الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل فازت توقعات الفلسطينيين في الانتخابات الأمريكية؟

سمير دويكات

2020 / 11 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


المحامي سمير دويكات
تعد الانتخابات الأمريكية وكأنها انتخابات عامة للفلسطينيين سواء في الجانب الرسمي الحكومي والقيادة أو الشعب نفسه، كون أن الرؤساء الأمريكان لهم الدور الفاعل في دعم الاحتلال الصهيوني وفي ضرب مقومات القضية الفلسطينية، فمنذ نشوء إسرائيل والأمريكان يدعمون إسرائيل بلا حدود، وفي بداية العام تسعينيات القرن الماضي بدأت مفاوضات على الحقوق الفلسطينية ما لبثت بعد ذلك أن أصبحت أمريكا الراعي لها، والتي ومنذ بداية التسعينات جرت عدة مراحل من المفاوضات كانت بداياتها في مدريد ووقعت في واشنطن، وتم بعدها عشرات الاتفاقات برعاية أمريكية، لكن وفي السنوات الأخيرة من عهد حكم ترامب الخاسر في الانتخابات الأمريكية في هذه الجولة، تم نقل السفارة الأمريكية للقدس واعتمادها كعاصمة لكيان الاحتلال وتم هندسة صفقة القرن التي أضاعت كل الحقوق الفلسطينية، وأخيرا وخلال الأشهر الأخيرة تم إبرام اتفاقيات تطبيع مع بعض الدول العربية بالمجان ودون ثمن.
هي أمور تجعل من الفلسطينيين على كافة مستوياتهم أن يكرهوا أمريكا ورئيسها، لكن على ضوء ما يصدر عن الانتخابات الأمريكية من تقدم لبايدن على حساب ترامب الرئيس الأكثر تضييق على الفلسطينيين والأكثر حقدا ودمارا للقضية الفلسطينية، فان النفس اخذ طوله في رام الله والمدن الفلسطينية كونه الرئيس الذي منح اليهود أكثر مما كانوا يتمنون ودمر فكرة التعايش في دول كثيرة عبر العالم.
في المقاطعة كان الرهان كبير في انه بإمكان بايدن أن يفوز لكن استطلاعات الرأي كانت غير مشجعة لإمكانية فوز الديمقراطي بايدن على منافسه، ورام الله تنتظر فوز بايدن بلا خطة عمل وإنما بعض المواقف الارتجالية التي اتخذتها في عهد ترامب ومنها وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل ووقف اعتبار أمريكا راعي للسلام، لكن هذا البادين القادم لقيادة أمريكا ليس بجديد فقد حكم قبل قدوم ترامب ثماني سنوات كنائب للرئيس باراك اوباما وبلا نتيجة ولم يقدم شيء للفلسطينيين غير حربان ضد غزة وفي الأخيرة قتل العشرات من الفلسطينيين.
على مستوى الشعب الفلسطيني، فانه لا فرق لديهم بين رئيس وآخر، كون أنهم داعمين دائما للاحتلال بكل الوسائل، وبالتالي فان الفلسطينيين ليس لديهم أمل في حكم جديد من الرئيس الأمريكي المتقدم إن ثبتت توقعات فوزه، وهو رئيس أمريكا وليس فلسطين حتى يعطي نتائج سريعة ترفع عن كاهل وحمل الفلسطينيين الثقيل بعض الصعاب والمشقات، وهو أمر سيكون خلال مرور أربع سنوات فترة ولايته دون إحداث أمر جديد.
عدا عن ذلك أن أوضاع الفلسطينيين صعبة جدا وان الرئيس الأمريكي سيتسلم مهامه بعد ثلاثة شهور مما قد يحدوا بالصهاينة إلى اتخاذ إجراءات سريعة لبسط الاستيطان على أراضي جديدة وخلق وقائع فوق الأرض.
إن عدم استلام أموال المقاصة وبالتالي عدم قدرة السلطة على دفع رواتب العاملين في الوظائف الحكومية المدنية والعسكرية هو التحدي الأكبر أمام القيادة الفلسطينية في ظل أن حصول أربع انتخابات أمريكية وتبدل أربعة رؤساء بعد آخر انتخابات فلسطينية جرت منذ سنة الفان وخمسة، فهل يكون المنطق غالب لأحكام القانون هذه المرة أيضا، وماذا ينتظر حكام رام الله وغزة حتى يبتهج المواطن الفلسطيني بالانتخاب من جديد؟
رام الله لم تفز بالانتخابات ولا بالتوقعات لأنها مجرد سياسات غير مدروسة يقوم عليها النظام في فلسطين وتقوم على آنية اللحظة كون أن مقومات الوجود الفلسطيني ثابتة تحت الاحتلال وهناك إهمال كبير لقطاعات كبيرة من الخريجين والقطاع الخاص وغيرها من القطاعات، وهو أشبه بحالة يحزن فيها القلب على الجميع وان آليات الصمود الوطنية هي فردية لكل مواطن دون ارتباطها بأي ترتيبات وبأي شكل، لذلك خطة القيادة فقط البقاء كما هو الحال إلى أن يأذن الله بفرج من أي اتجاه، دون التكلف بوضع أو إجراء تعديل في أي من السياسات الوطنية أو الحكومية، والمؤسسات تعمل وفق آليات ارتجالية وتعيينات ربما تكون خارج القانون وخارج الدستور أيضا والمصالحة لن تكون إلا بحدوث شيء غير متوقع على خلاف الذي يخرج هنا أو هناك على شكل تصريحات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يتسبب بإقالة سفير بريطانيا لدى #المكسيك #سوشال_سكاي


.. فيديو متداول لطرد السفير الإسرائيلي من قبل الطلاب في جامعة #




.. نشرة إيجاز - مقترح إسرائيلي أعلنه بايدن لوقف الحرب في غزة


.. سلاح -إنفيديا- للسيطرة على سوق الذكاء الاصطناعي




.. -العربية- توثق استخدام منزل بـ-أم درمان- لتنفيذ إعدامات خلال