الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مونولوغ

حامد محضاوي

2020 / 11 / 6
الادب والفن


أنام خالي الوفاض منّي،
من الشيء ونقيضه
من نصوص كتبتها ذات فقد
من تعدّد الآلهة واللّه الواحد الأحد
أنام في حضني خفيّ حنين،
لا ارنو لصبح
"لا أنبس ببنت شفّة"
هكذا تكتب في روايات التّرف
جوفاء ذاكرتي، فارغة تماما
هنا الآن، لا شيء يقرع أذني
لا يعنيني حديث السقيفة
ومن الأجدى..
خلعتُني في أكثر من محطّة
نسيت بعدها عباءات من سبقوا
و من لحقوا..
أيضا نسيت حروب أجدادي
التاريخ لا تكتبه عاطفة
نسيت أيضا تاريخ الثورات
تنجح، تفنى، تجنح العناوين..
لا معنى
بلى ماركس أيضا قال ذات فراغ:
"لست ماركسيّا"
نعم هي هكذا
وحدي الآن أجدنى دون صدى
حتّى الذاكرة القصيرة يا دلوز
أفتقدها
مضى المُضيّ قدما
ليكن خريفا أو ربيعا
أو عصفورا يترنّم
لا مشهد يخلدّ اللحظة
فقط هذا الفراش
وما تبقى لا يهمّني
بقايا رسائل في الهاتف
لا تشي إلا بتاريخ القِدم
حبيبة سابقة ذهلت
قلت لها:
"أختي"
أيضا لا يهمّ
فقط ثغرات الكتابة
كما القوانين في بلدي
تفتح ثقوب التجنّي
أبدا لا شيء الآن
أنا وبقايا سجائر ومنفضة
لا، لا أمرّ على باب التأمّل
فقط في السقف عنكبوت
ينسج خيوط بيته الوهن
هناك، في الجانب الأخر صورة درويش
نعم، هي هكذا سيّدي
لا تقل لماذا صورتك بالأبيض والأسود؟!
نعم لا شيء يهمّني
نعم ألصقتها هناك، نسيت لماذا؟!
ربّما ذات وله
لا تجبرني على التّذكر، كي لا أمزّقها
نعم أقدر واكثر، في الأصل لا اعلم
ما المانع في أن لا أفعل
خالي الوفاض منّي، لا أحفظ الأسماء
ما أنا بقاريء، موجود أنا وكفى
كآية دون أسباب نزول تتلوني أفواه،
لست مسؤولا عن النزال
أرى طبعة قديمة على الطاولة
"المسخ" لكافكا وصورة نيتشه قربها
تطاول شنباته الغبار كانّها تلعن الوقت
مسبحة قديمة في الركن
فقط اتذكّر بها جدّتي
وقد انفرط حضورها من عقدنا
وصورة جدي الذي تركنا قبلها
تذكّرت:
"الوحيد الذي كان يعطيني المهبة"
وحدها ذكرى الطفل فيا لا تنسى
في كل طفل خَبر الحيّ الشعبي
ذاكرة فواصل لا تأفل
نجوم تبقى وإن كان المدى وجع
هنا الآن أبتسم..
لون كجّاتي ذات ربيع
كرة بلاستيكيّة، تبان وقميص
من محل الملابس المستعملة
سرقة اللّوز
كلمات خادشة للحياء على الجدران
وصور مارلين مونرو في المراهقة
وعملنا تحت كبد الشمس..
كنّا أبرياء، نحفظ النشيد
نعتقد أن لنا وطن
لنا غد
هنا الآن،
ألقاني على مسافات الطفل منّي
أحضنني وأنام مشبعا بي
أقوم دون عمر
الشرطي يطلب بطاقة الهويّة
يجد أنّي لم أغيّر صفة التلميذ
يقول : منتهية الصلوحيّة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا