الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشتائم في السياسة

فؤاد النمري

2020 / 11 / 6
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


التعريف العلمي للسياسة هو أنها الحرب الطبقية الباردة السابقة للحرب بالأسلحة النارية .
أدان مؤخراً نفر من أعداء الشيوعية مجندي البورجوازية الوضيعة خطاباتي كونها تخطب بالشتائم وكأن هؤلاء النفر يقولون .. "نعم حارِبنا ولكن لا تشتمنا" .
نعم هؤلاء القوم يختبئون وراء هذه الحجة غير السوية "حاربنا لكن لا تشتمنا" كي يرفضوا مسبقاً كل الأفكار الكبيرة التي أطرحها في خطاباتي ولم تطرح من قبل ؛ يعجزون عن مقاربة الأفكار المطروحة فيتهربون بحجة الشتائم في حين أنني لا أشتم بل أتحدث بخشونة عن المتهربين بتخابث مفضوح .
وبافتراض أنني أشتم أولئك الذين يتهربون بخبث مفضوح كيلا يواجهوا الأفكار الكبيرة والجديدة المطروحة دوماً في خطاباتي – في حين أنه ليس إلا خشن الكلام – لكن الشتائم في الحقيقة هي أهون الأسلحة في الحرب الطبقية . الأحزاب الشيوعية العربية وهي تلتزم العصمة فلا تأبه بما أقول بالرغم من أن أطروحاتي تخص مباشرة قواعد الفكر الماركسي الشيوعي – مثل أطروحة العالم اللاطبقي التي لا يجوز تجاهلها بحال من الأحوال – إلا أنني مع ذلك نادراً ما أذكرهذه الأحزاب بسوء رغم أن مثل هذه العصمة ليست إلا ضرباً من ضروب الخيانة . ويجدر التصريح في هذا المقام بأنني كنت صادقت بكل محبة واحترام نفراً من القراء عارضوا أطروحاتي بعزم فائق وظهروا كيساريين وشيوعيين سابقاً معادين للشيوعية.

كان أول من افتتح حملة الشكاوى من "شتائمي" هو الزيرجاوي إذ كنت قبل خمس سنوات قد قاطعته لأنه بوقاحة أبناء الشوارع سب أمي وهي الأم التي كتب عنها مكسيم غوركي روايته الشهيرة "الأم" ؛ فبعد أربع سنوات من وجودي في السجن المشدد وقد انطفأت عيناها من كثرة البكاء وحفيت قدماها تراجع الأمن ليسمح لها بزيارتي في السجن، جاءتني أخيراً في سجن المحطة في عمان في صيف العام 63 لتحتضنني وتهمس في أذني بحضور ضباط المخابرات قائلة .. "إياك أن تستنكر!!" وقالت لضباط المخابرات .. " أليس عيباً عليكم أن تسجنوا أبناءنا مواطنيكم مقابل الدولارات من أميركا !؟" إذاك صاح بها ضابط المخابرات . ." ها أنت شيوعية يا امرأة !!" وأمر بقطع الزيارة .. تلك هي الأم التي تشرّف كل الأمهات في العالم وسبها ابن الشارع عبد الحسين سلمان الزيرجاوي دون داعٍ ودون أن أشتمه . ومذاك، قاطعته ولم أعد أحاوره وأرد على تعليقاته وخاصة أنه الوراق الذي لا يفهم ما يقرأ .
نعم الشتيمة هي حجة المفلس لكن ذلك صحيح فقط عندما يحاربك الخصسم بشرف ؛ أما عندما يلجأ الخصم لاستخدام مختلف الوسائل القذرة ليطرحك أرضاً ويلغيك من التاريخ فحق لك عندئذ ليس أن تشتمه بأحط الشتائم فقط بل ولتبصق عليه ملء عينيه .

منذ بدء حياتي السياسية في العام 49 وحتى اليوم كرست حياتي بكل طاقاتها لتوطيد أسس الماركسية في علم التطور الإجتماعي وهو ما دعاني إلى الخروج من الحزب الشيوعي الأردني بسبب انحرافه وراء خروشتشوف في نيسان 65 وما عانيت بعدها من سجن في العام 66 - 67 وجوع وحرمان مهين لي ولعائلتي . اسنطراداً لكل تلك الكراسة أراني اليوم في نهاية عمري السياسي الطويل منكباً على قراءة ماركس فيما نتج عن خيانة الحزب الشيوعي السوفياتي للثورة الاشتراكية خيانة فاضحة مجلجلة وصلت إلى حد قيام أعضاء في المكتب السياسي للحزب باغتيال القائد البولشفي يوسف ستالين – باني الدولة الاشتراكية العظمى محل فخار السوفياتيين - بوصف خروشتشوف الذي شارك بالإغتيال .
قراءاتي الماركسية لعالم اليوم تطرح مسائل في غاية الأهمية لدرجة أنها تحدد العمل السياسي الناجع وتكشف ما دها العالم من تشوهات وانحرافات تنتهي به إلى أوخم العواقب، وكل ذلك من تبعات خيانة الحزب الشيوعي السوفياتي للثورة الإشتراكية .

أحد هؤلاء الأعداء المتخابثين تساءل متشفيا بانحلال الاتحاد السوفياتي .. " أين هي الثورة الشيوعية اليوم !؟" فكان أن أجبته بوقائع صادمة تفري العيون غير أن حقد هذا العدو على الاتحاد السوفياتي أفقده البصر والبصيرة فعاد يسأل .. وأين هي الثورة الشيوعية اليوم !؟ هو لم يرَ أنه بفعل الثورة الشيوعية في روسيا في أكتوبر 1917 قصراً يقوم عالم اليوم الفوضوي العاجز كما في الحفائق التالية ..
• البورجوازية الوضيعة ورغم أنها ليست من طبقات الإنتاج تتولى السلطة في العالم كله وهذا مخالف تماماً لأبسط القوانين السياسية الإجتماعية . عالم اليوم يستمر في فوضى اللاإنتظام والتراجع بمجمل الانتاج بسبب انهيار طبقتي الإنتاج، الرأسماليين والعمال، لتتولى البورجوازية الوضيعة كل السلطة في كل البلدان .
• عالم اليوم عالم مسطح لا طبقي لأن البورجوازية الوضيعة ليست طبقة حيث أنها لا تنتج سوى الخدمات عديمة القيمة التبادلية ولا تخدم سوى الإنتاج ويتراجع دورها الخدماتي بتراجع مجمل الإنتاج البضاعي . وطالما استمرت البورجوازية الوضيعة تحكم قبضتها على السلطة طالما اضطر العالم إلى الإستدان أكثر من 5 ترليونات دولاراً كل عام .
• انتهاء التاريخ مع انتهاء الصراع الطبقي وقد تبدى ذلك باضمحلال الأحزاب فانتهت حتى الدول العظمى إلى انتخاب رؤساء بلا هوية أو لون سياسي لهم وتتوحد أهداف الحزب الشيوعي الصيني والحزب الجمهوري الأمريكي المتشاركان وحدهما في بناء "النظام" الإقتصادي القائم اليوم .
• الخلقة الغريبة للنظام الدولي القائم اليوم الذي يتشكل من البضائع الصينية التي هي ليست من البضائع الرأسمالية والدولارات الأمريكية والتي لم تعد من النقود الرأسمالية ؛ كل بضائع العالم تدخل السوق الدولية مدخل البضائع الصينية وكل نقود العالم تدخل السوق الدولية مدخل الدولارات الأمريكية .

من يتوقف عند أية شتائم دون أن يحفل بمثل هذه الأفكار الكبيرة في المقال، أكانت صحيحة أم غير صحيحة، فهو نفسه يحدد قدر نفسه .
الشتائم في السياسة
التعريف العلمي للسياسة هو أنها الحرب الطبقية الباردة السابقة للحرب بالأسلحة النارية .
أدان مؤخراً نفر من أعداء الشيوعية مجندي البورجوازية الوضيعة خطاباتي كونها تخطب بالشتائم وكأن هؤلاء النفر يقولون .. "نعم حارِبنا ولكن لا تشتمنا" .
نعم هؤلاء القوم يختبئون وراء هذه الحجة غير السوية "حاربنا لكن لا تشتمنا" كي يرفضوا مسبقاً كل الأفكار الكبيرة التي أطرحها في خطاباتي ولم تطرح من قبل ؛ يعجزون عن مقاربة الأفكار المطروحة فيتهربون بحجة الشتائم في حين أنني لا أشتم بل أتحدث بخشونة عن المتهربين بتخابث مفضوح .
وبافتراض أنني أشتم أولئك الذين يتهربون بخبث مفضوح كيلا يواجهوا الأفكار الكبيرة والجديدة المطروحة دوماً في خطاباتي – في حين أنه ليس إلا خشن الكلام – لكن الشتائم في الحقيقة هي أهون الأسلحة في الحرب الطبقية . الأحزاب الشيوعية العربية وهي تلتزم العصمة فلا تأبه بما أقول بالرغم من أن أطروحاتي تخص مباشرة قواعد الفكر الماركسي الشيوعي – مثل أطروحة العالم اللاطبقي التي لا يجوز تجاهلها بحال من الأحوال – إلا أنني مع ذلك نادراً ما أذكرهذه الأحزاب بسوء رغم أن مثل هذه العصمة ليست إلا ضرباً من ضروب الخيانة . ويجدر التصريح في هذا المقام بأنني كنت صادقت بكل محبة واحترام نفراً من القراء عارضوا أطروحاتي بعزم فائق وظهروا كيساريين وشيوعيين سابقاً معادين للشيوعية.
.
من يتوقف عند أية شتائم دون أن يحفل بمثل هذه الأفكار الكبيرة في المقال، أكانت صحيحة أم غير صحيحة، فهو نفسه يحدد قدر نفسه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الزكي كريم على الفيسبوك
فؤاد النمري ( 2020 / 11 / 7 - 06:42 )
أبادلك يا أخي تحيتك بتحياتي البولشفية
لكن هناك إعتراضاً على ادعائك .. -نحن مخنلفين في الرأي وليس في الفكر-
في حقيقة الأمر نحن مختلفون في الفكر قبل الرأـي
في الأول من أيار 59 أنت كنت تهتف -ما فبه زعيم إلا كريم بينما كنت أنا أضغي لخطاب كريم المعادي للشيوعية تحت الأرض ويملؤني الغضب على كريم
كان حزبكم في العام 61 و 62 ينادي ب -دولة الشعب كله- وهي دولة البورجوازية الوضيعة المعادية لدولة دكتاتورية البرروليتاريا
كريم قادكم إلى المذبحة ومع ذلك خرجتم في 10 نيسان ترفعون صورة جدارية لقاسم تطالبون بخرو الأمريكا وهم الذين حرروكم من عصابة القتلة التكريتية
أنتم اليوم في حزبأهدافه الكبرى الديموقراطية والتعددية والعدالة الاجتماعة وكل هذه الشعارات هي شعارات بورجوازية لا تقبل التحقق
وهكذا نحن في فكر مختلف وعليه يتحقق قول لينين -لا يسيء للإشتراكية أكثر من الاشتراكيين أنفسهم
ماركسيتي اليوم تقول أن الثورة البلشفية لم تمت ولن تموت وما زالت تحكم قبضتها على العالم
وأنتم تخطبون بموت الثورة البولشفية باعتبار أنها جاءت بغير مكانها وغير زمانها وهو خطاب الأممية الثانية أعداء لينين


2 - الاستاذ فؤاد النمرى
على سالم ( 2020 / 11 / 7 - 15:19 )
عزيزى انت تلعب فى الوقت الضائع , الشيوعيه ماتت منذ زمن طويل , ارجو ان تنتبه


3 - السيد المحترم علي سالم
فؤاد النمري ( 2020 / 11 / 7 - 21:08 )
لا يمكنك يا أخي أن تزعم بأن الشيوعية ماتت إلا بعد أن تثبت أن النظام الرأسمالي ما زال قفائماً يعمل
نظربيتي المستندة إلى الوقائع تقول أن الثورة الشيوعية قبرت النظام الرأسمالي في سبعينيات القرن الماضي
عالم اليوم وقع في فوضى عارمة على طريق التحول إلى الشيوعية

أنا يا عزيزي علي أقرأ التاريخ كما هو دون أدنى معتقدات

تخياتي


4 - الرفيق العزيز الزكي كريم
فؤاد النمري ( 2020 / 11 / 8 - 07:57 )
أنا أقف باهتمام كبير إزاء ما تسميه احتلافاً في الرأي
ليس هناك من مبرر لأي خلاف في الرأي بين شيوعيين حقيقيين
لنطرح خلافنا في الرأي للتداول على صفحات الحوار المتمدن وسيكون ذلك لصالح الشيوعيين

مقالي الحالي نشر مكررا ومقالي بعنوان الديالكتيك الماركسي نشر مكررا ايضا
لا أعلم الخطأ في الإرسال أم في الاستقبال
أرجو من الرفيق الزكي حذف التكرار في المقالين
مع وافر الشكر والتقبدير

أنا كنت أعلم منذ سنوات أن الكريم الزكي من الشيوعيين الذين يعتد بهم في الصلابة وفي المقاومة

تحياتي البولشفية


5 - تحية طيبة
كريم الزكي ( 2020 / 11 / 9 - 16:12 )

تحية طيبة للرفيق النمري .
على الرغم من أختلافنا في الرأي وليس الفكر / ولكني أقف معك بكل جوارحي وبكل آلامي التي لا زلت أعاني منها جراء السجون والمعتقلات في العراق من العام 1963 ولغاية سقوط بغداد 2003 بسبب وجود أنظمة فاشية كانت تحكم العراق واليوم العراق قد أنتهى سيادياً على يد ذيول طهران والأمريكان / مع الأسف الشديد على الذين يدعون أنهم يحملون أفكاراً تقدمية يصل بهم مستواهم الواطي الى حد الشتم والتشهير بالعوائل وشتمها . أنهم لايختلفون عن ناظم كزار وصدام حسين وهتلر وكل الخارجين عن الأنسانية والقيم البشرية . والدتك وكل أمهاتنا
يا ما تحملن مشاق وآلام وعذابات طيلة سنين طويلة وكل هذا بسبب اننا رفعنا راية الفكر العلمي التقدمي الأشتراكي / هي ضريبة تحملها كل الشيوعيين والتقدميين وستستمر العذابات مادام خدم قوى الظلام يحاربون الفكر الحر العلمي موجودين على سطح البسيطة ( يقول لينين لا يسئ للأشتراكية أكثر من الأشتراكيين أنفسهم) / تحياتي الحارة ... أخيك كريم الزكي


6 - تحية طيبة
كريم الزكي ( 2020 / 11 / 9 - 16:13 )

الزكي كريم
تحية للبولشفي الأول فؤاد النمري / لم أقل أنا مع الحزب الشيوعي العراقي وأنا أشاطرك الرأي في الكثير مما ذكرته / أما الأختلاف الفكري فمسالة طبيعية باختلاف طبع البشر / أنا عامل صناعي أعمل على الآلة الحديثة والمتطورة وأنت تعمل بلمسات القلم .. وهنا الأختلاف لا يفسد للود قضية / تحياتي


7 - تحية طيبة
كريم الزكي ( 2020 / 11 / 9 - 16:15 )
كريم
صباح الخير رفيقي العزيز / تم حذف المواد المكررة حسب طلبكم / تحياتي


8 - تحية طيبة
كريم الزكي ( 2020 / 11 / 9 - 16:23 )
كريم
عزيزي فؤاد النمري / في المقال هناك تكرار لأكثر من نصف المقال / هل تريد أن اصلح وأحف المواد المكررة أو أنت ترسل لي تصليح المقال لكي أقوم بالازم أو مقال جديد ونحذف المقال القديم
/ تحياتي
ملاحظة :- أكرر أنا أتضامن معك بسبب التطاول عليك والمسبة من البعض !!!!


9 - الرفيق كريم الزكي
سعيد زارا ( 2020 / 11 / 10 - 12:00 )

تحياتي البولشفية و لمجهوداتك

كنت قد علقت حال نشر الرفيق فؤاد لمقالته اعلاه ففوجئت فورا برفض تعليقي و منعي من التعليق لمدة ثلاثة ايام، و وجهت شكوى و لم تؤخذ بعين الاعتبار. اؤكد لك ان تعليقي لم يخل بقواعد النشر كما احيطك علما انه لم يتم معاقبتي من قبل و هو دليل كاف على تشبثي باحترام قواعد النشر.
ارجو الرجوع اليه فانا متاكد ان هتلك خلل ما.

تحياتي


10 - تحية طيبة / الرفيق سعيد زارا
كريم الزكي ( 2020 / 11 / 10 - 14:57 )
الرفيق العزيز سعيد زارا / إذا لم يكن تعليقك مخالف لقواعد / أحتمال يكون خطأ فني / أرسله مرة ثانية وسنرى الموضوع / تحياتي الحارة


11 - الرفيق العزيز كريم الزكي
سعيد زارا ( 2020 / 11 / 10 - 15:48 )
شكرا لك على مجهودك لكنني لم احتفظ بنسخة من تعليقي الممنوع، لكن مضمونه يقول المجد و الخلود لامهات المعتقلين السياسيين و الشهداء اللائي عانقن قضية ابنائهن التحررية و الخزي والعاار لكل من سولت له نفسه شتمهن و سبهن.


تحياتي لك


12 - الرفيق العزيز زارا
كريم الزكي ( 2020 / 11 / 10 - 18:27 )
نعم كم هي كريهة تلك الاْلفاض البذيئة والتي تمس أمهاتنا أنهم لا يختلفون عن الجلادين في قصر
النهاية أو دائرة الأمن الفاشية

اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟