الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حنين

ريوان ميراني
(Rewan Mirni)

2020 / 11 / 6
الادب والفن


كان المساءُ حزيناً كوجهكِ

عندما كنت وحيداً

في قطارٍ مسرعٍ كالعمر

وهو يمر ببازل*

هطل المطر خفيفاً حينها

أشجارُ الكرز أرتعشت

ونثرت ماتبقى من أوراقها

تحت أقدام العاشقين

أرتقت الأوراق شهيدةً

شاهدتُ ذلك بسعادة

والعصافير طفقت تسافد بعضها بشغف

على الأغصان العارية

والأضواء الشاحبة

ترامت على أكتاف الطريق خافتةً

وأما قلبي،

فكان يُخترق بخناجر الحنين اليكِ

دخلتُ نفقاً وأنا أفكر بكِ..

خرجت النفق وأنا أفكر بكِ..

رأيت الراين* يجري أزلياً، عميقاً

تذكرتُ جريانكِ في عروقي

لا جبال جورا* المثناثرة تثير إنتباهي

ولا الحسناء الشهية التي تجلس أمامي

في هذا القطارٍ المسرعٍ كالعمر

وهي تدقق بشهوةٍ في لحيتي الشقراء

ترى ماذا يقول العُشَّاق في هذهِ البلاد

وهم يلتقون في هذهِ المقاهي الجميلة؟

هل قال أحدهم يوماً ما لحبيبتهِ،

مثلما قلت لك ذات مساء في قريتنا:

"عزيزتي بيلا!
عندما أراد الإله أن يعرفني بنفسه،
عرفني عليكِ!"

__________________________________

* (بازل، Basel): مدينة سويسرية، تقع على حدود الألمانية والفرنسية.
* (الراين، Rhein): هو نهر في أوروبا يمر عبر سويسرا، فرنسا، ألمانيا، ليختنشتاين وهولندا. 
* (جورا، Juragebirge): سلسلة جبال تقع بين فرنسا وسويسرا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل


.. ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ




.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع


.. فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي




.. الأسطى عزيز عجينة المخرج العبقري????