الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السُلف المالية، تدّفع الأحزاب للمشاركة بالعُرس الوطني

ازهر عبدالله طوالبه

2020 / 11 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


تطبُّ بيَ حالةٌ مِن السُخرية، والعبَث بقواعدِ الانتخابات النيابية القادمة، دون التفكيرِ بالنتائج، وذلك حينما يقولُ لي أحدهم، بأنَّ أكثَر ما يُميِّز هذه الانتخابات، ويُضيف لها شرعيّة غير مسبوقة - هُنا صدَق، لكنّها شرعيّة فاسدة- ؛ هو حضور الأحزاب بشكلٍ كبير، ممّا يعني، أنَّ هذا سيُترجَم على أرضِ الواقِع، بأنَّ المجلِس القادِم، أي المجلِس التاسع عشَر، سيكون مجلسًا فيهِ من الثّقلِ الحزبيّ الكثير، وفيهِ ما يبشِّر بأنّ قرارت السُلطة التنفيذيّة، ستكون خاضعة لقرارت المجلِس، ولَن تستطيع - أي السُلطة التنفيذية- أن تتجاوزَ دورهُ، كما اعتدّنا عليهِ في المجالس السّابقة .

وحقيقةً، لا أدري ما هي قياسات الزاوية التي ينظُر منها هؤلاء لهذه الانتخابات، وما هي الأرضيّة التي يُشيّدونَ عليها تحليلاتهم وقراءاتهم، ويتّضِح أنّها أرضيّة طينيّة . حيث أنَّ المُشاركة الحزبيّة في هذه الانتخابات، والتي تتمثّل بسبعٍ وأربعينَ حِزب أردني مِن أصلِ ثمانٍ وأربعين حِزب، وكما أشارَ إلى ذلك الكثير مِن الحزبيّين الذين يرفضونَ المُشاركة، لَن تتجاوز حُدود المُشاركة الشكليّة فقط، وهي مُشاركةٌ مشروطة بشروطٍ كثيرة، أهمّها وعودات السُلفة المالية المُقتطعة من الدّعم المالي الذي تُقدّمهُ الدولة للأحزاب، حسب قانون الأحزاب، والذي يبلُغ سنويًا 50 ألف دينار أُردني .

وقَد لوحظَ على الكثير مِن القوائم التي يُذاع عنها، أنّها قوائم شُكِّلت على أُسُس حزبيّة، هي قوائم خلَت مِن الكثيرِ من معايير المصداقيّة التي تتعامَل بها الأحزاب، وأنّ الكثير منها، أحزاب لا تستَطيع أن تُفكِّر خارِج الصندوق، ومقوّضَة ببرامجها الحزبيّة، وكأنّها طالب دراسات عُليا، يُشرِف على أبحاثهِ مُشرِف مُعيّن، ويُصادِق على نشرِ أبحاثهِ لجنة مُختصّة بذلك .

لقَد دلّ نهج الإنسحابات الذي انتهجهُ الكثير مِن المُرشّحين الغير حزبيين، حيالَ خُروجهم مِن قوائمهم التي انضمّوا إليها بعدَ دعوات مِن كبار القيادات الحزبيّة، بأنّهُ ثمّة أزمةٌ تُعاني منها الأحزاب، بطريقةٍ أُعجوبيّة، قادتها إلى ولادة إئتلافات مُتناثِرة في كُلّ أرجاء المملكة، داخل القوائم الضيّقة التي تتبنّاها وتلّتفِف لها مراكز صُنع القرار بشكلٍ واضِح للجميع . فتمخّض عن ذلك الكثير مِن الإئتلافات، بعضها عُرفَت بإئتلافات حزبيّة مزجَت حزبين أو أكثر مع بعضها، وبعضها عُرفت بإئتلافات عشائريّة مناطقيّة، لكنّها مُغطّاة بغطاءٍ حزبيّ . ولأنّنا نؤمِن بمقولة " أهِل مكّة أدرى بشعابها"، وتوضيحًا لما أسلفناهُ هُنا، سنستعرِض بعض ما قالهُ أهل هذا الإختصاص .
فبِحسب مُدير مركز الحياة ( راصِد لمُراقبة الانتخابات) عامِر بني عامر، وفي حديثه ل "عربي 21 " فإنَّ 8% مِن الأحزاب المُترشّحة، قَد ترشّحت بقوائم مِن أعضاء حزبها فقط . بينما ما نسبته 77% مِن الأحزاب السياسية، ستكون قوائمها مُختلطة، ما يعني أنّ المُترشحينَ في القائمة سيكونون من أعضاء الحزب وخارجه .

أمّا فيما يتعلَّق بنوع وليسَ بكمّ التواجُد الحزبيّ في المجلِس القادِم، وردًا على أؤلئكَ الذين يحلمونَ أحلامًا ورديّة يوجودِ قوى حزبيّة وازنة في المجلس القادم، يرى الصحفيّ والمُختَص بالشؤون السياسية والبرلمانية، وليد حُسني، أنّ القوائم الحزبيّة لَن تُنافس على الفوز بقدرِ الحُصول على السُلفة المالية، وتوفير أكبَر مبلغ منها، لغايات الصّرف على الحزب، تعمُد لتخفيضِ كُلفة الدعاية الانتخابية ما أمكنها ذلك .

فكيفَ لنا أن نؤمِن بدورِ الأحزاب، وهي لَم تُقرّر المُشاركة بالانتخابات، إلّا طمعًا بالدّعمِ الماليّ الذي تُقدّمهُ الدولة، وتضّحيةً بدورها السياسيّ الذي ولِدَت مِن أجلِه ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الصين.. بوتين بحاجة لدعم كيم | #سوشال_سكاي


.. 9 دول حدّثت أسلحتها النووية وتأهبت.. وخوف من كارثة مقبلة




.. الجيش الإسرائيلي: نسيطر على 70% من مدينة رفح


.. غارة تستهدف منزلاً ببلدة ميس الجبل جنوبي لبنان




.. قراءة عسكرية| ما غاية التوغل الإسرائيلي غرب وجنوب مدينة رفح؟