الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فل تسمو المبادىء

عبدالله بولرباح
كاتب وباحث

(Abdellah Boularbah)

2020 / 11 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


تطلق من حين لأخر بالمغرب، بعض التنظيمات المدنية او السياسية اليسارية او بعض الشخصيات المحسوبة على الصف اليساري او الحداثي الديمقراطي مبادرات سياسية او ثقافية أو اجتماعية، على شكل عرائض او دعوات لوقفات احتجاجية او غيرها، لكنها لا تلقى الا تفاعلا محدودا من الصف الحداثي واليساري منه على الخصوص. يجعلنا ذلك نتساءل هل فعلا لمعشر اليساريات واليساريين بالمغرب مبادئ او قناعات؟ وان كانت لديهن/هم هل يمارسنها ويمارسونها دون حسابات ضيقة؟ هل يمارسنها ويمارسونها بغض النظر عن التوجه السياسي أو التنظيمي لكل من أطلق مبادرة ما تلتقي فيها كل التوجهات والتنظيمات السياسية اليسارية كمبدأ أو كقضية من مبادئها أو قضاياها المشتركة؟ مناسبة هذا الكلام العريضة الإلكترونية التي تحمل اسم "المناصفة دابا"، التي يطالب من خلالها ائتلاف يضم منظمات سياسية ونقابية ومدنية وشخصيات وطنية متنوعة، اتخاذ تدابير تشريعية لتنزيل المقتضيات الدستورية المتعلقة بالمساواة بين الجنسين والمناصفة في مختلف الهيئات السياسية والتشريعية والقضائية والتنفيذية الوطنية والجهوية والمحلية. أطلق هذه العريضة التي تمثلها الأستاذة وفاء حجي كوكيلة، ائتلاف المناصفة دابا، على البوابة الوطنية للمشاركة المواطنة. لكنها لحد كتابة هذا المقال لا زالت لم تحصل إلا على عدد محدود من التوقيعات. صحيح أن مسطرة التوقيع الالكتروني معقدة بعض الشيء، لكن ذلك لا يمنع من طلب المساعدة من وكيلة العريضة أو من أعضاء وعضوات الائتلاف أو من أشخاص آخرين. هل قضية المرأة هذه لم تعد من القضايا الأساسية لليسار؟ ألا تشكل المناصفة آلية لتحقيق المساواة بين الجنسين؟ هل اليساريات واليساريين ببلادنا معدودون على رؤوس الأصابع إلى هذه الدرجة؟ أم أنهم لا يرون أي جدوى من مثل هكذا فعل نضالي؟ هل اليساريات واليساريين مستهترون ومستهترات بمبادءهم/هن وقضاياهم/هن؟ ربما هناك شيء من هذا وذاك. لكن الأكيد أن أغلبهم يبقى سجين حسابات ضيقة ورهين قوالب سياسية أو تنظيمية فئوية، مما يفوت عليهم فرص حقيقية للظهور كقوة سياسية واجتماعية قادرة على الفعل والتغيير في العالم الافتراضي كما في الواقع، قادرة على قيادة المشروع الحداثي ببلادنا. إن التوقيع على عريضة أو التأشير على تدوينة بوسائط التواصل الاجتماعي بادر إليها أو دونها يساري أو يسارية لها علاقة بمبدأ أو قضية يسارية أو حداثية لن يجعلك أو يجعل تنظيمك أو توجهك السياسي أو النقابي أو الحقوقي بالضرورة ذيليا للتنظيم أو التوجه الذي ينتمي إليه المبادر/ة أو المدون/ة، كما لا يعني أبدا أنك تتبنى رأيه جملة وتفصيلا. فلا شيء يمنعك من التعبير عن رأي مخالف أو انتقاد الآراء لكن المبدأ يبقى مبدأ والقضية قضية. فل نغير سلوكنا هذا، المتمثل في الانحياز الشوفيني لإطاراتنا التنظيمية وفي ضعف المبادرة الفردية والتفريط في واجباتنا ومبادئنا وقضايانا اليسارية، الشيء الذي ساهمت ولا شك بقسط وافر، من داخل اليسار، في تقزيم إطاراته وعرقلة فعلها وتفاعلها وعزلها عن محيطها الاجتماعي. فلتسمو المبادئ والقضايا الأساسية على أي حساب آخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من ساحة الحرب إلى حلبة السباقات..مواجهة روسية أوكرانية مرتقب


.. محمود ماهر يطالب جلال عمارة بالقيام بمقلب بوالدته ????




.. ملاحقات قضائية وضغوط وتهديدات.. هل الصحافيون أحرار في عملهم؟


.. الانتخابات الأوروبية: نقص المعلومات بشأنها يفاقم من قلة وعي




.. كيف ولدت المدرسة الإنطباعية وكيف غيرت مسار تاريخ الفن ؟ • فر