الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسرحية الهجوم الإرهابي في العاصمة النمساوية فيينا

علي سيريني

2020 / 11 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


منذ أن عُرضت مسرحية الهجوم الإرهابي في فيينا، وأنا بإنتظار من يقدم تحليلا واقعيا ودقيقا للفيديوهات التي عرضت، وفيها هرولة بعض الناس و أصوات عيارات نارية، وشخص منبطح أرضاً، لنفهم بطريقة واضحة ملابسات هذه الحادثة المفاجئة و الغريبة حقا. لكن للأسف لم أجد حتى الآن إلا سردا إعلاميا للخبر وفق التسليم بصدقية الخبر الصادر من السلطات النمساوية. في الواقع، تعتبر الحكومة النمساوية تأريخيا كإحدى أفسد الحكومات الأوروبية، حيث تشتهر بالرشاوي و الصفقات الممنوعة و التورط في الجرائم المنظمة. وأفضل مثال على ذلك هو تورط الحكومة النمساوية في إغتيال الدكتور عبدالرحمن قاسملو، رئيس الحزب الديموقراطي الكُردستاني الإيراني ومساعده عبدالله قادري آزر، و الدكتور فاضل رسول المفكر الإسلامي الكُردي في عام 1989. هؤلاء الثلاثة قتلوا رميا بالرصاص وسط فيينا، وتم القبض على الجناة، لكن أطلق سراحهم لاحقا، وقدمت الحكومة النمساوية التسهيلات للإرهابيين، حيث سمحت لهم بالرحيل عن طريق مطار فيينا إلى إيران. في ذلك الوقت، كانت النمسا تزود النظام الإيراني بصفقات الأسلحة، و كانت ترتب تجارة الأسلحة بين إيران ودول أوروبية أخرى. في أعقاب هذا الحادث الإرهابي، قبضت الشرطة النمساوية على مهرب سلاح الذي أكد أنه أخذ عدة أنواع من الأسلحة إلى داخل السفارة الإيرانية في فيينا، وكان قد التقى بأحمدي نجاد داخل السفارة، وتعرّف على وجوه الجناة الذين رحلتهم الحكومة النمساوية عن طريق مطار فيينا معززين مكرمين. وإلى يومنا هذا ترفض السلطات النمساوية فتح أي تحقيق في هذه الجريمة البشعة وتعتم عليها إعلاميا. تعتيم الحكومة النمساوية على هذه الجريمة الإرهابية والتواطؤ معها، شجعت النظام الإيراني على إرتكاب عدة جرائم إرهابية أخرى في برلين و باريس و عواصم أوروبية، ضد القادة المعارضين و السياسيين الإيرانيين وغيرهم.
قبل حوالي يومين، استفاق العالم فجأة على مشاهد إطلاق عيارات نارية داخل العاصمة النمساوية، في عملية يقال انها إرهابية قامت بها منظمة داعش الإرهابية. الأخبار الرسمية تقول أن أربعة مسلحين، قاموا بإطلاق النار بشكل عشوائي على الناس وسط العاصمة فيينا. ولم نشاهد حتى الآن سوى مسلح واحد يلبس لباسا أبيضا و في يده بندقية يهرول في زقاق خالٍ من المارة إلا من رجل في لباس أسود كأنه يقف بإنتظار شئ و إمرأة تهرول بإتجاه يمين المشاهد (لماذا لا يهرب الرجل أيضا بنفس الإتجاه!). يمر الرجل المسلح (المفترض داعشيا) بالرجل في اللباس الأسود و يطلق عليه رصاصة واحدة (هكذا يبدو المشهد!) ثم يهرول بإتجاه يسار المشاهد، ثم يعود يطلق رصاصة أخرى على نفس الرجل الذي تظل ساقه اليسرى مسنودة إلى أسفل ظهره، وركبته قائمة إلى الأعلى في مشهد تمثيلي واضح. فهذا المشهد واضح أنه جرى في زقاق تحت سيطرة قوات الأمن و الشرطة حيث لا يوجد سوى ثلاثة أشخاص رجلان و إمرأة أحدهما داعشي افتراضا. وبعد ثوان من إطلاق الرصاصتين المزعومتين (على الأغلب الخلبيتين) يصل إلى المكان رجال أمن لإزاحة الرجل الذي يمثل دور الضحية لينقلوه، بينما يختفي الإرهابي المفترض. والسؤال الغريب هو، كيف أن أربعة مسلحين إرهابيين و في أيديهم رشاشات و بنادق، لم يستهدفوا تجمعا حاشدا من الناس، وسط المدينة المكتظة، وماذا يفعل أحدهم (الوحيد الذي يظهر حتى الآن كممثل كومبارس) وحيدا في زقاق خالي إلا من شخص. ومن المعلوم أن أربعة أشخاص مسلحين، إذا استهدفوا أناسا عزل وسط الأسواق، فالضحايا تكون بالعشرات إن لم نقل المئات!
إن هذه الجريمة (وهي بحق جريمة كبرى رتبتها دوائر المخابرات العالمية ومنها النمساوية) مستغلة همجية و وإنقياد الإسلاموية لخططها وألاعيبها، تأتي في أعقاب أزمة الكاريكاتورات الفرنسية التي انفجرت على ظهور الإسلامويين الذين يشبهون الأسماك التي تتجه دوما نحو الطعم الذي يرميه لهم الصيادون الغربييون فوق صنارات الصيد. لكن الصيادين لا يستهدفون الأسماك في هذه العمليات بل لهم أجندات أكبر من صيد الأسماك وتجارة أكبر من ذلك. والمؤسف أن هذه التمثيليات تعبر على الناس مع أن الكثير منها أكتشف الفاعل الحقيقي ورائها. لقد بادرت السلطات النمساوية منذ اللحظة الأولى إلى نهي الناس عن نشر فيديوهات الوقائع، والسبب الرئيس هو للحيلولة دون تمكن الخبراء من تحليل الجوانب التمثيلية للمشاهد بالأدلة و البرهان. ومع أن فيديوهات مفيدة نشرت منذ الساعات الأولى لكنها حذفت فورا.
يجب أن نعرف أن منظمة داعش ما هي إلا منظمة سرية عالمية، تديرها شبكات الدوائر المخابراتية، مهمتها الرئيسية هي تنفيذ الأجندات و الخطط التي تخدم التكتيكات و الإستراتيجيات المخابراتية المتعددة. وكل الحوادث التي جرت في أوروبا و تبنتها منظمة داعش، ما هي إلا عمليات مدبرة سلفا، تخدم أجندات أطراف عدة تمتطي داعش إمتطاء الركبان للدواب. والذين يصدقون الإعلام السائد (يعني الأذكياء!) يثبتون دوما بنفس "الأدلة والبراهين" التي نشاهدها، وهي في محتواها تكرار تمثيلي ممل، أن هذه الوقائع تحدث عفويا وارتجاليا بعيدا عن التدابير و المؤامرات المخابراتية (أي أن إسلاميين متطرفين يكرهون الغرب ويقومون بهذه الهجمات). والعامل المساعد الدائم لتدعيم هذا الإتجاه هو الإسلاموية، وهي تشبه الثور الإسباني الذي ما إن رُفع في وجهها العلم الأحمر حتى يهاجم بكل قوته باتجاهه، لكي يحقق للاعب الذي يرفع العلم مرامه! ولولا هذه الدواب لما تحققت تلك الأجندات، فسبحان الذي سخر للغرب الإسلاموية يحقق بها ما لا تحققه طائرات أف 16 و35 وحاملات الطائرات!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -