الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تستسلم للحنين

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2020 / 11 / 7
الادب والفن


أنت لستَ من مكان . . . لا يوجد في الدنيا أوطان ، يذهب الناس إلى ضفاف الأنهار، عندما تجف يغادرونها، الوطن يعني المرعى و الماء و الطعام .
لا تتشبّث باليباب، العالم واسع، الأنهار كثيرة ، و الأرض البكر تستدعي زنوداً مفتولة لتزرع فيها الجمال . كم مرة تذكرتَ ذكرى معينة وشعرت وكأنك هناك مرة أخرى؟ إنّه الحنين ،يمكنك شمّه ، رؤيته ، وحتى تذوق تلك اللحظة بالتحديد.. تغلب عليك الشوق لتلك اللحظة من الزمن والذاكرة مغرمة بذلك بحيث لا يمكنك إلا الشعور بالدفء في الداخل. الحنين إلى الماضي هو الشوق العاطفي الذي يشعر به المرء عند استرجاع الذكريات.
قد يكون الحنين مرضاً تمّ توصيفه للجنود المرتزقة السويسريين الغائبين عن أوطانهم، تشمل أعراضه الإغماء والحمى الشديدة وآلام المعدة وحتى الموت. عندما تشعر بأن زمنك الجميل بعيد في مكان ما عن الحاضر تكون قد وقعت في الفخ ، وهذا يشبه التوق إلى بعض الكمال التجريدي الفلسفي. ترى النظرية الأفلاطونية للأشكال أن هناك تجريدًا يسمى "الشكل" وهذا هو الواقع الحقيقي. إنه لا يمكن الوصول إليه ولا معرفته ، لكنه موجود. لا يمكننا الاقتراب من هذا العالم المؤلف من أشكال أفلاطون المثالية ، لذا نبتكر المحاكاة.
مريضة بالحنين إلى المستقبل ، هي حالة غير موجودة ، وليس لها شكل مثالي ، لذا لن تكون محاكاه، يمكنك تسمية هذا النوع من الحنين : محاولة استكشاف المجهول .
الحنين إلى الماضي ليس بالضرورة أن يكون حنيناً حقيقاً، فنحن عادة نزيّف الذكريات، نعطيها وهجاً من قلوبنا، ثم نصدّق زيفنا، لم يكن في الماضي شيء أفضل من الحاضر ربما، لكننا نرغب أن نتدفأ بالأوهام.
يقول أرنست همنغوي في الحنين: كان يمتلك موهبة طبيعية بالفطرة كالنمط الذي ترسمه ذرات الغبار على أجنحة الفراشات، أصبح هذا النمط يختفي مع مرور الزمن شيئاً فشيئاً حتى أزيل بالكامل وتكسرت تلك الأجنحة، ولم تستطع هذه الفراشة الطيران مجدداً وأصبحت تحن للماضي عندما كانت قوية تطير بحرية.
تقول سيلفا بلاث:
"تعودت على البكاء ليلاً، في انتظار شيئاً قد اشتقت له كثيراً."
لست همنغوي، ولست سيلفا بلاث، سيلفا انتحرت عندما خانها زوجها مع تلميذته ، لكنّني لا زلت على قيد الحياة ، يمكنني أنّ أشبّه الحنين بظلال الأشجار التي تتراءى لي في الليل، تخيفني ، لست قادرة على إبعادها عن ناظري، ولست قادرة على الإمساك بها لأنّها ظلال .
أحاور الظّل
أحتمي بجذع شجرة
يكبر خيالي
يرافقني
يقودني إلى المجهول
يبكي الليل على ركبتيّ
أعيش معه حقيقة بطعم الخريف
أحضن حبي المزيّف
تبكي السّماء
أضحك، و أضحك،
فقد حلّ الصّباح
سوف أمشي اليوم أيضاً في طريق الغابة
ما أجمل الطّريق!
ليت الحياة طريق. . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شخصية أسماء جلال بين الحقيقة والتمثيل


.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت




.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو


.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??




.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده