم

تحياتي

يقال أن الحكماء والمعلمين احتجوا على طلب الوالي تعليم حماره حروف الهجاء فغضب الوالي وأمر بنفي المحتجين خارج البلاد ثم وعد بمكافأة عظيمة لمن يعلّم حماره، فتقدم جحا بكل ثقة وسط تحذيرات الناس من بطش الوالي في حال فشله
وافق الوالي بفرح على شروط جحا لكنه استكثر العشر سنوات التي يحتاجها لتعليم الحمار، فأجابه جحا بأن الطفل يحتاج عدة سنوات والحمار رأسه أصعب من رأس الطفل، لذا فهو في حاجة لتلك المدة ليتعلم ولا بد أن يكون طعام الحمار جوز ولوز لا البرسيم
اقتنع الوالي وجهز له مكافأة كبيرة بين دهشة الناس ووصْفه بالحمق
فأجابهم: في مدة عشر سنين قد يموت الوالي أو يموت جحا أو يموت حماري

خبر تازة
التحقيق مع أستاذ جامعي مصري بسبب فيديو يسيء للاسلام
https://arabic.rt.com/middle_east/1170063
وقد قدم اعتذاره وقال أن ما حدث كان تعبيرا متسرّعا صدر عن ضغط نفسي وتجاوز غير مقصود


أضيف الى تعليق الأستاذ القدير هاني شاكر ترجمات أخرى لكلمة(أبدا) في لغات أخرى
بالصينيةJué bù
باليابانيةKesshite
بالكوريةmos!
هرگز بالفارسية

و.. كل كلامنا وآمالنا واجتهاداتنا كمنْ يؤذّن في مالطا


3 - تعقيب
على سالم ( 2020 / 11 / 5 - 07:09 )
لاشك ان العالم الغربى فى مأزق خطير ومشاكل كبيره من تداعيات نزوح المهاجرين المسلمين وسلوكهم المنحط الهمجى والبربرى , هؤلاء يعتقدوا تماما فى غزو اوروبا وتغييرها الى بلاد اسلاميه وسرقه خيراتها واراضيها والتمتع بنسائها وبناتها , من المؤكد ان هذا كابوس مؤرق للعالم الغربى , ارجو ان يعيدوا النظر فى سياساتهم الرخوه الضعيفه تجاه هؤلاء الاجلاف والا فقدوا امنهم ومدنيتهم وحضارتهم , القسوه والصرامه والبطش هى اللغه التى يفهمها المسلمين

اخر الافلام

.. ملف الهجرة وأمن الحدود .. بين اهتمام الناخبين وفشل السياسيين


.. قائد كتيبة في لواء -ناحل- يعلن انتهاء العملية في أطرف مخيم ا




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش تداعيات الرد الإيراني والهجوم ال


.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟




.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على