الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجرد خبر!!

احمد جمعة
روائي

(A.juma)

2020 / 11 / 7
الادب والفن


ألوان الحياة مثل قوس قزح...تتغير بحسب الأجواء، فاليوم الممطر يترك بالأفق الوانه التي تدل على طبيعة التحول الكوني، هذه الحياة هي التي تشرق دائمًا بالتغيير، وهو أساس النظام الكوني، لا شيء ثابت...الحركة هي المطلق الوحيد وعليه كثير من الأنظمة تنسى أن التغيير قادم وكثير من المؤسسات تفتقد الرؤية القائمة على التغيير وغالبية من الأفراد لا تؤمن بالتغيير حتى يصطادها!! حينها يكون قد فات الأوان...نحن اليوم أمام رؤية جزئية للحياة، من منظور دور الفرد أو الجزء أو الهامش الذي يبدو للوهلة الأولى بلا أهمية وبلا دور في حركة التغيير، نتأمله من خلال حركة التغيير لنفاجئ بأن أصغر ترس في الآلة الكبيرة يمكن أن يعطلها وهذا ينطبق على نظام الحياة ذاتها التي لها طريقتها في تسيير الحرة على الكرة الأرضية.
من شأن خبر صحفي عابر، غير مهم بساعته،في زاوية من صحيفة ثانوية مجهولة قد يحدث فرقًا بالعالم أكثر من "مانشيت" رئيسي بصحيفة عالمية مشهورة...وربّ تعليق من صحفي مغمور لا اعتبار له بين أعمدة الصحافة العالمية، قد يحدث فرقًا في المعمورة...وكذلك رواية أو فيلم بسيط أو سياسي مهمش أو لاجئ من وجه الحرب والقمع والإرهاب، بركنٍ من العالم لا يشكل رقمًا وسط ملايين الأرقام يمكنه أن يُحدث فرقًا...هذا ما أوحت لي به الانتخابات الأمريكية بصرف النظر عن نتائجها وتداعياتها التي بالطبع مؤثرة بدرجة ربما تُغير شكل الخرائط بالعالم ولكن يظلّ الإنسان مهما صغر أو ضعف أو هُمش أو عَزل نفسه أو وُضع فوق الرف...يمكنه بلحظةٍ تاريخية وفي غفلة من الجميع أن يُحدث فرقًا...وهذا ما لا يفهمه من لا يحوز رؤية وتأمل... كيف غير كثيرون العالم وكانوا قبلها غير معروفين وغير مهمين على الأقل من وجهة نظر مجتمعاتهم...ألم يكن الرئيس ترامب الذي أحدث كل هذا الصخببالعالم مجرد مقدم برامج ترفيهية؟ بصرف النظر عن امتلاكه الملايين!!
هذا العالم رغم سعته لكنه صغير ويمكن للمرء أن يتخيّل خبر صغير قد يبدو بنظر البعض لا أهمية له ولكن بظرفٍ معين وعند منعطف ما يمكنه تغيير أمور كثيرة، إذا أدرك الصحفي أو الكاتب خلفية ما يصيغه، فالحدث الذي يبدو اليوم لا قيمة له بالغد يصبح حديث العالم، والرواية التي لا تلقى صدى هذا العام بإمكانها أن تصبح محور القراءة...كل ما يبدو لك الآن هامشيًا ربما تخلق منه الأحداث التالية محور الأخبار...خذ على سبيل الدلالة رواية موبي ديك للكاتب الأمريكي هيرمان ملفيل التي كتبها بمنتصف القرن التاسع عشر ولم تلق صدى ومات الكاتب بحسرته وبعد عقود من السنين أصبحت موبي ديك الرواية التاريخية التي تمثل قمة الأدب الأمريكي، لأن الذين كُتِبت لهم حينذاك لم يُدركوا خلفية ومغزى الرواية!
الأحداث بالعالم ليس شرطًا مرتبطة بوقتها، كثير من الأحداث والأخبار والوقائع التي تبدو اليوم بلا قيمة ولا صدى من الممكن أن تصبح بالغد محور الكون وتحدث تغييرًا غير متوقع...لا تتوقفوا عند فوز ترامب أو بايدن ولا تربطوا المستقبل بهذين الرجلين رغم أهمية من يحكم أقوى دولة بالعالم...من شأن مواطن أمريكي من الشارع يتلقى رصاصة بالخطأ من رجل أمن أن يعكس سياسة البلد كلها ويحدث فرقًا...تذكروا أن خبرًا صغيرًا يمكنه أن يحدث فرقًابالأحداث!
للحياة منهجها في تغيير المسارات!وللإنسان منهجه في التفاعل مع الحياة...هناك سببين للعيش، الحياة ذاتها والنتيجة. قد يظن البعض أن الحياة تنتهي بالموت...ولكن ما لا يدركه العقل أو بعض منهُ أن النتيجة التي تجلبها الحياة هي خلود البشر...لهذا لا قيمة للحياة ما لم تترك بها أثر...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي


.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل




.. ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ


.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع




.. فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي